«الانقلاب ومستقبل تركيا» أولى ندوات معرض الكتاب الدولي في إسطنبول

الثلاثاء 26 يوليو 2016 01:07 ص

استضاف معرض اسطنبول الدولي الأول للكتاب الاثنين في أولى أيامه ندوات لعدد من لشخصيات التركية الهامة كان أبرزها ندوة قدمها «ياسين إقطاي»، نائب رئيس حزب التنمية والعدالة الحاكم، والتي حملت عنوان (محاولة الانقلاب بين الفعل ورد الفعل)، شرح خلالها الفرق بين جماعة «فتح الله كولن» والجماعات الإرهابية الأخرى، لافتًا إلى أن جماعة «كولن» تقتات من جيوب ضحاياها أي الشعب التركي، وأن الانقلاب في تركيا كان انقلاب جزء من الجيش على الجيش، قبل أن يكون انقلاب على السلطة مما يفرق بينه وبين أي انقلاب آخر خاصة الانقلاب في مصر.

ونقل «أقطاي» أبرز أحداث ليلة الانقلاب (منتصف الشهر الجاري) منذ بدايته وحتى نهايته، لافتًا إلى أن الأحداث التي نقلها الإعلام متطابقة بشكل كبير مع الواقع.

كما لفت إلى تفاعل العرب الكبير بشكل مختلف مع هذا الانقلاب عكس الانقلابات السابقة.

وأشار نائب رئيس العدالة والتنمية إلى أن الانقلاب كان بينه وبين الموعد المقرر لإقالة 400 من قادة الجيش التركي 15 يومًا وفق القانون 15 يوما فحسب، مرجحًا أن يكون هذا السبب الرئيسي لاختيار موعد الانقلاب.

الأحفاد حققوا أحلام الأجداد

كما استضاف المعرض «إمر الله إيشيلر»، نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، والذي تحدث عن الأحزاب التركية ومستقبل النظام السياسي بعد فشل الانقلاب.

وقال «إيشيلر» خلال كلمته الاثنين أن الشعب التركي كانت لديه عقدة من الانقلابات المتتالية التي تعرض لها، مضيفًا أن الأحفاد حققوا أحلام الأجداد، فمواجهة الانقلابات في تركيا تدرجت منذ عام 1960 وحتى الانقلاب الأخير، حيث كانت الأوضاع تلزم اشعب التركي بررفض الانقلاب بالقلب ثم باللسان وأخيرًا باليد حيث وقف الشعب التركي أمام الدبابات، والطائرات وتصدى للانقلاب الأخير.

وهاجم «ايشيلر» جماعة كولن»، واصفًا إياها بالجماعة الإرهابية التي كانت تسعى للإضرار بالنظام السياسي التركي، والديمقراطية التركية.

وأشار نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق إلى أن تعامل العالم وخاصة الغربي مع الانقلاب اتسم في أغلبه بالازدواجية،واصفًا تعامل القيادة التركية اثناء الانقلاب بالإيجابي.

واعتبر «إيشلير» أن الانقلاب تسبب في دفء العلاقة بين الأحزاب والحكومة التركية، وأدى للتقارب بينهم.

ودافع «إيشلير» عن توجه الحكومة التركية اتجاه إقرار النظام الرئاسي موضحًا أن النظام الذي يقره الدستور الحالي يعطي الرئيس حق إدارة الدولة والقوات المسلحة، وينزع صلاحياته بالكامل بعد ذلك ويجعله أقرب للرئيس الشرفي.

وتابع أن الدستور الحالي في ظل التناقضات الخاصة بصلاحيات الرئيس أدى لعدد من التصادمات السابقة، مؤكدا أن توجه حزب العدالة والتنمية نحو اقرار النظام السياسي يأتي تجنبًا للتضارب بين المسؤولين في الدولة، والدفع للاستقرار.

وردا على تساؤلات بخصوص علاقات تركيا الخارجية خاصة في ظل صمت بعض حلفائها العرب وانتظارهم لاتضاح مصير الانقلاب، ووجود مؤشرات قوية على تورط الولايات المتحدة، أكد أن الانقلابات لا تتم بدون دعم خارجي، وأن هذا شيء أساسي في أي انقلاب.

فتح الله كولن

وأضاف أن «وزيري العدل والخارجية سيتوجهان لأمريكا مطالبين بإعادة «فتح الله كولن، وسيتحدثان بصراحة فنحن لا نريد التوتر وسياستنا لا تقوم على التوتر، ولا نرى أي فائدة من التوتر لابد أن تكون هناك علاقة بين الدول».

وحول تعامل الحكومة التركية مع جماعة «كولن»، قال «إيشلير» إن «طمس الجماعة وإقصائها من كوادر الدولة أمر ضروري لابد من القيام بهذا الطمس والإقصاء لا نستطيع أن نعيش مع هذا الكيان المعادي للدولة الذي يتلقى الأوامر من الخارج ثم يقوم بمعاداة الدولة لذلك لابد من التخلص من هذا التنظيم».

وفي تعليقه على تساؤل حول عدد الضباط المشاركين في الانقلاب، قال «يجب ملاحظة أن هذا التنظيم منذ 40 سنة يقوم بمحاولات للدخول للجيش في السنوات الأخيرة، والمتابع للأحداث يلاحظ أن هذه الجماعة لها وجود في تركيا ومتغلغلة فيها».

وتابع «بالأمس استمعت لبعض المتحدثين على الشاشة بينهم جنرال متقاعد يطلب منا إغلاق الكليات الحربية كلها كي لا يلتحقوا بالجيش، فعلنا هذا بأكاديميات الشرطة قبل عامين، أغلقنا أكاديمية الشرطة وقدمنا للطلبة شهادات معادلة لكليات أخرى، ولكن لم يلتحقوا بجهاز الشرطة لأن 95% منهم من المنتمين لهذه الجماعة، ونفس الشيء الآن في الكليات الحربية والثانويات العسكرية معظم الطلبة منتمين لهذه الجماعة، فتركيا تواجه خطر كبير وسنرى الخطوات التي تواجهها الحكومة والدولة لمواجهة هذا الخطر».

وانطلقت فاعليات المعرض الدولي الأول للكتاب في إسطنبول، الإثنين، بمشاركة عربية وخليجية واسعة.

ويشارك -ولأول مرة- ما يقارب من 170 دار نشر عربية، تحتل الدور الخليجية منها مكان واسع، بالإضافة لمشاركة بعض دور النشر الإيطالية والإيرانية.

وينطلق في المعرض فعاليات عدة من ندوات وورش عمل، وفعاليات فنية، يشارك فيها أكثر من 30 شخصية عربية وتركيةـ ما بين سياسية وثقافية ودعوية، وفنية.

ولوحظ اختفاء دور النشر التابعة لوزارات الثقافة العربية والتواجد الرسمي العربي من المعرض، فيما كان لدور النشر الخليجية تواجد ملحوظ حيث وجدت عدة دور نشر سعودية وكويتية، وإماراتية، إلا أن المشاركة الكبيرة كانت من نصيب دور النشر السورية واللبنانية.

وكانت محاولة انقلاب عسكري جرت في تركيا، لكن السلطات تمكنت من وأد هذه الحركة واستعادت السيطرة على البلاد، وتسببت هذه المحاولة في مقتل 208 أشخاص حسبما أعلنت الحكومة التركية.

  كلمات مفتاحية

تركيا معرض إسطنبول انقلاب

افتتاح معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي بمشاركة خليجية واسعة

كيف استطاع أردوغان إجهاض الانقلاب؟

«خاشقجي» يحلل السياسة الأمريكية بالمنطقة خلال ندوة بمعرض الكتاب العربي في إسطنبول