استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الجامعة العربية.. والحيادية!

الجمعة 29 يوليو 2016 06:07 ص

أبرز ما طرحه الأمين العام لجامعة الدول العربية في مؤتمر «نواكشوط» الذي تميز بحضوره المتواضع من الزعماء والرؤساء، هو فكرة الحياد في التعامل مع الدول الأعضاء.

حقيقة لم أدرك كيفية الحيادية المطلوبة مثلاً تجاه الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق واليمن وبلدان عربية أخرى، فلا نعرف ما هو المطلوب من الجامعة العربية تجاه المشكلات العربية - العربية التي تتفاقم رغم رسوخ مشكلة فلسطين التي اعتمدها رئيس القمة بأنها هي أولى الأولويات وأنها لم تتأخر عما كانت عليه منذ الاحتلال الإسرائيلي.

ولقد سارع رئيس الوزراء اللبناني بقوله حول هذه المسألة الجديدة في طرح أبو الغيط في القمة عندما قال: «نحن لسنا محايدين في كل ما يمس الأمن القومي لأشقائنا، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، ونرفض أي تدخل في شؤون البلدان العربية».

هذا بوضوح، لم يصدر تصريح آخر لأي زعيم أو قائد أو رئيس عربي حول موضوع الحياد هذا، يبدو أن الجامعة العربية سوف تنتقل تدريجياً إلى عصر «اليوتوبيا» والمثاليات الحالمة، فهي لم تفعل شيئاً حتى اليوم لصالح أي دولة عربية منذ إنشائها، ويبدو ذلك اتباعاً لنهجها منذ التأسيس الحيادي غير المرئي أو المسكوت عنه حتى جاء الأمين العام الجديد لإرساء دعائمه في المرحلة المقبلة من حياة الأمة العربية المحتضرة.

نريد من الجامعة العربية أمراً يمكن التعويل عليه وليس التفات الأنظار إليه، فالحياد خلق جميل ولكن تطبيقه على نظام الأسد الذي يقتل شعبه منذ أكثر من خمسة أعوام ليس شيئاً جميلاً، بل يا ليت كان قبحاً جميلاً.

يبدو فعلاً أن الجامعة العربية لا تعيش واقع العرب، بل منهمكة لا نعلم بماذا، فلا سوق عربية مشتركة ولا قوة ضاربة تحمي بها حمى العرب، ولا سياسة واضحة تجاه الدمار الذي أصاب ثُلث أعضاء الجامعة العربية حتى الساعة.

ما زلنا نصر على بقاء هذا الكيان الذي على الأقل مكاناً يلتقي فيه العرب ولو جزئياً في كل دورة، حتى وإن تخلف البعض عن اللقاء، بقاء أي كيان موحِّد خير من فك «براغيه» وقص أجنحته أو كسر ساقيه.

متى اقتنع العرب جميعاً أو الغالبية العظمى بعدم جدوى هذه الجامعة البتة، فلا بد لهم من الانتقال إلى كيان آخر حتى لو كان أصغر، إذا كان بإمكانه انتشال الأمة من معاناتها التي طال ليلها ولم يبِن نهارها إلا على ليل دامس.

الإرهاب في هذه المرحلة أمر يستحق الالتفاف حوله لبتر مفعوله المدمر في الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، فإن لم تستطع الجامعة العربية أن تنقذ الشعب السوري أو اليمني أو العراقي مما لحق به من شرور الزمان وفتن الأفكار، فعلى الأقل تجتمع بالإجماع على دحر الإرهاب وخلعه من جذوره وخاصة بأن البعض يصر، وهو أمر غير مجمع عليه، بأن أصل الإرهاب عربي أو إسلامي لأن الذين قاموا أو يقومون بهذا العمل الشنيع أفراد أو أشخاص من العرب والمسلمين.

وكأن العرب بانتظار إرهاب إسرائيلي جديد في فلسطين حتى يقتنعوا بأن الدين والجنس واللون وكل ذلك ليس مسؤولاً عن الإرهاب والإرهابيين، لأن هذه معركة فكرية تدور رحاها كذلك في أوروبا وأميركا ولكن بفارق الأسلوب، فمن يطالب بطرد المسلمين من كل أرجاء العالم المتقدم أيضاً إرهابي لأنه يعاقب ملايين الأشخاص بجريرة أفراد سمَّوهم «ذئاباً» منتشرة تطارد البقية الباقية من العرب والمسلمين خارج ديارهم التي طردوا منها بطريقة أو بأخرى.

لا أحد في العالم يقبل بجرائم الإرهابيين في أي مكان، وليس الدين، أي دين، وقوده ولا حطبه وإنما المصالح الذاتية سواء للأشخاص أو الحركات العابرة للحدود أو بعض الدول التي تتغذى على تيارات الإرهاب الأسود في العالم أجمع.

تريد الجامعة العربية أن تطبق الحياد على الدول العربية، فهي أولاً ينبغي لها أن تدرس جيداً تجارب دول مثل سويسرا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وإيرلندا وإسكتلندا والسويد والنرويج وبولندا وألمانيا الشرقية السابقة وغيرها، حتى تعرف معنى الحياد الفعلي.

فكيف يكون الإنسان محايداً مع نفسه، وكذلك مع الدول، يصعب ذلك، فالأولى أن تكون الجامعة العربية صادقة مع نفسها بدلاً من أن تختار الحياد حتى مع الصدق الذي ينجي المخطئ.

العرب بحاجة ماسة إلى وقفة جادة مع أنفسهم وهو ما ينطبق على الحكومات والدول والشعوب، فهم كل لا يتجزأ، إننا أمام العالم الآخر لا قيمة لنا تذكر عند الحاجة الحقيقية إلى العون، فمصالح الغرب تتخطانا وتتعدانا عندما نصاب بأزمة داخلية أشبه بالنزيف الداخلي في كياننا المبعثر.

فالجرح العربي منذ النكبة الأولى لم يتوقف نزفه، فقد اتسع عليه الخرق، فحياد الجامعة وهم، ووقوفها مع أعضائها بمصارحة أوضاعها الصعبة أفضل من دغدغة «اليوتوبيا» التي حلت على الجامعة العربية كإحدى نتائج قمة «نواكشوط»، فمتى نصحوا من هذه الغفوة، فانحياز إلى الحق خير من الحياد عنه.

* د. عبد الله العوضي متخصص في علم الاجتماع الجنائي واشتغل بالصحافة والبحوث والتطوير. 

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

الجامعة العربية الحيادية أحمد أبوالغيط قمة نواكشوط سوريا العراق اليمن قضية فلسطين الاحتلال

«حماس» تهاجم «بيان القمة العربية» بنواكشوط وتؤكد أنه انعكاس لحالة «التردي»

وكالة «فارس» الإيرانية تسخر من أمير الكويت وتصف «القمة العربية» بـ«القمامة»

المكارثية العربية.. تقويض حاضر ومستقبل

البيان الختامي للقمة العربية يؤكد على نزع السلاح النووي ورفض التدخلات الإيرانية

مغزى قرارات الجامعة العربية الأخيرة

التكامل العربي ضرورة وليس حلماً

العرب والهروب المستحيل

النظام العربي والأزمات المجتمعية الجديدة