قال السفير التركي في الأردن «سيدات أونال» إن بلاده ما زالت تجري حواراتها مع الأردن بخصوص وقف نشاطات أي مؤسسة تتبع جماعة «فتح الله كولن»، وأنه وفي حال تم إغلاق أي مؤسسة بسبب انتماءاتها لـ«كولن»، فتركيا ترحب بهذا القرار على حد قوله.
وأوضح أن الحكومة التركية قدمت طلبا رسميا للأردن (أسوة بباقي الدول التي يوجد فيها نشاطات لجماعة كولن)، لوقف نشاطات أي منظمة أو مؤسسة تنتمي للجماعة المذكورة، وأن المشاورات مع الأردن مطمئنة في هذا الخصوص.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقد في منزله بالعاصمة عمان، أن الدولة التركية بدأت مرحلة التعافي من عواقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في منتصف يوليو/تموز الحالي، وأن مؤسسات الدولة عادت للاستقرار، بحسب ما نقلت صحيفة رأي اليوم.
وحول الآراء التي انتقدت عدد الاعتقالات، أوضح السفير أن عدد المعتقلين لا يعني أن جميعهم سيتعرض للعقاب، لكن جميعهم سيتعرضون للمساءلة القانونية، ومن يثبت تورطه في محاولة الانقلاب سيحاسب.
وأوضح «أونال»، أن «الدولة التركية تسعى لإعادة فرض هيبتها بعد محاولة الانقلاب، بالتالي يجب على الدولة التصدي لهذه المحاولة باعتقال كل من يحتمل تورطه، وعرضهم على القضاء الذي سيكون له الكلمة الفصل».
وفيما يتعلق باعتقال عشرات الصحفيين وإغلاق عدد من المحطات الفضائية، علل السفير ذلك بقوله، إن «جماعة كولن لديها وكالات أخبار خاصة وصحف يومية وأسبوعية وقنوات فضائية وإذاعات خاصة»، وبين أن معظم العاملين في هذه الوسائل الإعلامية هم أعضاء في جماعة كولن، لذا فإن محاسبتهم ستكون لأنهم ينتمون لـمنظمة إرهابية استهدفت عضد الدولة التركية.
وفي وقت سابق، صرحت وزارة «التربية والتعليم» الأردنية بسحب ترخيص وإغلاق المدرسة التركية بعمان التابعة لـ«فتح الله كولن»، وأرجعت الوزارة سبب الغلق إلى مخالفة المدرسة التعليمات.
واتخذت الوزارة إجراءً فعلياً بعد أيام من سحب ترخيص المدرسة، وذلك بمخاطبة محافظ العاصمة، وفقما لما صرح به «أمين شدفات»، مدير إدارة التعليم الخاص بالوزارة.
وبحسب وكالة الأنباء «الألمانية» «د ب أ» فقد رفض «شدفات» التصريح بماهية المخالفات التي أرتكبتها المدرسة، ولكنه اكتفى بالقول بأن آخر إنذار تلقته كان في 4 من أبريل/نيسان الماضي.
كما أكد توجيه عدة إنذارات إلى المدرسة من قبل، وأنها لن تعمل العام المقبل.
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الخارجية الإندونيسية، أن جاكرتا مستعدة للتعاون مع الحكومة التركية، بما يخص إغلاق العديد من المؤسسات التعليمية، المملوكة من قبل منظمة الكيان الموازي، التي شارك عناصرها بمحاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإندونيسية، «أرماناتا ناصر»، في تصريح صحفي، «سنواصل تعزيز علاقاتنا الثنائية مع الحكومة التركية، في ظل مساعينا الرامية للحفاظ على علاقة طيبة مع الدول الصديقة».
وأضاف «نعمل حاليا بالتنسيق مع وزارة التعليم للتحقق من مدى ارتباط المدارس، التي وردت أسماؤها، في بيان صدر عن السفارة التركية لدينا، بمنظمة الكيان الموازي، التابعة لـ «فتح الله كولن»، استعدادا لتحقيق مطلب الحكومة التركية بإغلاق المؤسسات التعليمية ذات الصلة».
وتأتي تصريحات الخارجية الإندونيسية على خلفية تقديم السفارة التركية في جاكرتا الخميس، بيانا يطالب حكومة البلاد بإغلاق عدد من المؤسسات التعليمية في إندونيسيا، المملوكة من قبل «كولن».
وبهذا تنضم إندونيسيا إلى قائمة البلدان، التي طلبت السلطات التركية منها، إغلاق المؤسسات التابعة لـ«كولن»، من بينها كمبوديا، وتايلاند، واليابان، وباكستان.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 يوليو/تموز)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله كولن» قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.