استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أسطورة حلب

الجمعة 5 أغسطس 2016 04:08 ص

بخلاف حسابات الروس ونظام الأسد وما رافقها من توقعات حاسمة بانتهاء ثورة مدينة حلب، فإنّ هناك إصراراً استثنائياً من قبل المعارضة والأهالي المحاصرين على الدفاع عن أنفسهم وأحيائهم، بالرغم من حجم القصف المدمّر الروسي على المدينة، التي تحولت مبانيها إلى ركام حقيقي.

ربع مليون إنسان مدني تقريباً في تلك الأحياء المحاصرة من حلب، يواجهون آلة تدمير وفتك وقتل، تستهدف المستشفيات قبل مقاتلي المعارضة، ويتم فيها استخدام الأسلحة المحرّمة بلا أي رقيب أو حسيب؛ من قنابل وبراميل متفجرة، ما أدى إلى استشهاد مئات المدنيين حتى الآن!

ثمة مئات الصور المتدفقة من حلب تحكي لنا حجم التدمير والقصف، وبعبارة أكثر دقّة الإبادة التي تتم ضد كل شيء، حتى إنّ البعض يرى حرص الروس على استنساخ ما حدث في غروزني هناك. وصور أخرى عن المدنيين والأطفال الذين يشاركون في دعم صمود المقاتلين، ولو عبر إشعال إطارات "الكاوتشوك" للتعمية على الطيران الروسي القادم إليهم. وصور عن العمليات الأخيرة التي نجحت فيها المقاومة بكسر جزئي لطوق حلب في المناطق الجنوبية، بالرغم من كثافة القصف الجوي عليها.

ما يحدث في حلب من صمود الأهالي وإرادة الدفاع والقتال لدى المعارضة، أشبه بالأسطورة، بما يتشابه كثيراً مع ما حدث في ستالينغراد، ليس فقط من زاوية الصمود البطولي للمدنيين والمقاومة، بل لأنّ معركة حلب حاسمة على أكثر من صعيد، و"نقطة تحول" سواء لصالح النظام والروس أو لصالح المعارضة، وهي أيضاً معركة إرادات ذات طابع رمزي.

بالنسبة للروس والنظام السوري، فإنهم يعوّلون على إنجاز معركة حلب لتغيير نوعي وجذري في موازين القوى، ما ينعكس على الخرائط الأميركية المقترحة لتقسيم المناطق. وكان أحد الاقتراحات يقضي بانسحاب النظام من حلب مقابل خروج المعارضة من ريف دمشق. 

بالطبع، تقف فوق ذلك كلّه القيمة الكبيرة للموقع الاستراتيجي لحلب في المناطق الشمالية، ما يمكّن النظام السوري من حسم كثير من المعارك اللاحقة في المناطق الشمالية والحدود التركية، وتعزيز الروح المعنوية لجيش الأسد ومقاتلي حزب الله وجيش القدس، لسيناريو شبيه في المناطق الجنوبية والشرقية.

على الطرف الآخر، شكّلت حلب بالنسبة للمعارضة مركزاً استراتيجياً وحيوياً، وتمتعت خلال الأعوام الماضية بدرجة كبيرة من الاستقلالية والبعد عن الأخطار المحدقة، وأصبحت أشبه بعاصمة المعارضة السورية، بألوانها المختلفة والمتعددة، ومعنى خسارتها لحلب رمزياً وسياسياً ولوجيستياً كبير جداً، وسيكون بمثابة الضربة القاصمة عسكرياً ومعنوياً.

البعد الآخر لما يجري في حلب ذو طابع دولي وإقليمي، فمن الواضح أنّ هناك تأثيراً كبيراً للتحولات في الاستراتيجيات الدولية والإقليمية، يتمثل في الغياب التركي الكامل عن تلك المعركة ومعطياتها، ولنقل بعبارة أدق التخلّي التركي عن المعارضة السورية وعن حلب، وتشقق التفاهمات التركية والسعودية، بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في أنقرة، وحرص أردوغان على عدم الاصطدام مع الروس والإيرانيين، في ظل خلافاته المتفاقمة مع أوروبا وأميركا.

وهناك أيضاً ما يشبه الضوء الأخضر الأميركي للروس والسوريين، وتواطؤ وصمت مطبق من قبل إدارة أوباما تجاه المجازر والانتهاكات الفظيعة التي تتم في حلب، لسببين رئيسين؛ الأول، التحول في استراتيجية إدارة أوباما من إنهاء الأسد إلى الإبقاء عليه خلال المرحلة المقبلة، ومن عدائه إلى الشراكة غير المباشرة معه (عبر الروس) من أجل القضاء على "داعش" و"القاعدة" في سورية. والثاني، إجبار المعارضة السورية على القبول بالخطط الأميركية في التهدئة، وفي أولوية قتال "داعش"، وفي حلول سياسية أقرب إلى الوصفة الروسية.

إلى الآن حلب أسطورة في الصمود الاستثنائي الفريد، وفي الإصرار على عدم الاستسلام، أمام آلة تدمير تقول لهم لا خيار لكم سوى الاستسلام والخروج!

* د. محمد سليمان أبورمان باحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية مهتم بقضايا الفكر الإسلامي والإصلاح والتحول الديمقراطي.

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا نظام الأسد حلب المعارضة السورية المسلحة براميل متفجرة

المعارضة السورية تحقق نصرا استراتيجيا بالسيطرة على كلية المدفعية جنوبي حلب

المعارضة السورية تعلن فك الحصار عن حلب بعد السيطرة على حي الراموسة بالكامل

بالصور.. حلب تكسر حصارها

500 قتيل من قوات النظام السوري بينهم 14 ضابطا في معركة كسر حصار حلب

دخول أول قافلة مساعدات إلى أحياء حلب بعد كسر حصارها