هاجم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي «أنور قرقاش»، فضائية «الجزيرة» القطرية، على خلفية تغطيتها لذكرى فض اعتصام رابعة العدوية بمصر، قبل 3 سنوات.

وقال «قرقاش»، في تغريدة له، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «همشت الجزيرة نفسها حين اختارت أن تكون قناة للإخوان بعد أن كانت قناة عربية مؤثرة»، مضيفا: «فكرة خامرتني وأنا أرى الجزيرة مباشر، تطارد طيف رابعة».

وتابع «قرقاش»: «من المؤسف أن تكون هذه نهاية مشروع إعلامي عربي متصدر.. قراءة سياسية خاطئة.. ورهان حزبي قلّص القناة إلى منشور حزبي مرئي يشاهده المنتسبون».

وقدمت «الجزيرة»، اليوم، تغطية خاصة لمجزرة رابعة، تضمنت استعراضا للاعتصام الأكبر والأطول في تاريخ مصر، وتذكيرا بما جرى في مذبحتي فض اعتصامي رابعة والنهضة، ومن ثم ولادة شعار رابعة، بالإضافة إلى تساؤل عن أي مدى وصل إليه التحقيق في المجزرة التي ما زالت محاكمات ضحاياها مستمرة حتى الآن.

كما تتضمن التغطية أبرز ردود أفعال الدول والمنظمات والشخصيات تجاه المذبحة.

هجوم «قرقاش»، على «الجزيرة»، لاقى انتقادات واسعة بين مغردين ونشطاء بـ«تويتر»، فكتب الناشط والمعارض الإماراتي «حمد الشامسي»، معلقا على هذا الهجوم: «قرقاش يريد الجزيرة كالعبرية وسكاي نيوز العربية.. يطبلون للسيسي ولأي انقلاب على الشرعية».

وأضاف: «يا قرقاش.. أنتم شركاء في هذا الدم.. طيف رابعة سيطاردكم».

وكانت الإمارات، باركت انقلاب الجيش المصري، على الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، أول رئس مدني منتخب، في يوليو/ تموز 2013، واعتبرته «سياج مصر وحاميها ودرعها القوى الذي يضمن لها أن تظل دولة المؤسسات والقانون».

وقدمت الإمارات لمصر، منذ الانقلاب، أكثر من 8 مليارات دولار، سواء خلال فترة حكم الرئيس المؤقت السابق «عدلى منصور»، أو الرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي».

وفي 14 أغسطس/ آب 2013، فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار «مرسي» في ميداني «رابعة العدوية» (شرقي القاهرة) و«نهضة مصر» (غرب العاصمة)؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين بحسب «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر (حكومي)، وفي الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) أن أعداد القتلى تجاوز الألف.

الإمارات، عقب فض اعتصام رابعة، قالت عبر بيان لوزارة خارجيتها، إنها «تتفهم الإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية».

وأضاف البيان «مما يدعو للأسف، أن جماعات التطرف السياسي أصرت على خطاب العنف والتحريض وعلى تعطيل المصالح العامة وتقويض الاقتصاد المصري مما أدى إلى الأحداث المؤسفة اليوم».

وكان تقرير صدر العام قبل الماضي، لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، قالت فيه إن «قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث»، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية.

وبعد أيام من الفض، وثقت منظمة «هيومن رايتس مونيتور» (غير حكومية مقرها لندن)، أكثر من 400 حالة اختفاء قسري لأشخاص كانوا في الميدانين اللذين شهدا عملية الفض، ومحيطاهما، بجانب 9 سيدات مجهولات المصير.