نائب وزير الخارجية الروسي يصل إلى جدة

السبت 20 أغسطس 2016 06:08 ص

وصل إلى جدة مساء اليوم المبعوث الخاص للرئيس الروسي لبلدان الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية «ميخائيل بوغدانوف» في زيارة للسعودية .

وكان في استقباله بمطار الملك عبدالعزيز الدولي نائب مدير عام فرع وزارة الخارجية مدير إدارة المراسم بمنطقة مكة المكرمة السفير «عادل عبدالرحمن بخش» وعدد من المسؤولين . بحسب وكالة «واس» الرسمية السعودية.

سوريا وروسيا

ومن ناحية أخرى رغم التقارب السعودي ـ الروسي، يواصل الطيران الأخير، شن ضرباته الجوية، على سوريا، من قاعدة جوية إيرانية.

ومن المعروف أن إيران تدعم روسيا في ضرباتها ضد المقاومة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ونقلت وكالة «رويترز» أمس الأول الخميس، عن وزارة الدفاع الروسية، قولها إن «قاذفات من طراز توبوليف- 22 إم 3 بعيدة المدى، وقاذفات مقاتلة من طراز سوخوي- 34، ضربت أهدافاً لتنظيم الدولة الإسلامية، في محافظة دير الزور السورية".

وأضافت أن القاذفات انطلقت من قواعد في روسيا وإيران، ودمرت ستة مواقع قيادة وعدداً كبيراً من المقاتلات والمعدات العسكرية.

وقالت الوزارة إن جميع الطائرات الروسية عادت لقواعدها بعد الضربات.

يشار إلى أن روسيا، قالت ، على لسان وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، الأربعاء الماضي، إن استخدام بلاده قواعد جوية في إيران لضرب أهداف في سوريا «لا يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي».

وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «مارك تونر»، قال، الثلاثاء، إن استخدام روسيا للقواعد الجوية الإيرانية منطلقاً لعملياتها العسكرية في سوريا «قد يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231».

وفي يوليو/ تموز 2015، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2231، والذي رحب فيه بتوقيع إيران مع مجموعة 5+1 اتفاقاً يتم من خلاله الحد من قدرات إيران النووية، ويرفع بالتدريج بعض العقوبات المفروضة على طهران فيما لو طبقت فقرات الاتفاق بطريقة تقرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتنص بعض فقرات القرار على عدم السماح باستخدام الأراضي الإيرانية لانطلاق العمليات العسكرية أو بيع وتجهيز ونقل الطائرات إلى إيران.

رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني «علي شامخاني» قال تعليقاً على هذا الإجراء الروسي، إن «التعاون الإيراني الروسي في محاربة (الإرهاب) في سوريا تعاون استراتيجي ونحن نشارك بإمكاناتنا ومنشآتنا في هذا المجال».

وذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن «طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم3)، وقاذفات من طراز (سو – 34) أقلعت الثلاثاء من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع التنظيمي في محافظات حلب ودير الزور وإدلب».

تركيا وإيران وروسيا

ومن جانب آخر يرى محللون أن  الموقف الروسي من سوريا هو كذلك حال الموقف التركي من روسيا والعلاقات بين الطرفين في أوجها قبل أن يجري إسقاط الطائرة الروسية نهاية العام الماضي (نوفمبر/ تشرين الأول)، كما أن العلاقات الاقتصادية المتميزة بين إيران وتركيا لم يتغير عليها شيء، وهما يتحاربان في سوريا أيضا، وإلى حد ما في العراق.

وكانت العلاقات التركية ـ الإيرانية شهدت تقدماً عقب التقارب تركيا وروسيا والصلح بينهما في 9 من أغسطس/ أب وإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، وحتّى إلى مستويات أبعد من ذلك.

ومن ناحية أخرى فلم تتأخر طهران كثيراً لترسل وزير خارجيتها «محمد جواد ظريف» إلى أنقرة الذي وصلها الجمعة التالية على الاتفاق الأخير للقاء المسؤولين الأتراك، بعد قمة ثلاثية كانت جمعت الرئيس الإيراني «حسن روحاني» بنظيريه الروسي «فلاديمير بوتين»، والأذري «إلهام علييف» في باكو رسمت ملامح تعاون مميز خصوصاً بين طهران وموسكو قبل القمة الروسية التركية بين «بوتين» والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في سان بطرسبورغ الروسية.

وما أن انتهت قمة «بوتين- أردوغان» إلا وأوفد «روحاني» وزير خارجيته إلى أنقرة، وليعلن بعد ختام الزيارة أنه جاء لمباركة انتصار الشعب التركي على محاولة الانقلاب، مشيرًا إلى أن «العلاقات الإيرانية ـ التركية واسعة وشعبانا شقيقان».

والتقى «ظريف» فور وصوله بنظيره التركي «مولود جاويش أوغلو»، كما التقى بعد ذلك بالرئيس التركي ورئيس الوزراء «بن علي يلدريم»، وبحث جميع القضايا المشتركة بين البلدين وعلى رأسها الأزمة السورية عارضاً تقديم إيران مبادرة جديدة بشأنها، خصوصاً وأن مهمة التقريب بين تركيا وروسيا نفذتها طهران بدقة بالغة أخذت بنظر الاعتبار ما يخطط له الرئيس الإيراني وفريقه الرئاسي، في شأن إيجاد علاقة ثلاثية من نوع خاص تقترب من «حلف» إيراني تركي روسي لحل أزمات المنطقة بالمحافظة على مصالح كل بلد وبما يراعي خصوصية كل منها.

وبدا منذ الوهلة الأولى للانقلاب العسكري التركي الفاشل، أن طهران بكل تناقضات أجنحتها وصراعات المحافظين والإصلاحيين وبينهما المعتدلون، وضعت كل بيضها في سلة الرئيس «أردوغان»، ولم تكتف فقط بدعم «الشرعية» ولا «الحكومة المنتخبة»، بل قررت الوقوف إلى جانبه، وقيل في هذا الصدد إنها حركت طائرات حربية وقفت على أهبة الاستعداد في مناطق الحدود مع تركيا لتقديم العون لـ«أردوغان»، إذا رجحت كفة الانقلابيين عليه.

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا المملكة إيران تقارب حرب

روسيا تواصل ضرب سوريا من قاعدة جوية إيرانية

حمى الدبلوماسية بين تركيا وروسيا وإيران وصلتها بسوريا

تقارب إيران مع روسيا وتركيا .. أكبر من تنسيق وأقل من حلف

«أردوغان»: تركيا وروسيا مصممتان على إعادة العلاقات إلى سابق عهدها