التوتر السعودي - الأمريكي ومشكلة تسييس مكافحة الإرهاب

السبت 14 يونيو 2014 03:06 ص

شادي حميد، بروكينجز - ترجمة: الخليج الجديد

منتدى أمريكا والعالم الإسلامي 2014 هو المنتدى الأول الذي يعقد بعد الانقلاب العسكري المصري في 3 يوليو 2013، وهو التاريخ الذي، على الأقل بالنسبة للإسلاميين، سيثبت أنه أحد اللحظات السياسية الحاسمة في العقود الأخيرة.

على الرغم من أن الإنقسام الأيديولوجي في العالم العربي حول الرؤى المميزة للمجتمع والمفاهيم المختلفة لمعنى وغرض الدولة القومية هي حقيقية جدا، إلا أن المعركة على النظام الإقليمي العربي في مرحلة ما بعد الربيع قد تلبست هذا الإنقسام.

المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يعتبران جماعة الإخوان المسلمين وسلالة الإسلام السياسي التي تمثلها، تهديدا وجوديا. وهذا لا يثير الاستغراب، حيث إن جماعة الإخوان هي القوة الوحيدة على مستوى المنطقة التي تعبر عن بديل للشرعية الدينية. المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه، هي الوصية على الحرمين الشريفين، وترى نفسها كمقر للإسلام السني، والأهم من ذلك، يرتبط أمنها الداخلي جوهريا بالشرعية الدينية - المستندة على التاريخ والدين - التي تدعيهما لنفسها.

المملكة العربية السعودية تعتقد، عن حق، أن بإمكانها أن تدير وتحتوي وتعيد توجيه السلفية، والتي في شكلها المتعدد، يمكن أن تكون مهادنة بقدر ما تكون معارضة. منذ فترة طويلة هناك تيار في الفكر السلفي يعطي الأولوية لطاعة للحاكم، بغض النظر عن عيوبه، طالما أنه مسلم. الأمر الذي يجعل الإخوان وتابعيها، المنظمة الأكثر إشكالية لدول الخليج خاصة وأنها تعمل على درجة كبيرة من التماسك التنظيمي.

في خطابها الرئيسي لمنتدى 2014 "الولايات المتحدة والعالم الإسلامي" يوم الاثنين، ألمحت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى «آن باترسون» مباشرة إلى تلك التوترات الإقليمية. وقالت انها لاحظت أن «بعض الناس في هذه المنطقة يخلطون بين الإسلاميين والإرهابيين ويرغبون في القضاء على الإسلاميين من المشهد السياسي»، وأن «حربنا الصعبة ضد المتطرفين العنيفين تصبح أكثر تعقيدا بسبب وجهة النظر تلك».

في مارس 2014، أخذت المملكة العربية السعودية خطوة غير مسبوقة بتوصيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وهذا يعني أن الدعم المتصور أو حتى التعاطف مع المنظمة وأفكارها يمكن الآن أن يعامل على أنه عمل إجرامي. تحويل موارد مكافحة الإرهاب وشن معارك سياسية ضد جماعات مثل جماعة الإخوان هي إشكالية تثير الشكوك حول اعتمادنا على المملكة العربية السعودية كشريك فعال في مكافحة الإرهاب؛ حيث تعتمد مكافحة الإرهاب على القدرة على تحديد وتمييز من هم الإرهابيون ومن هم ليسوا كذلك. هذا مجال واحد فقط والذي يسلط فيه الربيع العربي الضوء على اختلافات جوهرية في الرأي مع حلفاء منذ فترة طويلة بشأن المسائل الديمقراطية والشمولية والمفهوم الحقيقي "للاستقرار".

ولكن، في حين أن تعليقات «باترسون» هي إقرار مهم بخلافات حقيقية، إلا أن مسألة توصيف الإخوان ليست مهمة تقريبا بالنسبة لإدارة «أوباما» كما هي أهميتها بالنسبة للسعوديين، وخاصة عندما يركز المسؤولون الأمريكيون على تخفيف السخط السعودي تجاه المفاوضات مع إيران.

لا يقتصر الأمر على الإخوان فقط، فالاتجاه الواسع لاستخدام "الحرب المشروعة" ضد التطرف العنيف، كمسوغ لدفع أجندة مسيسة ومثيرة للانقسام، هو اتجاه يمثل أجندة لا تبشر بالخير بالنسبة للاستقرار الإقليمي، وهو الأمر الذي يمكن رؤيته بوضوح في مصر غير المستقرة على نحو متزايد.

  كلمات مفتاحية

الملك «سلمان»: الإرهابيون الضالون أعطوا للمتربصين الفرصة للطعن في ديننا

الاستهبال الدولي

تأجيج المشاعر السنية لا يخدم الاستقرار في السعودية على المدى البعيد