«ناشيونال إنترست»: حول دلالات انطلاق القاذفات الروسية من إيران نحو سوريا

الاثنين 22 أغسطس 2016 01:08 ص

إنها تعبر عن التضامن مع طهران أكثر من قدرتها على تغيير الحقائق على الأرض في سوريا.

كان هناك كم هائل من التغطية الصحفية المكرسة في وقت سابق من هذا الأسبوع حول القاذفات الروسية التي قصفت في سوريا انطلاقا من قاعدة في إيران. ولكن ما الذي تغير بالضبط؟

بالنسبة للسوريين، على الطرف المتلقي لقصف هذه الطائرات، فإن حقيقة أن القاذفات الروسية تأتي من إيران بدلا من جنوب روسيا البعيد لا يغير من حقيقة أن سوريا لا تزال تتعرض للقصف.

ليس واضحا أن عمليات القصف التي تنطلق من إيران ستفعل شيئا أكثر (على الرغم من أن قصر المسافة يسمح لهم بحمل المزيد من القنابل واستهلاك كمية أقل من الوقود) من تلك التي تنطلق من روسيا لمساعدة موسكو وطهران في هزيمة معارضي «نظام الأسد» في سوريا.

لقد لوحظ في العديد من الصراعات الأخرى أن القصف الجوي وحده غير كاف لهزيمة التمرد. سوريا ليست استثناء. كما في أماكن أخرى، سوف تكون هناك حاجة لحملة برية تستغرق وقتا طويلا وأكثر تكلفة بكثير، حتى يتم إلحاق الهزيمة بهم، وليس هناك ما يضمن نجاح هذا العمل أيضا.

أكد «بوتين» بوضوح أنه لا يوجد لديه نية لإرسال قوات برية روسية على نطاق واسع لخوض معركة لمكافحة التمرد في سوريا. حيث أن القوات الإيرانية، جنبا إلى جنب مع حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى، يفعلون هذا بالفعل هناك. إن القاذفات الروسية المتجهة إلى سوريا في طريقها من إيران قد تكون تعبيرا عن التضامن الروسي مع إيران أكثر من كونها تمثل تحركا عسكريا ذا معنى.

إن إرسال موسكو الطائرات إلى سوريا من إيران بدلا من جنوب روسيا قد لا يكون له تأثير ملموس على الصراع داخل سوريا، وتأثير ذلك على العلاقات الدولية من الصراع قد يكون أكبر، حيث تأمل العديد من دول الخليج العربية زيادة العلاقات الاقتصادية مع روسيا، وبسبب هذا كان من الممكن أن تتحرك موسكو بعيدا عن طهران حول سوريا. في الواقع، إيران لا تريد مجرد ترك مثل هذا الانطباع، وقد يكون هذا هو الدافع لدى طهران للسماح لموسكو باستخدام قواعدها. وبالمثل، في الوقت الذي يأمل فيه الرئيس التركي «أردوغان» في أن تحسن العلاقات الروسية التركية وانعكاس ذلك على الوضع في سوريا، فإن إجراءات «بوتين» هذه تشير أن موسكو تقف مع إيران وليس مع تركيا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن القادة الإسرائيليين الذين يريدون أن يصدقوا ادعاء موسكو أن الوجود الروسي في سوريا يفيد (إسرائيل) عن طريق ردع إيران وحزب الله عن مهاجمة الدولة العبرية لن يحصل لهم الاطمئنان مع زيادة التعاون العسكري الروسي الإيراني. ولن يعزز هذا أيضا آمال هؤلاء في واشنطن الذين كانوا يعتقدون أن روسيا هي أكثر استعدادا من إيران للعمل مع الولايات المتحدة للتوصل إلى نهاية مسالمة للصراع في سوريا.

قد تشعر موسكو أنه لا يوجد لديها سبب للقلق حول خيبة الأمل الغربية أو الإقليمية بسبب زيادة تعاونها مع إيران في تفجير سوريا، وخصوصا في وقت تتودد فيه العديد من الحكومات الأخرى إلى روسيا. والواقع أن القول بأن الجميع سوف يحتاج إلى العمل مع روسيا بشأن سوريا قد يظهر مقنعا على نحو متزايد في موسكو. المشكلة مع هذه الحجة أنها تفترض ضمنيا اعتقاد أن روسيا ستدفع إيران و«نظام الأسد» لقبول التسوية التي وضعتها القوى الخارجية. ولكن إذا وصل الأمر إلى حد أن نرى أن روسيا عازمة مثل طهران و«نظام الأسد» على هزيمة المعارضة السورية، فإن أي أمل حول إمكانية العمل مع روسيا سوف يتلاشى.

إن خيبة الأمل من العمل مع روسيا بشأن سوريا لا تهم الكرملين إذا تمكنت موسكو وطهران ودمشق في الواقع من هزيمة المعارضة السورية. ولكن حتى الآن، لم تكن موسكو قادرة على هذا. في الواقع، لم تؤد المحاولة الحثيثة لإلحاق الهزيمة بالمعارضة دون أي احتمال للتسوية إلا في زيادة المقاومة الداخلية للأسد. وطالما استمرت هذه المقاومة الداخلية، سيتم دعم المعارضة من قبل بعض القوى الخارجية على الأقل مثل السعودية وربما تركيا. وبالتالي فإن الوضع سيبقى على حاله لجميع الأطراف سواء أقلعت القاذفات الروسية من إيران أو من أي مكان آخر.

المصدر | ناشيونال إنترست

  كلمات مفتاحية

روسيا إيران سوريا قاعدة همدان بشار الأسد تركا

«ستراتفور»: لماذا تكثف روسيا نشر طائراتها في قاعدة همدان الجوية في طهران؟

بالصور .. لأول مرة روسيا تضرب المعارضة السورية انطلاقا من مطار همدان الإيراني

روسيا تجري تدريبات عسكرية قرب سوريا الأسبوع المقبل

‏مسؤول بـ«الخارجية» الروسية يزور طهران لبحث تطورات الوضع في سوريا

«واشنطن تايمز»: أحلام إمبراطورية.. روسيا وإيران تتحالفان لحكم الشرق الأوسط

العلاقات الإيرانية الروسية تثير الشكوك بشأن دور موسكو في المنطقة

تركيا: نراقب انسحاب ميليشيات «ب ي د» إلى شرق الفرات عن كثب

«ناشيونال إنترست»: ما الذي يعنيه دخول القاذفات الروسية إلى إيران؟

لماذا غضبت إيران من إعلان روسيا استخدامها لقاعدة همدان؟

إيران إذ تنتقد «الاستعراض» الروسي!!

موسكو وواشنطن ... «تفاهمات بالتقسيط»