الحوثيون يواصلون إطلاق الصواريخ صوب السعودية واحتراق محول كهربائي في نجران

السبت 27 أغسطس 2016 06:08 ص

تواصلت المعارك بين المسلحين الحوثيين والقوات السعودية على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، الجمعة، وزعمت جماعة الحوثي إصابة شركة نفط سعودية بصاروخين باليستيين، جنوبي البلاد.

وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، إن الصاروخين من طراز زلزال 3، وإنهما استهدفا موقع شركة أرامكو، كما نشرت لقطات لأعمدة دخان تتصاعد من الموقع.

ولفتت أنه إلى جانب الصاروخين، فإن الحوثيين أطلقوا صواريخ كاتيوشا وقذائف على مواقع عسكرية سعودية، موضحة أن القوة الصاروخية التابعة للحوثيين، أطلقت صواريخ وقذائف مدفعية استهدفت مركز السودة العسكري، جنوبي البلاد في منطقة (الخوبة) بجازان، وموقع (رقابة الزوّر)، و(رقابة نهوقة) بنجران.

ولم يتسن التحقق من تلك المزاعم من مصادر سعودية أو مستقلة.

بينما نفت أرامكو السعودية، ما نقلته قناة المسيرة، مؤكدة أن جميع منشآتها تعمل بشكل عادي، مشيرة إلى أنها ليس لها منشآت نفطية قرب الحدود اليمنية، عدا مستودع لتوزيع منتجات نفطية في جازان.

وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السعودية السيطرة على حريق اندلع بمولد كهربائي في نجران، إثر سقوط قذيفة من الأراضي اليمنية، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية (واس).

وقال الدفاع المدني السعودي، إنه باشر سقوط مقذوف عسكري من اليمن على محول كهربائي عند الساعة 12:40 بتوقيت مكة (9:40 بتوقيت غرينتش)، وتم إخماد الحريق دون تعرض أحد لأذى.

وأظهرت لقطات نشرها الحساب الرسمي لإمارة نجران، اندلاع حرائق هائلة في مكان سقوط المقذوف وتصاعد أعمدة دخان سوداء.

وتعرضت مديريات باقم وشدا والملاحيظ التابعة لمحافظة صعدة، شمالي اليمن، لسلسلة غارات من التحالف العربي بقيادة السعودية، استهدفت على ما يبدو منصات إطلاق الصواريخ، وفقا لمصادر قبلية.

ولا يعرف نوعية المقذوفات التي يطلقها الحوثيون على نجران، خصوصا مع نشر السلطات السعودية أنظمة دفاع جوي (باتريوت) في المنطقة فضلا عن جازان، لكن الحرائق التي تحدثها ترجح أنها من نوعية الصواريخ المطورة محليا على أيدي خبراء إيرانيين، حسب اتهامات الحكومة اليمنية.

صواريخ إيرانية

وفي مؤتمر صحفي عقده بمدينة جدة، في ختام اجتماع دولي ضم نظرائه الخليجيين، وبريطانيا الخميس، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، عن قلقه لتواجد صواريخ إيرانية بأيدي الحوثيين على الحدود السعودية.

واتهم إيران بإرسال صواريخ وأسلحة أخرى متطورة إلى اليمن (لم يحددها).

وقال «كيري» إن «التهديد الذي يشكله إرسال الصواريخ وغيرها من الأسلحة المتطورة إلى اليمن من قبل إيران، يمتد أبعد من اليمن بكثير، وهو ليس فقط تهديد للمملكة العربية السعودية والمنطقة فقط، بل وأيضا للولايات المتحدة ولا يمكن أن يستمر».

ونفت إيران، الجمعة، الاتّهامات الأمريكية، واصفة إياها بأنها عارية عن الصحة.

وقال وزير خارجيتها، «محمد جواد ظريف» إنه من المؤكد أن جون كيري يعلم أفضل من الآخرين أن الرياض أفشلت خلال الـ18 شهرا الماضية، جميع الجهود الجادة المبذولة لوقف إطلاق النار في اليمن".

وأضاف «هذا النوع من التعليقات يجعل الإدارة الأمريكية شريكاً، حتّى في عمليّات قتل أطفال وجرائم حرب، يرتكبها النظام السعودي بحقّ الأبرياء في اليمن»، بحد زعمه.

وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، منذ 6 أغسطس/آب الجاري، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة، من جهة، والحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي (جناح الرئيس السابق، علي عبد الله صالح)، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ الربع الأخير لعام 2014.

ومنذ ذلك التاريخ كثف التحالف العربي، بقيادة السعودية، غاراته على مواقع عسكرية تابعة لقوات الحوثيين و«صالح».

مقتل 21 حوثيا

وفي السياق ذاته، قُتل 21 مسلحًا من جماعة الحوثي، وقوات «صالح»، فضلا عن 7 من المقاومة الشعبية، وقوات الجيش الوطني المواليين للحكومة، في معارك بين الطرفين بمحافظة تعز (وسط)، الجمعة.

وبحسب بيان صادر عن المركز الإعلامي للمقاومة في المدينة ، دارت معارك عنيفة بين الطرفين (الحوثيين وصالح من جهة، والمقاومة والجيش الوطني من جهة أخرى)، في الجزء الغربي من جبل هان غربي تعز، عقب هجوم للمسلحين الحوثيين وقوات صالح، مسنودين بغطاء ناري كثيف، للسيطرة على الجبل، بعد أن استعادته منهم المقاومة والجيش الأحد الماضي.

وفي تصريحات للأناضول، قال «عبد الله الشرعبي»، قائد ميداني بالمقاومة، إن «الحوثيين يسعون من خلال المعارك، إلى استعادة مواقع استراتيجية في الجبهة الغربية والشمالية الشرقية بتعز».

وأضاف أن المقاومة وقوات الجيش يخوضون المعارك من أجل إحكام السيطرة على تلك المواقع».

وأشار أن المواقع التي تدور في محيطها أشرس المعارك، تُعد مواقع مهمة، وتؤهل لمعارك قادمة، ومن يُسيطر عليها يتحكم بزمام المبادرة على الأرض».

وتابع «لدينا موقع المكلكل شرقي المدينة، وجبل هان في الغرب، وبالسيطرة عليهم فقدنا العشرات من أبطالنا، ونحن لن نُفرط فيها بسهولة".

ويحاصر الحوثيون مدينة تعز من منطقة الحوبان في الشمال، والربيعي في الشرق، فيما تحدها السلاسل الجبلية من الجنوب.

والأحد الماضي، تمكنت المقاومة والجيش اليمني، من كسر الحصار جزئياً من الجهة الجنوبية الغربية، فيما يواصل الحوثيون، السيطرة على معبر غراب غربي المدينة.

لم تصلنا مبادرات

من جهة أخرى، نفى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي «محمد البخيتي تبلغ الحوثيين بمبادرة أمريكية سعودية للحل في اليمن.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عضو المكتب السياسي للحوثيين «محمد البخيتي» إن ما أعلن عن مبادرة أمريكية سعودية لحل الأزمة لم تتسلم الحركة شيئا منها.

وأضاف أن تصريحات وزيري الخارجية الأمريكي «جون كيري والسعودي «عادل الجبير» عن المبادرة متناقضة لأنهما يعتبران نفسيهما محايدين، فيما بلديهما شريكان في العدوان، بحد زعمه.

وفي وقت سابق، اعتبر «كيري» أن الحرب على اليمن يجب أن تنتهي وطرح مقاربة جديدة لحل النزاع في ختام زيارة للسعودية.

وقال «كيري» في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي «عادل الجبير» في جدة «يجب أن تنتهي هذه الحرب في أسرع ما يمكن».

وأتت هذه التصريحات إثر لقاء خماسي جمع «كيري» و«الجبير» إلى وزير الخارجية الإماراتي «عبدالله بن زايد آل نهيان، ومساعد وزير الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط «توبياس إلوود»، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد».

وقال «كيري» إن المشاركين في الاجتماع وافقوا على مقاربة متجددة للمفاوضات بين حكومة «عبد ربه منصور هادي» والحوثيين.

وأوضح أن المقاربة هي ذات مسارين أمني وسياسي يتقدمان بالتوازي لتوفير تسوية شاملة، مشيراً إلى أن دول الخليج العربي المشاركة بمعظمها في تحالف الحرب بقيادة السعودية وافقت بالإجماع على هذه المبادرة الجديدة.

وفي حين أشار «كيري» إلى أن أي نص نهائي لهذا الطرح يحتاج إلى إنجازه من قبل الأطراف المعنيين، أشار إلى أن الإطار العام يشمل تشكيلاً سريعاً لحكومة وحدة وطنية مع تشارك السلطة بين الأطراف.

كما تطرح المبادرة انسحاب القوات من صنعاء ومناطق أساسية أخرى.

كما يدعو إلى نقل كل الأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية وقواعد إطلاقها من الحوثيين والقوات المتحالفة معهم إلى طرف ثالث.

وكشف «كيري» أن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيبدأ مشاورات مع الأطراف اليمنيين بعد التوافق على نهج جديد للمسارين السياسي والأمني.

بدوره، أعلن «الجبير» رفض السعودية كل الخطوات الأحادية الجانب مشيراً إلى اهتمام المملكة بتسوية أزمة اليمن سلميا. 

«الجبير» وصف حركة بالميليشيا المتطرفة الشبيهة بحزب الله، مشيرا إلى أنه ليست لدى السعودية أي مصلحة في اليمن ولا نطالب بشيء إلا أن يكون اليمن آمناً ومزدهراً وسلميا.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الحوثيون إطلاق الصواريخ

الحوثيون يتهمون التحالف العربي بقصف محطات كهرباء في 3 محافظات شمالي اليمن

مقتل جندي بالحرس الوطني السعودي إثر إصابته بالحد الجنوبي قبل أيام

نجران فقدت 31 مدنيا و19 جنديا على يد الحوثيين منذ بدء عاصفة الحزم

«الحوثيون» يزعمون قنص جندي سعودي جديد في نجران