صحيفة إسرائيلية: القضية الفلسطينية أبعد ما تكون عن أولويات «السيسي»

الخميس 8 سبتمبر 2016 05:09 ص

قالت صحيفة إسرائلية، إن القضية الفلسطينية أبعد ما تكون في أولوية الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».‏

وأشارت صحيفة «جيروزاليم بوست»، إلى أن «هناك تعاونا استخباراتيا وأمنيا قويا بين (إسرائيل) ومصر، معتمدا على ‏التهديد المشترك لتنظيم الدولة الإسلامية، في سيناء، إلى جانب اعتبارات أخرى، ‏فإن لم يُهزم التنظيم في مصر سيهاجم (إسرائيل) مباشرة».‏

وقالت الصحيفة، إنه في الماضي أطلقت الجماعة صواريخ عبر الحدود، وكانت مسؤولة عن ‏هجوم إرهابي حدث عبر الحدود في مدينة إيلات في 2011 والذي أدى ‏إلى مقتل 8 إسرائيليين.‏

‏وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، اعترف ‏صراحة بأنه أجرى أحاديث متكررة مع «السيسي».‏ 

وبرهنت الصحيفة على التقارب بين مصر و(إسرائيل)، بإرسال ‏مصر سفير إلى (تل أبيب)، وإعادة فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة ‏مرة أخرى.‏

وتابعت أن «السيسي» قال كذلك إنه «على استعداد للمساعدة في تشجيع ا‏لمفاوضات بين (إسرائيل) والفلسطينيين، كما قام وزير خارجيته مؤخراً بزيارة ‏لـ(إسرائيل)، كما يسافر مبعوثو نتنياهو بانتظام للقاهرة للمشاركة في ‏مباحثات رفيعة المستوى».

وقالت الصحيفة: «يمكن التكهن باطمئنان أنهم يبحثون عددا من القضايا ‏وليس القضية الفلسطينية وحدها، والتي هي أبعد ما يكون عن أن تكون أولوية للسيسي».‏

وأضافت أن «السيسي» يبذل جهوداً لتنمية بلاده ووضعها على طريق النمو الاقتصادي المستدام، ويعد التعاون مع (إسرائيل) جزء من هذه الرؤية.

ووصف الصحيفة «السيسي» بأنه «مسلم مخلص، ولكنه تجنب دائما التطرف الديني، فلقد ‏كان معتدلا بشكل ملحوظ فيما يتعلق بـ(إسرائيل) منذ أن أصبح شخصية ‏عامة، أي منذ أن عيّنه الرئيس الأسبق محمد مرسي وزيرا للدفاع».

وتابعت أن «السيسي يحجم عن مهاجمة أو حتى إدانة (إسرائيل)، و‏كان ذلك واضحا من المقابلات الأولى التي أجراها السيسي مع الصحافة حتى قبل ‏انتخابه كرئيس، فقد تطلب الأمر عدة أسئلة عن رأيه في الشأن الفلسطيني ‏قبل أن يقول بإيجاز إنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها ‏القدس الشرقية».

قالت الصحيفة إنه في نفس الوقت، كان الرئيس المصري يعمل على ‏تشذيب التطرف في الإسلام، وطالب بأن يقوم العاملون في الأزهر ‏بتصحيح الخطاب الديني من بعض المصطلحات المتطرفة، كما طالب ‏وزير التعليم بإزالة العناصر التي تشجع على التطرف ‏الديني -بشكل أخص تلك التي تمجد الجهاد- من الكتب الدراسية، وكذلك تم إعطاء مساحة أكبر ‏للفصول الدراسية التي تتناول معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مشيرة ‏إلى أن كتاب تاريخ مصر الحديث الجديد يحتوي على صورة رئيس الوزراء ‏الإسرائيلي مناحم بيجين جنبا إلى جنب مع الرئيس المصري الراحل أنور ‏السادات، بالإضافة إلى أجزاء من اتفاقية السلام.‏

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من هذه التطورات المشجعة للتقارب بين ‏مصر و(إسرائيل)، إلا أن هناك البعض ما زالوا مستمرين في معارضتهم ‏لـ(إسرائيل)، وهم على الأغلب من النخبة القديمة (المؤسسة ‏الإسلامية وما بقي من الحركات القومية).‏

وأشارت إلى أنه ما زال هناك اعتقاد سائد بين عامة المصريين أن (‏إسرائيل) هي عدو مصر.

وقالت: «لا عجب أن الرئيس المصري يسير بحذر في مسار التقارب مع ‏إسرائيل»، مضيفة أن تحسين العلاقات مع (إسرائيل) أمر ذو أهمية قصوى، ‏لكنه (السيسي) ليس لديه الرغبة في خوض مواجهة مع النخبة، التي يحتاج إليها في دعم سياسته الاقتصادية لا سيما مع بدء إجراءات تقشف لا تحظى بشعبية عالية.‏

وأضافت أن «السيسي» اختار طريقا غير مباشر، فقد أعلن قبل عدة أشهر أنه ‏يريد المساعدة في استئناف الحوار بين (إسرائيل) والفلسطينيين، وهو الأمر ‏الذي يعد الشغل الشاغل لمصر على المدى الطويل، حيث تطمح إلى ‏السلام في المنطقة.‏

وتابعت: «لكن يبدو أن السيسي لم يصغ مبادرته الخاصة بالسلام، فقد أعلن ‏مرارا عن ترحيبه بكل المبادرات المطروحة على المائدة بما في ذلك ‏المبادرة الفرنسية، والبعض في (إسرائيل) والغرب يعتقد أنه يفضل وجود كتلة سنية قد تتضمن السعودية ودول الخليج، والتي سترعى مع مصر الحوار الإسرائيلي الفلسطيني».

وأضافت: «لكن يبقى من ‏الصعب تصديق أن تلك الدول ستكون مستعدة وراغبة في إقناع الفلسطينيين ‏بتغيير استراتيجيتهم المعلنة من عدم الاعتراف بـ(إسرائيل) والتخلي عن ‏حق العودة».‏

واختتمت الصحيفة مقالها قائلة إن الترويج للقضية الفلسطينية يتيح لـ«السيسي» الفرصة للإبقاء على ‏حوار مفتوح مع (إسرائيل) ومناقشة طرق وأساليب توسيع ما يحظى باهتمامه فعلا: العلاقات الاقتصادية للاستفادة من تكنولوجيا (إسرائيل) والتعاون معها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مصر (إسرائيل) تطبيع السيسي

(إسرائيل) تعيد آثارا «مسروقة» إلى مصر تعبيرا عن «متانة» العلاقات بينهما

مصر وإسرائيل ... عاشق وعشيقته !

هآرتس: إسرائيل ومصر تشددان الخناق حول حماس في القطاع

تل أبيب: بفضل «السيسي» التنسيق الأمنيّ بين مصر وإسرائيل في شهر عسل