استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مصر وإسرائيل ... عاشق وعشيقته !

الأحد 16 أغسطس 2015 11:08 ص

لم تأل وسائل الإعلام المصرية جهدا في تعريف جمهورها بقائمة الضيوف الذين تم دعوتهم لحضور مهرجان التنصيب الاحتفالي لافتتاح التوسعة الأخيرة لقناة السويس في السادس من أغسطس/آب الحالي. تزخر القائمة بكبار الشخصيات الهامة، ويأتي على رأسها الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» رئيس الوزراء الروسي «دميتري ميدفيديف» ووزير الدفاع البريطاني «مايكل فالون» والملوك وأبناء العائلات المالكة وغيرهم من ممثلي الدول العربية. ما هو مهم في الواقع حول هذه القائمة ومثيلاتها ليس من تم دعوتهم، ولكن يبدو أن قائمة من لم تتم دعوتهم لا تقل أهمية بل تزيد. ممثلو 4 من دول المنطقة سقطوا من القائمة المصرية، وعلى ما يبدو فإن ذلك ليس من قبيل الصدفة. والدول الأربعة المقصودة هي تركيا وإيران وقطر وإسرائيل.

ولا يزال لدى مصر حسابات لتسويتها مع كل من الدول الثلاث الأول، حيث تعتبر كل منها وندا ومنافسا بدرجات متفاوتة من العمق والامتداد.  ولكن هذا ليس هو الحال مع إسرائيل. في الواقع، فإن إسرائيل هي الصديق المقرب والحميمي بل ربما صاحب العلاقة الأكثر حميمية مع مصر، هذا على الأقل من وجهة النظر التي ينظر من خلالها المسؤولون في القدس إلى الأمور.

وراء الأبواب المغلقة

من الممكن تماما افتراض أن المشكلة تكمن حقا في الطريقة التي تنظر بها القيادة الإسرائيلية لمسألة السلام مع مصر، وتوقعاتها المبالغ فيها بعض الشيء. ورغم كل شيء، ومع الاهتمام المتزايد الذي تبديه القاهرة بالعلاقات فإنها لم تعتبر إسرائيل أبدا في أي وقت أقرب إلى دولة شقيقة. ولا يزال ينظر إليها أنها أحد الجيران المفيدين ليس أكثر.

على مدار الأشهر القليلة الماضية، كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعمل بجد لمحاولة عرقلة مشروع القرار الذي قدمته مصر للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) ليتم طرحه للنقاش في سبتمبر/أيلول. ويدعو الاقتراح لإدانة برنامج إسرائيل النووي ورصد هذا البرنامج من قبل المفتشين الدوليين وكذلك للمشاركة في مؤتمر حول نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط. ما تقوم به مصر حقا هو محاولة لتحطيم سياسة الغموض التي تفرضها إسرائيل على القضية النووية الخاصة بها، وفرض نفس النوع من الضغط على إسرائيل مماثل لذلك الذي يتم تطبيقه على إيران بخصوص برنامجها النووي.

بقدر ما يشعر المصريون بالقلق، فإن إسرائيل بالنسبة لمصر تلعب بشكل مثالي دور العشيقة، مكانها الطبيعي فقط وراء الأبواب المغلقة، في دهاليز غرف النوم العميقة. حيث يقتحم عليها المحبون الأبواب يسكبون قلوبهم في أيديها وأحيانا يضعون حياتهم بين يديها.

لا يوجد مانع لدى مصر من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل أو التعاون معها في الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة أو لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة ومحاربة المتطرفين السنة في شبه جزيرة سيناء. ربما يتعاون البلدان كذلك لسرقة فرس أو أكثر من الرئيس الفلسطيني «محمود عباس». لكن كل ذلك يحدث تحت جنح الظلام، ومعاذ الله أن يخرج إلى العلن. لأنه إن حدث ذلك فإنه سوف يتسبب للرجل في أثر لا يمحى من العار.

على هذا النحو، غالبا ما تعيش العشيقة حياة صعبة وممتلئة بعدم اليقين. من جهة فإن حياتها تبدو مستقرة وسهلة نسبيا. حيث اعتادت المداعبات الناعمة من شريكها والهدايا المتواضعة التي غالبا ما يغدق عليها بها. وفي الوقت نفسه، فإنها غالبا ما تتوق إلى النزول إلى شوارع المدينة لتعلن حبها أمام العالم. ومشكلتها فقط أن ذلك من شأنه أن يعرض العلاقة للخطر. بالنسبة للرجل، فإنه كغيره من الرجال، سيستمر في بذل الحب لمعشوقته وإغداق الثناء عليها فقط في غرفة النوم. وبمجرد أن يغادر غرفة النوم فإنه يشعر بالخجل من نفسه، ويعمد إلى إذلال عشيقته علنا. وربما لن يتردد في إلحاق الضرر بأصولها الاستراتيجية.

في وقت لاحق، وبعد سنوات من المحبة على خبث، فسوف يقوم بتقديمها إلى العالم في صورة الشيطانة الشريرة ويدعو إلى عقابها.

إخلاص في اللحظات الأكثر صعوبة!

وحتى إخلاصها، في لحظات الحياة الأكثر صعوبة، لن يكون كافيا لتغيير موقفه. 

إسرائيل هي الدولة الوحيدة بين الدول المجاورة لمصر التي لم تدر إليها ظهرها على مدار سنوات الصدمة الوطنية المسماة بالربيع العربي. الجميع تورط في خيانة أبو الهول المصري سوى عشيقته. تحولت غزة إلى برميل طائر من المتفجرات في الحديقة الخلفية لمصر. لقد تم تمزيق ليبيا ويجري الآن استخدام مستودعات الأسلحة لدعم الأعمال الإرهابية ضد النظام. السودان عقد صفقات مع إيران. وقد حاولت إثيوبيا استغلال ضعف مصر من خلال زيادة حصتها من مياه النيل، هذا الشريان الحيوي الذي بالكاد يوفر الآن ما يكفي من المياه لـ90 مليون نسمة يعيشون في مصر. في الوقت الذي حدث فيه ذلك كله، حافظت إسرائيل على إخلاصها لمصر على الرغم من كل الضربات والانتكاسات التي عانت منها، حتى عندما اضطرت لوضع شعبها في طريق الأذى.

الحادث الأهم وقع حين هاجم مجموعة من الغوغاء السفارة الإسرائيلية في القاهرة في سبتمبر/أيلول 2011. اشتكت إسرائيل لاحقا أنها كانت مضطرة لطلب إشراك البيت الأبيض لضغط على القيادة المصرية لتحجيم شعبها ومنع حدوث كارثة. في صيف عام 2014، وأثناء الحرب على قطاع غزة، طلب من القاهرة القيام بدور الوسيط لاستعادة الهدوء. وأثناء قيامها بذلك، شرعت القاهرة في تصفية حساباتها مع حركة حماس وانتهى الأمر بصب الزيت على النار بشكل كامل. لم تجد إسرائيل نفسها فقط في حرب مفتوحة ضد حماس، بل دفعت ثمنا باهظا أيضا لوقوعها طرفا في معركة المشاعر المتأججة بين جيرانها. وعلى الرغم من أنه تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في نهاية المطاف، فإنه كان يرجع بالأساس إلى تفهمات بين واشنطن وعباس.

علاقة أربعين عاما

تعلم إسرائيل جيدا أن رصيدها في القاهرة محدود، ولكنه كاف للقيام بما هو مطلوب. ربما يحفل التاريخ اليهودي بمشاهد سوء المعاملة والمضايقة وهو ما علم اليهود أن يقبلوا بالقليل الذي يحصلون عليه مع بذل مشاعر الامتنان لذلك القليل. لقد مر إلى الآن 36 عاما منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام وجلوس الطرفين على الطاولة والمطالبة بشراكة عادلة، ولكن العلاقة مستمرة في اقتياتها على الفتات. ومن الواضح أنه في مثل هذه الحالات من الصعب أن تكتشف العشيقة أنها تستحق ما هو أكثر من ذلك، لذا فإنها مستعدة دوما لتحمل الحرمان في مقابل بضع ساعات العطاء مع عشيقها.

ليست المؤسسة السياسية أو الأمنية الإسرائيلية التي تحتاج حقا أو تستحق أن تحصل على أكثر من مصر، فهي ربما تحصل بشكل أو بآخر على ما تريده فعليا. وربما هذا هو السبب في أنها لا تطلب أكثر لبقية المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك الشعب الإسرائيلي. معاهدة السلام بين القاهرة والقدس ليست سوى عقد العمل. وهو تحالف من القوات المسلحة على الجانبين يستهدف في المقام الأول لخدمة المصالح الضيقة. هو اتفاق بين الحكومات، وليس الناس. وبناء عليه فإن ما تفعله الشعوب على كلا الجانبين لا يعدو كونه جمعا للفتات.

حان الوقت للعشيقة أن تتوقف عن الاختباء في خزانتها الضيقة. لقد حان الوقت بالنسبة لها للحصول على الاهتمام من عشيقها خارج حدود وأسرار غرفة النوم الضيقة. هذا سيحدث فقط إذا كانت هي نفسها تطالب به، وإذا قررت فعليا أنه ليس لديها ما تخشاه. بعد كل شيء، يعي الطرفان أن كليهما بحاجة إلى بعضهما البعض وأن حبهما سيعود بالنفع على الجميع من حولهم. ربما كان يقضي عشيقها أوقات مروعة على مدار السنوات القليلة الماضية مما يجعلها محقة في انتظاره حتى يتعافى. ومع ذلك فإنهما على وشك إحياء الذكرى الأربعين لعلاقاتهما معا. وهذا الوقت يعد أكثر من كاف لمراجعة النفس ولوضع أساس جيد بالنسبة إليهما للانتقال بعلاقتهما إلى المستوى التالي.

 

* «جاكي هوجي» محلل الشؤون العربية في راديو جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومراسل الشؤون العربية الرسمي في صحيفة معاريف، وكاتب عمود في صحيفة جلوب الاقتصادية.

 

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل كامب ديفيد ولاية سيناء حماس التنسيق الأمني السيسي العلاقات المصرية الإسرائيلية

مركز «أبحاث الأمن القومي»: «السيسي» قوي بـ(إسرائيل)

هل وقعت مصر وإسرائيل اتفاقا استراتيجيا ضد حماس وولاية سيناء؟

مصر وإسرائيل تتفقان على استراتيجية مشتركة لمواجهة «الإسلام المتطرف»

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

تل أبيب: بفضل «السيسي» التنسيق الأمنيّ بين مصر وإسرائيل في شهر عسل

دفء العلاقات المصرية الإسرائيلية

(إسرائيل) تعيد فتح سفارتها في القاهرة بعد 4 سنوات من الإغلاق

اتحاد كرة اليد الإسرائيلي يؤكد تصويت مصر وتونس لمندوبه في انتخابات «المتوسطي»

أسباب إعادة فتح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة

12 سفيرا إسرائيليا في مصر و6 مصريين في تل أبيب منذ كامب ديفيد

«نتنياهو» يرحب بدعوة «السيسي» لتوسيع السلام مع (إسرائيل) ليشمل دولا عربية أخرى

الأسوأ والمفاجئ في المشهد الفلسطيني

لماذا تحتفل جماعة كامب ديفيد بانتصار أكتوبر!

كيف وقع العرب في غرام (إسرائيل)؟

«نتنياهو» يرحب بخطاب «السيسي»: أستمد التشجيع من زعامتك

«دحلان» يزور مصر تزامنا مع وفد إسرائيلي استجابة لدعوة «السيسي»

«شكري» من تل أبيب يؤكد حرص مصر على إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.. و«نتنياهو» يرحب

ترتيبات لزيارة «نتنياهو» إلى مصر قبل نهاية العام

الإعلام العبري يحتفي بزيارة «شكري» ويعتبرها دليلا على متانة العلاقات مع مصر

«نتنياهو»: التعاون مع مصر «ذخر لإسرائيل»

«ليفني» ترفض التعليق على لقائها قياديا بحزب «النور» السلفي المصري ومصادر تؤكد اللقاء

«القدس العربي»: زيارة «شكري» لـ(إسرائيل) جاءت بضوء أخضر سعودي إماراتي

«الملاك الذي أنقذ إسرائيل».. كتاب جديد يكشف دور «أشرف مروان» في حرب أكتوبر

صحيفة إسرائيلية: القضية الفلسطينية أبعد ما تكون عن أولويات «السيسي»

رئيس الموساد الأسبق: أشرف مروان أبلغنا بموعد حرب أكتوبر

تقرير عبري: الجيش المصري يستعد للحرب وتسليحه أربك إسرائيل