12 سفيرا إسرائيليا في مصر و6 مصريين في تل أبيب منذ كامب ديفيد

الاثنين 14 سبتمبر 2015 08:09 ص

أعاد فتح مقر جديد للسفارة الإسرائيلية في مصر بمنزل السفير الإسرائيلي بحي «التجمع الخامس» في «القاهرة الجديدة»، بعد عام كامل من تعيين السفير الأخير «حاييم كورن» في 14 سبتمبر /أيلول 2014 وممارسه عمله «بلا سفارة»، جدلا كبيرا بين المهتمين بالشؤون الدبلوماسية المصرية الإسرائيلية منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على خلفية توقيع اتفاقية السلام عام 1979.

وبتعيين السفير الحالي »كورن» بلغ عدد سفراء إسرائيل في مصر منذ السلام 12 سفيرا بسبب عدم بقاء أغلب السفراء مدد طويلة لرفض قطاعات من المصريين التطبيع الشعبي مع إسرائيل، وذلك مقارنة بـ 6 سفراء لمصر فقط أخرهم السفير الحالي «حازم خيرت»، الذي عينه الرئيس «عبد الفتاح السيسي» في يونيو/حزيران الماضي، بعدما سحب الرئيس السابق «محمد مرسي» السفير المصري «عاصم سالم الأهل» عام 2012 بسبب الحرب علي غزة.

سفير بلا سفارة

ورغم الانتقادات من جانب مصريين وعرب لإعلان إعادة فتح سفارة إسرائيل في مصر، الأسبوع الماضي، تقول الصحف الإسرائيلية أنه أمر افتتاح سفارة إسرائيلية جديدة في مصر هو أمر غير دقيق، وأن ما تم هو تخصيص جزء من مبنى سكن السفير الإسرائيلي في مصر، كمبني خاص مُنفرد للسفارة الإسرائيلية بعدما ظلت السفارة تعمل من بيت السفير منذ أربعة أعوام عقب اقتحام متظاهرين لها، ونزع العلم وإلقاء متعلقاتها في الشارع  إبان أحداث الثورة المصرية.

وحاولت إسرائيل منذ سنوات، توفير مبنى جديد مناسب ومؤمن خاص بالسفارة الإسرائيلية في مصر، ولكن أصحاب العقارات رفضوا بيع أي عقار أو تأجيره للسفارة بسبب الرفض الشعبي للتطبيع والقلق من الإجراءات الأمنية المشددة حول السفارة التي تقيد حركة السكان، واتهمت الخارجية الإسرائيلية السلطات المصرية والجهات الأمنية، بعدم السعي لتوفير مبني للسفارة.

وبتولي عمله رسميا، من السفارة الجديدة الملحقة بمنزله، يكون السفير «كرون» هو السفير رقم 12 من سفراء إسرائيل لدي لمصر مقابل 6 سفراء مصريين فقط خلال عمر اتفاقية كامب ديفيد بين البلدين الذي يبلغ 36 عاما، تخللتها 9 أعوام بدون سفير مصري في إسرائيل، مقابل سرعة استبدال تل أبيب سفراءها في القاهرة بسبب حصارهم شعبيا ونبذهم رسميا ما يضطرهم لعدم إكمال مدة إقامتهم الرسمية وطلب سرعة النقل من مصر.

سفراء نصف مدة وسفارات بلا سفير

ويشير سجل العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب وتاريخ السفراء بين مصر وإسرائيل إلى تذبذب وعدم استقرار واضح في هذه العلاقة استنادا إلى توتر العلاقات السياسية المستمر نتيجة احتلال إسرائيل للأراضي العربية والعدوان المستمر على غزة، إضافة لحالة الرفض الشعبي لسفراء تل أبيب وعزلتهم داخل أسوار السفارة ومنازلهم.

فقد ظلت السفارة المصرية بلا سفير طيلة تسعة أعوام كاملة من 1982، عقب سحب السفير الأول بسبب غزو لبنان، إلي عام 1986، ومن عام 2000عقب سحب السفير الثاني بسبب العدوان الإسرائيلي علي الانتفاضة  حتى 2005 ، فيما تعاقب 12 من سفراء إسرائيل علي السفارة في القاهرة، ولكن لم يكمل أي سفير منهم مدته القانونية (4 أعوام).

واضطر اثنان من سفراء إسرائيل لقطع عملهم والعودة لتل أبيب وترك السفارة عدة أشهر لحين البحث عن سفير جديد، فيما اضطر آخر سفيرين، قبل السفير الحالي «كورن»، للسفر لتل أبيب في نهاية كل أسبوع لقضاء أجازتهم هناك لعدم وجود سفارة.

ومكث السفير المصري الأول «سعد مرتضى» 1980 - 1982) ) عامين فقط ولم يكمل مدته، فيما أمضي السفير الثاني «محمد بسيونى»(1996 - 2000)  قرابة أربعة أعوام ولكنه عاد أيضا قبل اكتمال مدته بالكامل، وبالمقابل لم يكمل أي سفير إسرائيلي مدته بالقاهرة، ورفض دبلوماسيون آخرون العمل في القاهرة وفضل بعضهم، مثل «رؤوفين مرحاتا»، المدير العام السابق بالخارجية الإسرائيلية، التقاعد.

وقد دفع تهرب الكثير من الدبلوماسيين الإسرائيليين من العمل في مصر بسبب أجواء العزلة والحصار، لاضطرار الخارجية الإسرائيلية لتعديل قانون خدمة السفراء بالخارج، بوضع بند من فقرتين خاصتين بخدمة السفير الإسرائيلي بمصر فقط، ينصان علي تعويض السفير الذي يوافق علي «تحمل المخاطر المهنية» بالسفر إلي مصر، من خلال تعيينه بعد انتهاء مدته بمصر سفيرا في أي دولة أخري يختارها السفير، وأنه يصرف له تعويض قدره مليون شيكل في حالة تعرضه لأذى أو إصابة عمل أو تعرض حياته أو أسرته للخطر.

تاريخ سفراء مصر

وكان أول سفير مصري قبل العمل في إسرائيل عقب تدشين معاهدة السلام هو السفير «سعد مرتضى» ما بين عامي 1980–1982، وقد تم استدعاؤه لمصر وإعادته من تل أبيب عقب الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وشغل أيضا منصب سفير مصر لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد أصدر السفير الأاسبق كتابا  يعرض من خلاله ذكرياته وآراءه في المجتمع الإسرائيلي إبان توليه مهامه الدبلوماسية في تل أبيب، تحت عنوان «مهمتي في إسرائيل مذكرات أول سفير مصري في تل أبيب»، وفيه يسرد تجربته التي استمرت 31 شهرا في إسرائيل، موضحا فيها كيف يسيطر «الأشكيناز»،اليهود الغربيون، على الحكم.

أما السفير «محمد بسيوني»، 1986–2000 ، ثاني سفير مصري، وهو عسكري سابق، فقد عُين نائباً لسفير مصر في تل أبيب بعد أن سحبت مصر السفير «سعد مرتضى» في عام 1982 احتجاجا على اندلاع حرب لبنان، وتم تعيينه لإدارة السفارة حتى عام 1986، ثم تم تعيينه رسميا سفيرا لمصر في إسرائيل حتى عام 2000، حيث تم استدعاؤه أيضا إلى مصر احتجاجا على ممارسات إسرائيل الوحشية في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وخلال فترة عمله سفيرا لمصر لدى إسرائيل، اتهمته راقصة إسرائيلية بالتحرش بها جنسيا، إلا أن ملف التحقيق أغلق بسبب الحصانة الدبلوماسية.

ويعتبر السفير «محمد عاصم إبراهيم» (17 مارس/أذار 2005 - 15 سبتمبر/أيلول 2008) هو ثالث سفير لمصر لدى تل أبيب منذ اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 وليست له تجارب في العلاقات مع إسرائيل.

وقبل انتهاء فترة السفير «عاصم»، تم سحبه وتعيين السفير «ياسر رضا على عبد الله سعيد»   (17 سبتمبر 2008 -1 سبتمبر 2012) سفيرا رابعا لمصر، والذي تم استدعاؤه أيضا عام 2011 للتشاور في القاهرة بعد مقتل ثلاثة جنود مصريين على الحدود الإسرائيلية، وطلبت مصر وقتها تقديم اعتذارا رسميا وعمل تحقيق مشترك يوضح ملابسات الحادث.

أما السفير عاطف «محمد سالم سيد الأهل»، فهو السفير الخامس والأقصر مدة في إسرائيل، حيث عين في هذا المنصب في 2 سبتمبر / أيلول 2012، ثم سحبه الرئيس المعزول «مرسي» في 14 نوفمبر /تشرين الثاني 2012، احتجاجا على الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة واغتيال «أحمد الجعبري» القائد البارز بكتائب عز الدين القسام.

ويعتبر السفير «حازم خيرت»، هو السفير السادس لمصر، وهو شقيق سفير مصر في اليابان، «إسماعيل خيرت»، الذي كان الرئيس السابق لهيئة الاستعلامات المصرية، ويعد أحد الرافضين لثورة 25 يناير/كانون الثاني، وكان قد أمر المسؤولين بالهيئة قبل تنحي «مبارك»، بطباعة نحو آلاف من صور «مبارك» لتوزيعها على المتظاهرين المؤيدين له، في يوم «موقعة الجمل».

ويتردد أن حازم خيرت هو ابن أخت «سامح شكري» وزير الخارجية، حسبما تقول مصادر دبلوماسية غير مؤكده، وكان سفير مصر بالسابق في دمشق.

خلفيات استخبارية

السفير الإسرائيلي الحالي الذي بدأ عمله الأسبوع الماضي من مقر السفارة الجديد الملحق بمنزله كان عضوا بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وسبق وأن رفضت تركمانستان استقباله بعد تعيينه كسفير لتل أبيب هناك، حيث تخوفت من أن يقيم شبكة تجسس على أراضيها انطلاقا من خلفيته الاستخبارية، بحسب قولها.

والسفير »كورن» له خلفية استخباريه وخبرة عن السودان وأفريقيا، حيث حصل علي رسالة الدكتوراه حول إقليم دارفور في السودان وسبق أن عمل سفيرا في جنوب السودان في يناير/كانون الثاني 2012، وقد اعترف ضمنيًا ، في إحدى الحوارات النادرة التي أجراها معه الموقع الإلكتروني لقسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية بتاريخ 26 مايو2013/أيار ، بمساعدة المليشيات في جوبا على تنفيذ عمليات ضد جيش الخرطوم .

 

  كلمات مفتاحية

مصر كامب ديفيد العلاقات المصرية الإسرائيلية

أسباب إعادة فتح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة

(إسرائيل) تعيد فتح سفارتها في القاهرة بعد 4 سنوات من الإغلاق

مصر وإسرائيل ... عاشق وعشيقته !

«إسرائيل» وكارثة اللجوء.. «ازدواجية المعايير» مجددا

يديعوت: حكومة «السيسي» اعتمدت كتابا دراسيا يبرز «إيجابيات كامب دافيد»