«دحلان» يزور مصر تزامنا مع وفد إسرائيلي استجابة لدعوة «السيسي»

الثلاثاء 24 مايو 2016 01:05 ص

وصل إلى القاهرة مساء الإثنين القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح «محمد دحلان» قادما بطائرة خاصة من العاصمة الإماراتية أبوظبي في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها آخر التطورات في المنطقة وجهود المصالحة الفلسطينية ودفع عملية السلام.

وذكرت مصادر مطلعة شاركت في استقبال «دحلان» المستشار الأمني لحكومة الإمارات أنه سيلتقى خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات لبحث جهود تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ودفع عملية السلام بين الفلسطينيين و(إسرائيل)، بحسب ما نقلت مواقع مصرية.

وعلق «دحلان» على صفحته بموقع «فيسبوك» على حديث الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» حول عملية السلام إن «حديث السيسي حول السلام في الشرق الأوسط ودعوته قادة إسرائيل إلى التقاط الفرصة المتاحة وخاصة عبر مبادرة السلام العربية وإعلانه أيضا عن استعداد مصر للعب دور ريادي تعد جميعاً رسائل موجهة وواضحة في ظل ظروف استثنائية تخيم على الشرق الأوسط و العالم».

وتابع أن دعوة «السيسي» إلى «إنهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية واستعداد مصر لرعاية واحتضان حوارات المصالحة الفلسطينية تعكس مدى انشغاله بالهم الفلسطيني وإدراكه العميق لأهمية رص الصفوف الفلسطينية لمواجهة مسؤوليات و مهام الصراع الأساسي مع المحتل».

وأضاف «دحلان» أن رؤية «السيسي «تؤكد أنه لا سلام دون حل القضية الفلسطينية ولا نصر دون الوحدة الفلسطينية وأضم صوتي الى نداء الرئيس وأدعو الجميع إلى الاستجابة الفورية لهذا النداء الصادق والتقدم بخطوات حقيقية وجادة على طريق إنهاء الانقسام وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أسس ديموقراطية سليمة و قادرة على حفظ مستقبل قضيتنا».

وبالتزامن مع زيارة «دحلان، وصلت إلى القاهرة «افيفا راز شيختار» مديرة إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء الإثنين، على رأس وفد إسرائيلي.

ولم تكن الزيارة معلنة من قبل، ولم يكشف تفاصيلها من قبل الجانب المصري أو الإسرائيلي.

وكانت القاهرة، شهدت في 19 مايو/آيار 2014، زيارة مماثلة من «شيختار»، التي كانت في المنصب ذاته، ووقتها قالت تقارير محلية، إنها تبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة تأمين الحدود، ولم يخرج بيان رسمي وقتها أيضًا حول الزيارة.

وجاءت الزيارة في أعقاب حديث «السيسي»، مؤخرًا بخصوص أهمية دعم (إسرائيل) للسلام.

وفي 17 مايو/أيار الجاري، دعا «السيسي»، في كلمة رئاسية، خلال افتتاح مشروع حكومي بجنوب البلاد، السلطات الإسرائيلية إلى السماح بإذاعة خطابه في (إسرائيل)، الذي تطرق لأهمية السلام بين فلسطين و(إسرائيل).

يذكر أن المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية توقفت في أبريل/ نيسان 2014، بعد رفض (إسرائيل) وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين قدماء في سجونها.

وكشف مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية عن ملامح من العلاقات الوثيقة والحميمية التي تربط بين «السيسي»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، ومنها أن الإثنين يجريان مكالمة هاتفية بصورة أسبوعية.

وأوضحت المصادر ذاتها أن «خطوة السيسي تأتي في ظل علاقة وصفها بالحميمة بينه وبين نتنياهو؛ حيث يجريان مكالمة هاتفية بصورة أسبوعية، وعدم مهاجمة السيسي لإسرائيل أو إدانتها ولو لمرة واحدة؛ مما يبقي موقف مصر إيجابيا وتريد المساعدة».

وكان « نتنياهو» رحب بخطاب الرئيس المصري، معتبرا أنه يستمد التشجيع من زعامة «السيسي».

وقال «نتنياهو» في بيان نشرته صحف إسرائيلية «أرحب بحديث الرئيس المصري السيسي وباستعداده لبذل قصارى جهده لدفع مستقبل يسوده السلام والأمن بيننا وبين الفلسطينيين وشعوب المنطقة».

وتابع «إسرائيل على استعداد للمشاركة مع مصر ودول عربية أخرى في دفع العملية السياسية والاستقرار بالمنطقة. أقدر مجهود الرئيس السيسي، وأستمد تشجيعا من الزعامة التي يبديها في هذه المسألة الهامة أيضا».

وقال «السيسي» في خطابه، الثلاثاء الماضي، إنه «لو استطعنا معا بإرادة وإخلاص حقيقي حل هذه المسألة وايجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل بل قد تزيد على ما تم إنجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي مر عليها 40 عاما الآن».

وتابع «ممكن حد يقول إن السلام (مع إسرائيل) مش دافئ لكنني أقول ... إنه سيتحقق سلام أكثر دفئا لو قدرنا نحل المسالة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين.. لو قدرنا نحل المسألة ونعطي أملا للفلسطينيين في إقامة دولة وتكون هناك ضمانات لكلا الدولتين».

وتقيم مصر علاقات رسمية مع «إسرائيل» منذ توقيع البلدين على اتفاقية سلام في العام 1979.

ورغم توقيع هذه الاتفاقية ظلت العلاقات مع «إسرائيل» أمرا مرفوضا على المستوى الشعبي، فيما كانت تدار على المستوى الرسمي في حدها الأدنى ومن خلف الكوليس، مراعاة لهذا الرفض الشعبي.

لكن منذ تولي «السيسي» حكم مصر في 8 يونيو/حزيران 2014، بعد انقلاب عسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحف إسرائيلية تصف «السيسي» بأنه «استراتيجي» بالنسبة لــ«إسرائيل».

وتشارك مصر في تدمير الأنفاق مع قطاع غزة، بعدما أجلت العديد من سكان مدينة رفح المصرية، وهدمت معظم مبانيها، وبدأت في إغراق الحدود مع القطاع بالمياه، وهو ما اعتبره وزير البنى التحتية والطاقة الإسرائيلي «يوفال شتاينتس» أنه تم بناء على طلب من «إسرائيل».

 

 

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل دحلان السيسي العلاقات المصرية الإسرائيلية

الإعلام العبري: علاقة حميمية تربط «السيسي» و«نتنياهو» .. يتحدثان هاتفيا بشكل أسبوعي

«نتنياهو» يرحب بخطاب «السيسي»: أستمد التشجيع من زعامتك

(إسرائيل): «السيسي» الأكثر تواصلا مع «نتنياهو» واستمتع بتدميرنا منازل قادة حماس

مصر وإسرائيل ... عاشق وعشيقته !

وفد إسرائيلي رفيع المستوى يصل إلى القاهرة في زيارة مفاجئة

لأن الكارثة تحتاجهم..!

مبادرة مصرية لعقد قمة بين «السيسي» و«عباس» و«نتنياهو» في القاهرة

«ميدل إيست آي»: خطة ثلاثية إماراتية مصرية أردنية لإسقاط «عباس» وتنصيب «دحلان»

السعودية والإمارات ومصر والأردن تضغط لإعادة «دحلان» إلى صفوف «فتح»