مبادرة مصرية لعقد قمة بين «السيسي» و«عباس» و«نتنياهو» في القاهرة

الأربعاء 25 مايو 2016 09:05 ص

تسعى مصر إلى عقد قمة ثلاثية، يستضيف فيها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، نظيره الفلسطيني «محمود عباس» (أبو مازن)، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في إطار مساعي إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وقالت صحيفة «القدس العربي»، إن المبادرة المصرية، جاءت في ظل رفض «نتنياهو» المتواصل لمؤتمر السلام الدولي الذي بادرت إليه فرنسا، وادعائه أن المفاوضات المباشرة فقط يمكنها أن تحقق السلام، بل ومطالبته لنظيره الفرنسي «مانويل فالس» باستبدال المؤتمر الدولي بقمة تجمعه بـ«عباس».

مصدر فلسطيني رفيع، أكد هذا الأمر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، وقال إن «اتصالات تجري بوساطة مصرية، بهدف إجراء لقاء ثلاثي خلال الفترة القريبة».

وعلى الرغم من أن هذه الجهود لم تنضج بعد إلى حد التفاهمات، إلا أنه حسب الفلسطينيين تتدخل كل الأطراف المعنية في الموضوع، ولم يقم أحد بصد الباب أمام اقتراح القمة الثلاثية.

وحسب تقديرات الجهات الفلسطينية، فإن حقيقة وقوف «السيسي»، الذي وصفته بأنه صاحب تأثير كبير على القيادة الفلسطينية، وراء هذه المبادرة، تزيد من فرص تحقيقها.

وفي ضوء جوهر العلاقات الأمنية القريبة بين القدس والقاهرة، يسود التقدير أن (إسرائيل) ستجد صعوبة في رفض المبادرة المصرية، خاصة أن «نتنياهو» صرح مؤخرا بأنه مستعد للقاء «عباس»، وإجراء مفاوضات مباشرة معه، بحسب التقديرات الفلسطينية.

ورغم أن جهات رسمية مصرية رفضت تأكيد التقرير إلا أنها لم تنفه، وقال مصدر مصري رفيع إن «مبادرة السيسي لعقد قمة بين نتنياهو وأبو مازن في القاهرة، حتى خروج الدخان الأبيض تبدو منطقية»، وأضاف: «من المهم أن نذكر أن السيسي لم يتراجع عن خطته لإحياء العملية السلمية، ومبادرة السلام العربية، حتى بعد التطورات الأخيرة في السياسة الإسرائيلية».

يأتي هذا الحديث، تزامنا مع زيارة يقوم بها «محمد دحلان"  القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح، للقاهرة، وزيارة «افيفا راز شيختار» مديرة إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية.

ولم تكن الزيارة معلنة من قبل، ولم يكشف تفاصيلها من قبل الجانب المصري أو الإسرائيلي.

وكان «نتنياهو»، أبلغ قبل أيام، نظيره الفرنسي باستعداده لتفريغ جدول أعماله والسفر إلى باريس، هذا الأسبوع للقاء «عباس».

وقال «نتنياهو» في لقاء مع «فالس» إن «المفاوضات المباشرة هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام. ولن نحقق ذلك في مؤتمر دولي بطابع الأمم المتحدة أو بإملائات دولية تقرر بشأن أمننا.. السلام يتحقق فقط في المفاوضات المباشرة التي سيضطر فيها الفلسطينيون إلى الحسم بشأن ما إذا كانوا يعترفون بدولة إسرائيل أو يواصلون الأمل باختفائها«».

وتابع: «نحن نريد حل الدولتين للشعبين، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية».

وأضاف أن المبادرة الفرنسية لا تمنح الفلسطينيين محفزا على استئناف المفاوضات مع (إسرائيل)، وإنما تفتح أمامهم مسارا للامتناع عنه.

واستطرد: «لا تجعلوا الفلسطينيين يتهربون من الحسم.. إذا كنتم تريدون دفع السلام فساعدوا على فتح مفاوضات مباشرة مع عباس.. هناك مبادرة أخرى يمكن عقدها في باريس وتسميتها بالمبادرة الفرنسية لكن الفارق هو أنني سأجلس لوحدي ومباشرة مع الرئيس عباس في باريس».

غير أن السلطة الفلسطينية، رفضت الفكرة، وقالت إن تجربة اللقاءات الثنائية السابقة أثبتت فشلها.

وأوضح «نتنياهو» أنه سيكون مستعدا خلال لقاء كهذا، لمناقشة كل المسائل المختلف عليها منها الحدود، والاعتراف المتبادل، والتحريض، واللاجئون، والمستوطنات، لكنه لم يذكر مسألة القدس.

وقال: «آمل أن تشجع الرئيس عباس على تقبل هذه المبادرة الفرنسية»، واستطرد: «هذا اقتراح مفتوح وآمل أن تدفعوه وآمل من الفلسطينيين أن يدفعوه».

ورد «فالس» على «نتنياهو» قائلا إنه سينقل الاقتراح إلى الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند»، وأضاف: «كل ما يمكنه المساهمة في المفاوضات المباشرة نحن نؤيده».

وأكد أنه جاء إلى القدس كصديق لإسرائيل وكدولة يهمه أمنها، وأن فرنسا معنية بدفع مؤتمر السلام، وأنه مستعد لتزويد نتنياهو بكل توضيح يطلبه بشأن المبادرة الفرنسية.

وكان «السيسي» دعا بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي، إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق سلام يضع حدا للصراع بينهم، وأخذ النتائج الإيجابية لاتفاق السلام الإسرائيلي- المصري كمثال.

ورحب «نتنياهو» بالمبادرة وقال إن «إسرائيل مستعدة للتعاون مع مصر ومع دول عربية لدفع العملية السلمية»

تأتي هذه التحركات، تزامنا مع توصل حزبا «الليكود» الحاكم في (إسرائيل)، و«إسرائيل بيتنا» اليميني، إلى اتفاق يضمن تولي رئيس الأخير «افجدور ليبرمان» وزير الخارجية السابق، حقيبة وزارة دفاع الاحتلال، خلفًا لـ«موشيه يعالون» الذي استقال قبل أيام.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (حكومية)، الأربعاء، إنه «تم في وقت متأخر من الليلة الماضية، التوصل إلى اتفاق حول انضمام حزب (إسرائيل بيتنا)، إلى الائتلاف الحكومي، يتولى بموجبه ليبرمان حقيبة الدفاع».

وأضافت أن «توقيع الاتفاق، من المنتظر أن يتم، في الكنيست (البرلمان) قبل ظهر اليوم، ليطرح على النواب لمعاينته خلال أربع وعشرين ساعة».

وأشارت الإذاعة أن «رئيس حزب (إسرائيل بيتنا)، ليبرمان، وعضوة الكنيست سوفا لاندفير، سيؤديان تصريح الولاء، الاثنين القادم، ليتولى ليبرمان حقيبة الدفاع في اليوم التالي، ولاندفير حقيبة وزارة استيعاب المهاجرين».

وأوضحت أنه «تم التوصل إلى التفاهمات بهذا الشأن خلال اجتماع عقد في مكتب رئاسة الوزراء، بالقدس وجمع نتنياهو، ووزير المالية موشيه كحلون، ورئيس حزب اسرائيل بيتنا، ليبرمان».

وينص الاتفاق أيضا على رصد «مليار وأربعمائة مليون شيكل (ما يوازي نحو 361 مليون دولار)، لتمويل الإصلاحات في معاشات التقاعد لجميع المستحقين وليس لقطاعات معينة»، بحسب المصدر.

وكان «يعالون»، قد أعلن، الجمعة الماضية، أنه أبلغ «»نتنياهو«»، بقرار استقالته من منصبه، ومن عضوية الكنيست، غير أنه قال «سأتنافس مستقبلاً على زعامة إسرائيل».

وجاءت استقالة «يعالون»، بعد أن ذكرت تقارير إسرائيلية أن «نتنياهو عرض حقيبة الدفاع على افيغدور ليبرمان، لينضم إلى الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو».

ونقل عن «ليبرمان» إعلانه قبل شهر أنه لو كان وزيرا للدفاع فإنه سيمنح «إسماعيل هنية» نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إنذارا لمدة 48 ساعة لتسليم جثث الجنود الإسرائيليين المحتجزة في غزة، وهو ما لاقى رفضا في أوساط جهاز الأمن الإسرائيلي العام «الشاباك» والجيش الإسرائيلي.

بدورها نقلت «موران أزولاي» مراسلة «يديعوت أحرونوت»، عن جنرالات إسرائيليين استياءهم من تعيين «ليبرمان» وزيرا للدفاع، مطالبين بإلغاء هذا القرار.

وبحسب المراسلة الإسرائيلية، فقد اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق «موشيه أرنس» أن هذا التعيين يعتبر خطأ كبيرا، آملا ألا يتم تنفيذ هذا التعيين، لأن منصب وزير الدفاع يجب أن يتقلده رجل مؤهل ذو خبرة طويلة.

كما نقلت عن الجنرال «يسرائيل زيف» قوله إن القرار يعتبر مخاطرة أمنية، وإنه يجب عدم المغامرة بمنصب وزير الدفاع لأن النقاش لا يدور حول كونه إنسانا مدنيا أو عسكريا، وإنما عن نقص الخبرة لديه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السلام فلسطين إسرائيل ليبرمان فرنسا

«دحلان» يزور مصر تزامنا مع وفد إسرائيلي استجابة لدعوة «السيسي»

الإعلام العبري: علاقة حميمية تربط «السيسي» و«نتنياهو» .. يتحدثان هاتفيا بشكل أسبوعي

مسؤول أمني إسرائيلي: تعيين «ليبرمان» وزيرا للدفاع نهاية البداية أم بداية النهاية؟

وزير الدفاع الإسرائيلي «يعلون» يستقيل و«نتنياهو» يعرض المنصب على «ليبرمان»

اختيار ليبرمان وزيرا للدفاع تمزيق للقناع وكشف لوجه اسرائيل الحقيقي

مصر تنفي وجود ترتيبات لزيارة «نتنياهو» للقاهرة

ليبرمان أم يعلون.. المبادرة الفرنسية أم المصرية؟

الجامعة العربية تعلن دعمها للمبادرة الفرنسية

«رويترز»: «نتنياهو» يلجأ لمبادرة السلام العربية لمواجهة تحديات جديدة

نتنياهو وليبرمان يغازلان العرب بطلب تنازلات!

«أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي: «السيسي» يسعى لسلام «دافئ» معنا يستفيد منه الخليج

مجرد خدعة.. لماذا رحب «نتنياهو» بمبادرة «السيسي» ورفض المبادرة الفرنسية؟

«محمود عباس» يصل إلى جدة قادما من الدوحة

الجنرال السيسي وعباس وعمار الحكيم