مسؤول أمني إسرائيلي: تعيين «ليبرمان» وزيرا للدفاع نهاية البداية أم بداية النهاية؟

السبت 21 مايو 2016 10:05 ص

قال رئيس المخابرات العامة «الشاباك» السابق في «إسرائيل»، «يوفال ديسكين» إن وزير الدفاع المستقيل «موشيه يعالون» قائد مجرب ويعمل بموجب منظومة قيمية، وإنه يطمئن على أبنائه الجنود في جيش يقوده.

في المقابل حمل بشدة على «أفيغدور ليبرمان» وقال إنه عكس «يعالون» رجل دون كوابح وبلا تجربة أمنية على الإطلاق ولم يشارك في تحمل مسؤولية قرار مهم وخلال إشغاله وزارة الخارجية لم يقم إلا بزيارة دول هامشية من دول العالم.

وفي مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وجه «ديسكين» في مقاله بعنوان لافت «نهاية البداية أم بداية النهاية؟»، سهام النقد اللاذع لـ«ليبرمان»، وذكر بأنه قام سوية مع غلاة المستوطنين المتطرفين بإعلان تأييده الجارف للجندي قاتل «عبدالفتاح الشريف الجريح» من الخليل، بل زار المحكمة متعاطفا معه علانية.

وأشار إلى أن «إسرائيل» دولة عمرها 68 عاما وأن تعيين «ليبرمان» وزيرا للأمن فيها يعني أنها تواصل الانزلاق في منحدر خطير وبسرعة متزايدة.

وأضاف «ديسكين» الذي تتميز علاقاته الشخصية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بالسلبية منذ ترك رئاسة «الشاباك» قبل أربع سنوات أن «عدد الإسرائيليين الذين يبحثون عن جوازات سفر أجنبية (جوازات الهرب بمصطلحات العامة) تتزايد».

ودلل على أزمة «إسرائيل» 2016 بالإشارة لازدياد التصدعات بين المتدينين والعلمانيين، بين الشرقيين والغربيين ولانتشار الفتنة الطائفية في الشارع الإسرائيلي.

كما أشار إلى فقدان العدالة الاجتماعية لدى الإسرائيليين وتفاقم أزمة السكن والفساد المتفشي والعنصرية المستشرية ضد اليهود الفلاشا، والعرب واللاجئين والغرباء.

ونوه إلى أنه بسبب تفشي الكراهية باتت أعراس الدم التي يحتفل بها بقتل أسرة «الدوابشة» أحداثا غير مخجلة.

وقال إنه إذا اعتقد الإسرائيليون بأن الجهاز الأمني قد نجا من أمراض بقية الأجهزة فإنه بدءا من اليوم بقيادة «نتنياهو» فاقد الثقة بالنفس ووزير أمن بلا تجربة كـ«ليبرمان» لا بد من السؤال: «هل نحن أمام نهاية البداية أم بداية النهاية؟».

وانشغلت الصحافة الإسرائيلية بموضوع تعيين رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» المعارض «أفيغدور ليبرمان» بمنصب وزير الدفاع الإسرائيلي خلفا لـ«موشيه يعالون»، حيث عبرت أوساط أمنية وعسكرية عن خيبة أمل لهذا القرار مطالبة بإلغائه، بينما رأى آخرون أن الوزير الجديد تنقصه الخبرة.

وقال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة «إسرائيل اليوم»، «يوآف ليمور» إن «ليبرمان» سيعلم فور دخوله مقر وزارة الدفاع أن مسألة الأمن ليست إطلاق شعارات في الهواء فحسب.

وعبر عن أمله ألا يكون الثمن الذي ستدفعه «إسرائيل» لتعلم «ليبرمان» كيفية إدارته للمسألة الأمنية أعلى من المتوقع، في ضوء عدم إخفاء خيبة الأمل التي تجتاح أوساط القيادة الأمنية الإسرائيلية بسبب تعيينه غير المتوقع.

وأضاف «ليمور»: «تعيين ليبرمان في وزارة الدفاع يتزامن مع البراغماتية التي تظهرها القيادة العسكرية الإسرائيلية التي تمنع اندلاع التصعيد في قطاع غزة، وتحافظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية بـالضفة الغربية، وتعمل على توثيق التعاون الإسرائيلي مع مصر والأردن، كما تعمل على إبقاء التحالف الإستراتيجي مع الولايات المتحدة».

وأشار إلى أن الامتحان الحقيقي لـ«ليبرمان» سيكون فور إطلاق الصاروخ الأول من غزة، وتنفيذ عملية الطعن الأولى بالضفة الغربية.

واعتبر أن «ليبرمان» سيكون أمام أسئلة صعبة من قبيل هل سيضع عقبات أمام أعضاء الكنيست اليهود لعدم ذهابهم إلى الحرم القدسي، ويمنع المستوطنين من السيطرة غير القانونية على بيوت الفلسطينيين بالضفة الغربية، وهل سيوقع على قرارات جديدة بالاعتقالات الإدارية ضد اليهود المتورطين في أعمال إرهابية.

وقال «ليمور» إن هذه الإجراءات كفيلة بإظهار مدى نجاح «ليبرمان» في منصبه الوزاري الجديد.

واستعرضت صحيفة «هآرتس» بعض السياسات المتوقعة من «ليبرمان» فور توليه منصب وزير الدفاع، ومن أهمها فرض قرار دولي على قطاع غزة، وممارسة سياسة أكثر تشددا تجاه الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، وإمكانية تحقيق وعوده التي أعلنها في السنوات الماضية حول طرد أعضاء الكنيست العرب إلى الأراضي الفلسطينية.

من جهته ذكر المراسل العسكري بموقع «ويللا» الإخباري، «أمير تيفون» أن «ليبرمان» يدعم اتفاق سلام إقليمي، وفي الوقت نفسه يدعو إلى احتلال قطاع غزة، الذي عارضه في حرب غزة عام 2012، قبل أن يعود ويطالب به في الحرب الأخيرة 2014، كما يدعو إلى ترحيل جماعي للفلسطينيين.

وقال «تيفون»: «الغريب في تعيين ليبرمان أنه خدم في صفوف الجيش الإسرائيلي مدة عام واحد فقط، وخلال العقدين الأخيرين وجد نفسه منغمسا في عالم السياسة».

 وأضاف: «منذ ذلك الوقت أعلن ليبرمان مواقف سياسية إشكالية، ومنها مطالبته بتفجير السد العالي في مصر، ودعوته في الانتخابات الأخيرة إلى تنفيذ أحكام الإعدام في المسلحين الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات ضد الإسرائيليين، رغم أن الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعارض هذا الاقتراح لأنه كفيل بإشعال المزيد من العمليات الفلسطينية».

ونقل عن «ليبرمان» إعلانه قبل شهر أنه لو كان وزيرا للدفاع فإنه سيمنح «إسماعيل هنية» نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إنذارا لمدة 48 ساعة لتسليم جثث الجنود الإسرائيليين المحتجزة في غزة، وهو ما لاقى رفضا في أوساط جهاز الأمن الإسرائيلي العام «الشاباك» والجيش الإسرائيلي.

بدورها نقلت مراسلة «يديعوت أحرونوت»، «موران أزولاي» عن جنرالات إسرائيليين استياءهم من تعيين «ليبرمان» وزيرا للدفاع، مطالبين بإلغاء هذا القرار.

وبحسب المراسلة الإسرائيلية، فقد اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق «موشيه أرنس» أن هذا التعيين يعتبر خطأ كبيرا، آملا ألا يتم تنفيذ هذا التعيين، لأن منصب وزير الدفاع يجب أن يتقلده رجل مؤهل ذو خبرة طويلة.

كما نقلت عن الجنرال «يسرائيل زيف» قوله إن القرار يعتبر مخاطرة أمنية، وإنه يجب عدم المغامرة بمنصب وزير الدفاع لأن النقاش لا يدور حول كونه إنسانا مدنيا أو عسكريا، وإنما عن نقص الخبرة لديه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل بنيامين نتنياهو أفيغدور ليبرمان موشيه يعالون

وزير الدفاع الإسرائيلي «يعلون» يستقيل و«نتنياهو» يعرض المنصب على «ليبرمان»

اختيار ليبرمان وزيرا للدفاع تمزيق للقناع وكشف لوجه اسرائيل الحقيقي

«ليبرمان» يشن هجوما ضد قطر ويتهمها بدعم الإرهاب ضد «إسرائيل»

القناة الثانية الإسرائيلية: «ليبرمان» تفاوض سرا مع دول عربية معتدلة لتجاوز «عباس»

ليبرمان في ندوة مغلقة: نهج الوضع الراهن لنتنياهو فشل

مبادرة مصرية لعقد قمة بين «السيسي» و«عباس» و«نتنياهو» في القاهرة

مصر تنفي وجود ترتيبات لزيارة «نتنياهو» للقاهرة