«الملاك الذي أنقذ إسرائيل».. كتاب جديد يكشف دور «أشرف مروان» في حرب أكتوبر

الأحد 7 أغسطس 2016 05:08 ص

كشف كتاب إسرائيلي جديد، إن «أشرف مروان»، زوج ابنه الرئيس المصري الأسبق «جمال عبد الناصر»، أبلغ (إسرائيل) بموعد حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، قبل اندلاعها بيومين.

«مروان»، وطبيعة اللعبة التي كان يلعبها، وسلسلة الأحداث التي مر بها، وبلغت ذروتها في المكالمة الهاتفية المصيرية التي أجراها عشية حرب حرب أكتوبر، هى مواضيع شملها كتاب «أوري بار يوسف»، الذي حمل عنوان «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ (إسرائيل)»، والذي عرضته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

وفي عرض الكتاب، قالت الصحيفة إنه «مساء الخميس، الموافق 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، رن جرس الهاتف في لندن، حاملا صوتا متوترا لرجل كان يريد التحدث إلى أليكس عن الكثير من المواد الكيميائية.. إلا أن اسم اليكس لم يكن حقيقيا ولم تكن هناك أي معلومات عن مواد كيميائية».

وأضافت: «ما كان يقوله المتحدث، في صيغة مشفرة متفق عليها، إن هناك حربا كارثية على وشك الاندلاع في الشرق الأوسط، وإنه بحلول نهاية الأسبوع سيُقتل الآلاف».

وقال العرض الذي نشر على الموقع الإلكتروني للصحيفة، إن الرجل الذي كان على الهاتف، هو «مروان»، أحد كبار المسؤولين في النظام المصري آنذاك، وواحد من مساعدي الرئيس الراحل «أنور السادات» وزوج ابنة الرئيس الأسبق «جمال عبد الناصر»، كما كان جاسوسا لـ(إسرائيل) في ظاهرة قد تحدث «مرة واحدة فقط في ألف سنة»، وفقا لما ذكره أحد المسؤولين الإسرائيليين.

ويتعقب «بار يوسف»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، والخبير في مجال المخابرات، خطوات «مروان» الشاب الأنيق والطموح عام 1960 أبان الحكم الناصري، والذي تزوج «منى» ابنة «عبد الناصر».

وقال الكاتب إن «مروان» كان «عميلاً للموساد»، إلا أن هناك كثيرين في (إسرائيل) ومصر يقسمون أنه كان «عميلاً مزدوجاً»، عمل لمصر أيضا.

فيما يؤكد البعض أن «مروان» توجه للموساد الإسرائيلي بطلب من القيادة السياسية المصرية، وأنه في واقع الأمر كان يعمل لصالح مصر.

وفي صيف 1970، أجرى «مروان» اتصالا بالسفارة الإسرائيلية وعرض خدماته، وعقب سنوات، في عام 2007، انتهت حياته غير العادية بسقوط غامض من شرفة شقة بلندن.

وما بين هذه الأعوام، أصبح «مروان»، كما يكتب «بار يوسف»، «واحدا من أهم الجواسيس الذين شهدهم العالم في نصف القرن الماضي»، حاملا اسم «الملاك».

وتعد اللحظة الزمنية الفاصلة في رواية الكتاب، هي مكالمة 1973، وما حدث بعدها بيومين في 6 أكتوبر/ تشرين الأول، عندما هاجمت مصر وسوريا (إسرائيل) على جبهتين يوم عيد الغفران.

وكان عدم استعداد (إسرائيل) لتلك الحرب، أكبر فشل في مجال المخابرات بالنسبة لها، ونتج عنه مقتل أكثر من 2500 من الجنود الإسرائيليين، وتدمير الحياة المهنية للكثير من القادة، بما في ذلك رئيس أركان الجيش، ورئيسة الوزراء آنذاك «جولدا مائير».

خلال السنوات التي سبقت الحرب، كان لدى «مروان» القدرة على الوصول إلى كل المعلومات الصحيحة بشأن استعدادات مصر للقتال، ويبدو أنه أعطى معظمها للموساد مقابل الدولارات، كما يقول الكاتب.

وتضمنت المعلومات «خططا دقيقة للقتال ورؤى استراتيجية عامة، كان من أهم هذه المعلومات أن مصر لن تخاطر بالدخول في حرب قبل استلامها طائرات هجوم وصواريخ أفضل من الاتحاد السوفيتي، وهو الشرط الأساسي الذي شكل خطط (إسرائيل) في أوائل 1970».

هذه الفكرة، أقنعت ضباط المخابرات الإسرائيلية، أنه مهما كانت التحذيرات الأخرى التي تصلهم، فطالما لم تحصل مصر على الأسلحة الجديدة فليس هناك شيء يدعو للقلق. وبحسب «بار يوسف»، فإن مساهمة مروان في غرس هذه الفكرة كنت «حاسمة».

إلا أن المصريين غيروا خططهم فيما بعد، وتخلوا عن شرط الحصول على أسلحة من الاتحاد السوفيتي، وعندما أبلغ «مروان» بهذه التغييرات أواخر 1972، تم تجاهله، بحسب «بار يوسف».

وتشبثت المخابرات الإسرائيلية بفهمها القديم لنوايا العدو (مصر)، وأصرت على أن فرص الحرب «منخفضة»، حتى اندفاع القوة الأولى من الجنود المصريين عبر قناة السويس.

ويقدم أيضا كتاب «بار يوسف» يقدم حجة قوية على أنه لولا مكالمة مروان الهاتفية، كان استدعاء (إسرائيل) لقوات الاحتياط قد تأخر أربع ساعات على الأقل، وهو ما كان سيعطي السوريين وقتاً للاستيلاء على مفترق طرق رئيسي في مرتفعات الجولان وحسم المعركة على الجبهة الشمالية لصالحهم.

وكما حدث، وصلت فرقة الاحتياط من الدبابات في الوقت المناسب لإنقاذ التقاطع وفرض التراجع السوري.

«بالنظر للماضي، كان أشرف مروان مسؤولاً بمفرده عن إعطاء الفرصة لإسرائيل لمنع الغزو السوري لمرتفعات الجولان»، حسبما كتب «بار يوسف».

ويضيف الكاتب «(إسرائيل) كانت ستتعرض لمزيد من الخسائر وليس على مستوى الضحايا فقط، ولكن أيضا خسارة أراضي أكثر، حتى صدور قرار وقف إطلاق النار».

«وهذا مهم، حتى لو كان ما حدث لا يجعل الملاك هو الجاسوس الذي أنقذ إسرائيل»، كما يقول عنوان الكتاب.

ولد «أشرف مروان» في عام 1944 لأب كان ضابطا بالجيش، وحصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965، وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدا للرئيس الأسبق «جمال عبد الناصر».

في سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الأسبق «أنور السادات».

ترأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، وتوجه إلى بريطانيا بعد تقاعده كرجل أعمال.

وتوفي بلندن في 27 يونيو/ حزيران 2007، بعدما سقط من شرفة منزله، قبل أن يعلن القضاء البريطاني في يوليو/ تموز 2007، انتحاره، ونفى وجود شبهه اغتيال أو قتل عمد.

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

حرب أكتوبر مصر جاسوس إسرائيل أشرف مروان

«إخوان مصر» للجيش في ذكرى حرب أكتوبر: «عودوا إلى ثكناتكم وكفى»

«الأسد» يفرج عن جاسوس إسرائيلي محكوم عليه بالسجن مدى الحياة

مصر وإسرائيل ... عاشق وعشيقته !

الجدل حول أشرف مروان يعود إلى الواجهة بعد نشر إسرائيل وثائق جديدة لحرب 1973