إيران تضع لاجئين أفغان في أقفاص بالساحات العامة.. وغضب شعبي في كابول

السبت 10 سبتمبر 2016 07:09 ص

وضعت قوات الشرطة الإيرانية عددا من اللاجئين الأفغان في أقفاص أمام أنظار الناس والكاميرات التلفزيونية والمراسلين، للتعزير بهم.

وقالت السلطات الإيرانية إن وضعهم في الأقفاص بسبب دخولهم البلاد بطرق غير مشروعة، والتهريب، وفقا لـ«القدس العربي».

وأثارت الصور والتقارير التي نقلتها الوكالات والمواقع الإخبارية الإيرانية غضبا شعبيا كبيرا في أفغانستان.

ووجه الصحفي الأفغاني، «مهدي جعفري»، انتقادا لاذعا لمسؤولي بلاده، قائلا «عليكم أن تموتوا بعد رؤية هذه المشاهدة المسيئة».

وأضاف «نحن في عصر الحداثة، وتتصرف إيران كعصر الجاهلية».

وقال الصحفي والشاعر الأفغاني، «مصطفى هزارة»، أنه على مسؤولي أفغانستان أن يموتوا بعد اطلاعهم عن هذه التقارير ورؤيتهم لهذه المشاهد المؤلمة والمسيئة.

وخاطب الإيرانيين قائلا «يا أيها الأصدقاء الإيرانيون إذا ذهبتم إلى خارج بلادكم، فسوف تشاهدون أن قيمة الإنسان ليست كما تفعلون وتظنون، ولا توجد أي أفضلية لإي إنسان أو أي عرق على الآخرين».

وانتقدت بعض المواقع الإيرانية ومنها موقع «إنصاف نيوز» الإخباري ما قامت به قوات الشرطة الإيرانية، وكتبت «كان للخطوة المسيئة للشرطة الإيرانية واحتقار اللاجئين الأفغان ووضعهم في الأقفاص أمام الأنظار، تداعيات سلبية كبيرة ضد إيران في أفغانستان».

وعنونت شبكة «أفغان» للأنباء تقريرها بهذا الخصوص بـ «معرض المواطنين الأفغان في الأقفاص الإيرانية»، وانتقدت بشدة وكالات الأنباء في إيران لنشرها الواسع للصور والتقارير المسيئة بهذا الخصوص، وقالت إن نشر هكذا تقارير وصور يتعارض مع الكرامة الإنسانية والمعايير الإسلامية.

وأعربت عن أسفها البالغ من أن إيران تقول إنها تطبق الإسلام وتعتمد تعاليمه السمحة، لكنها تتصرف بحق اللاجئين الأفغان بهذا الأسلوب الوحشي وغير الإنساني.

يذكر أن الحكومة الإيرانية تقوم بتجنيد اللاجئين الأفغان في الحرب الدائرة في سوريا، وأشارت عدة تقارير صحفية إلى تورط إيران في تجنيد الآلاف ممن يقيم على أرضها للقتال إلى جانب قوات «بشار الأسد»، مستغلة حالة الفقر التي يعانون منها وحاجتهم الماسة إلى الإقامة.

وتفيد التقارير بأن السلطات الإيرانية تمنح مكافآت مالية تصل قيمتها إلى خمسمائة دولار شهريا لكل لاجئ يذهب للقتال في سوريا، فضلا عن إصدار تراخيص بالإقامة الدائمة له ولأهله في إيران.

ووفقا للأرقام الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فإن أكثر من 2.4 مليون لاجئ أفغاني يقيمون في إيران منذ الحرب الأمريكية على أفغانستان عام 2001.

ونجحت طهران، منذ انخراط مليشياتها في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، في تجنيد الآلاف من هؤلاء الأفغان، معتمدة بذلك على دافعين: الأول مادي عبر تقديم إغراءات مالية، والثاني: ديني بزعم أن المقاتلين سيذهبون إلى سوريا لحماية المراقد المقدسة والمزارات الشيعية فيها.

وبالرغم من الإقبال الشديد من الشباب الأفغان، وخصوصا الشيعة منهم، على المشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري، فإن الحال مختلف بالنسبة للشباب السُنة الذين يفضلون الهرب من إيران والمخاطرة بأرواحهم عبر اللجوء بحرا إلى أوروبا، على الذهاب إلى سوريا والقتال هناك.

وترفض وزارة الخارجية الإيرانية من جانبها اتهامات أفغانستان لها بتجنيد مواطنيها، حيث أصدرت على لسان سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل بيانا نفت فيه تجنيد الأفغان في إيران، وشددت على أن طهران تندد بالتدخل الأجنبي في سوريا.

يذكر أن الحكومة الأفغانية قامت بإجراء تحقيق في موضوع تجنيد اللاجئين الأفغان في إيران وإرسالهم إلى سوريا، وهددت برفع هذا الموضوع إلى مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران لاجئين أفغان الشرطة الإيرانية

أفغانستان.. القبض على ممثل مكتب «خامنئي» لإرساله مقاتلين إلى سوريا

طهران تزج بقناصين أفغان من لواء الفاطميين في معارك سوريا

إيران دربت أفغانا من جنسيات غربية للقتال في سوريا

حكاية شاب أفغاني هرب من ضغوط إيرانية لتجنيده في صفوف «الأسد»

لاجئون أفغان في إيران يقاتلون مع النظام السوري مقابل 700 دولار شهريا