خطبة العيد في البيت الحرام والأقصى ودول الخليج تدعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة

الاثنين 12 سبتمبر 2016 08:09 ص

اتفق خطباء دول الخليج ومدينة القدس المحتلة، على ضرورة التضامن بين المسلمين ونبذ الفرقة.

وقال الخطباء في خطبهم بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، بحضور الملوك والأمراء، إن الشعوب الإسلامية تنشد السلام وأنه يجب مواجهة «الإرهاب»، محذرين شباب المسلمين ممن يحاولون زرع الفتن.

  الحرمان الشريفان

وفي مكة، أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد الحرام وشهد المسجد الحرام تدفق الألاف من الحجاج لأداء صلاة العيد، حيث أمهم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ «صالح بن محمد آل طالب»، الذى أكد أن التضامن بين المسلمين فى هذا العصر ضرورة للبقاء والعالم حولنا يتكتل ولا يحترم إلا المتحدين الأقوياء.

وقال «إن الشعوب الإسلامية تنشد السلام ولا تريد غير الإسلام عقيدة تؤمن بها ونظام يحكمها ودين يجمع شتاتها وأخوة توحد صفوفها وعمل صادق يحقق أهدافها وعدالة تسود مجتمعاتها ومساواة تنتظم طبقاتها لتعيش فى سلام وتعبد الله فى أمان».

وأشار إلى أن أسوأ أنواع التفرق هو التفرق فى الدين، وأن المسلم ليحزن حين يرى بعض المسلمين وقد ارتدت سهامهم إلى بعض فى تنازع وخلاف والعدو يتفرج.

وحث الدعاة والمصلحين على التأسى بدعوة الأنبياء جميعا وتعلم الشريعة على هدى القرآن الكريم وما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الرفق واللين والصبر والبعد عن الهوى.

وأضاف «لندرك أن أمتنا تضعف مواجهتها لطوفان الخارج إذا كانت معتلة من الداخل فانهجوا منهج الرسل فى مواجهة أدوائنا الداخلية فقد كثرت الشبهات وازدادت حدة الدعوات التى تشيعها فرق أقحمت نفسها تحت اسم الإسلام».

وبين أن هذا اليوم «يوم مبارك رفع الله قدره وأعلى ذكره وجعله عيدا للمسلمين حجاجا ومقيمين ففى هذا اليوم الأغر يتوجه الحجاج إلى منى لرمى جمرة العقبة بسبع حصيات ثم يذبح هديه إذا كان متمتعا أو قارنا ويحلق رأسه وبهذا يتحلل التحلل الأول ويباح له ما كان محرما عليه بالإحرام إلا الجماع ثم يتوجه الحاج إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة ثم يسعى بين الصفا والمروة ولا حرج فى تقديم بعض الأعمال على بعض».

وفى المدينة المنورة، أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك فى المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة يتقدمهم الأمير «فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز» أمير منطقة المدينة المنورة، وسط أجواء مفعمة بالإيمان والفرحة بقدوم عيد الأضحى المبارك، حيث اكتظت ساحات وأروقة وطوابق المسجد النبوى بآلاف المصلين.

وأم المصلين إمام وخطيب المسجد النبوى الشيخ «حسين آل الشيخ»، الذى هنأ المسلمين بعيد الأضحى المبارك، وقال «إن الأمة الإسلامية تمر بفتن وأخطر فتنه هى منهج الغلو فى الدين والتكفير، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك فى خطبة الوداع داعيا المسلمين إلى أتباع الكتاب والسنة والبعد عن الغلو».

وأكد «آل الشيخ» أن أعداء الدين يحاولون زرع الفتن ونشرها بين شباب المسلمين، محذرا شباب المسلمين من ذلك فبهم تنهض الأمة وبإتباعهم منهج الغلو والتكفير تسقط الأمة.

       القدس المحتلة

وفي القدس المحتلة، أدى عشرات الآلاف من مواطني القدس المحتلة، صلاتي الفجر والعيد برحاب المسجد الأقصى المبارك، وتبادلوا التهاني بالعيد في أروقته الطاهرة.

وشهدت البلدة القديمة بمدينة القدس، تدفقا كبيرا للمواطنين منذ ساعات الفجر الأولى، وحرص عدد كبير من المواطنين على أداء صلاة الفجر والمشاركة في تكبيرات العيد حتى موعد الصلاة التي شهدت مشاركة واسعة من أهل المدينة وعدد من المسلمين الأجانب ومن أراضي عام الـ48.

وأم الشيخ «يوسف أبو سنينة» جموع المصلين، وبين في خطبة العيد فضائل عيد الأضحى المبارك، مشددا على إسلامية المسجد الأقصى حاثا على إعماره ورفده الدائم بالمصلين.

ودعا «أبو سنينة» المصلين على إتباع سنة نبيهم الكريم بصلة الرحم والتسامح والتعالي عن الخلافات ورص الصفوف.

     قطر

وفي قطر، أدى الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أمير قطر بصحبة والده الشيخ «حمد بن خليفة آل ثاني»، صباح اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في مصلى الوجبة.

وشارك في أداء الصلاة الشيخ «عبدالعزيز بن خليفة آل ثاني» والشيخ «جاسم بن حمد آل ثاني» الممثل الشخصي للأمير والشيخ «عبدالله بن خليفة آل ثاني» وعدد من أبناء «حمد بن خليفة».

وألقى الشيخ الدكتور «ثقيل ساير الشمري»، القاضي بمحكمة التمييز عضو المجلس الأعلى للقضاء الذي أم المصلين، خطبة العيد.

وحث المصلين على المحبة والتسامح وصلة الأرحام، واستغلال هذه الأيام المباركة لتدبر المعاني السامية لعيد الأضحى المبارك والإكثار من العبادات وفعل الطاعات والإخلاص في العبادة.

     الإمارات

وفي الإمارات، أدى الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم» نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صباح اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد الشيخ راشد في زعبيل.

وأكد إمام وخطيب الصلاة الشيخ «عمر الخطيب»، على أن العيد شرعة الله بعد يوم عرفة، وجعله يوما للتراحم والتزاور وترسيخ قيم الإسلام العظيمة والذي أوصانا بها سبحانه وتعالى بتقوى الله.

وأشار إلى ان أفضل هبة من الله تعالى إلى الإنسان هي نعمة العقل، فبالعقل أعز الله الإنسان وجعله أفضل مخلوقاته، وأن الإنسان يرتقي بعلمه وأخلاقه وأعماله النافعة لوطنه ومجتمعه ينفع ولايضر يبني ولا يهدم يصلح ولايفسد.

وتوجه في نهاية الخطبة بالابتهال إلى الخالق سبحانه وتعالى أن «يرحم شهداء الوطن الذين قضوا دفاعا عن الحق والشرعية في اليمن الشقيق ضمن قوات التحالف العربي سائلا الله عز وجل أن ينصر قوات التحالف في اليمن لما فيه خير واستقرار ورفعة الشعب اليمني الشقيق واستقرار المنطقة جمعاء».

     الكويت

وفي الكويت، دعا خطباء عيد الأضحى المبارك في الكويت، إلى مقارعة فكر الإرهاب ومجابهة أساليبه، والاهتمام بالشباب وإيلائهم العناية لكونهم الفئة المهمة والمستهدفة من الفكر الإرهابي وآلته الإعلامية.

وقال الخطباء في خطبة العيد التي وزعتها وزارة الأوقاف الكويتية على جميع المساجد إن «الشباب أمانة في الدنيا ومسؤولية أمام الله يوم القيامة، وعلى قدر الأهمية تكون المسؤولية»، مشيرين إلى ضرورة ألا «يتركوا فريسة للأفكار الهتاكة والسموم الفتاكة».

وشدد الخطباء على أهمية أن «تتضافر الجهود وتتكاتف الصفوف، لمقارعة فكر الإرهاب ومجابهة أساليبه، والتخلص من هذا السرطان الفتاك الذي يضحي بالأديان والقيم، وينشر الموت والقتل والدمار في الأمم»، مؤكدين أن هذه مسؤولية العالم بأسره؛ أفرادا وجماعات، وشعوبا وحكومات.

واعتبروا أن «الكويت ليست بمعزل عما يجري حولنا من فتن وحروب، ولا عمّا يلف العالم من أخطار وخطوب»؛ مبينين أن «العالم بأسره يشهد موجة عاتية لم يسبق لها مثيل من الإرهاب بأنواعه المختلفة، وأشكاله المتعددة».

وعرج الخطباء على وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية، و«ما لها من أثر عظيم، وخطر جسيم، في توجيه الأفكار وتكوين القناعات؛ لذا كان لزاماً العناية بشأنها واغتنام أثرها في توجيه الشباب لما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وحماية عقولهم وأبدانهم، والارتقاء بمجتمعاتهم وأوطانهم».

وأدى المصلون في الكويت صلاة العيد في المساجد، بعد منع إقامة مصليات العيد للمرة الثانية بعد عيد الفطر السابق وسط إجراءات أمنية مشددة.

     سلطنة عمان

وفي سلطنة عمان، أمَ المصلين في المسجد الشيخ «إسحاق بن أحمد البوسعيدي»، رئيس المحكمة العليا ونائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي استهل خطبته بالتكبير والتهليل والحمد والثناء لله على فضله.

وتناولت الخطبة مشاعر الحج والمشهد المعبر عن وحدة المسلمين في صعيد عرفات الطاهر والدعوة إلى الوحدة والتعاون الأمر الذي تصبو إليه النفوس الخيرة لأنه مظهر من مظاهر الألفة.

وقال إن «هذا اليوم العاشر من ذي الحجة أول أيام عيد الأضحى المبارك هو يوم عظيم وهو من الأيام الزاهرة العشرة التي حفت بجليل المنزلة والقدر وشملت بواسع الفضل والبِشر والتي أقسم الله بها تعظيماً لقدرها فقال (والفجر وليالٍ عشر) يوم يجود فيه الباري جل وعلا بمغفرة الذنوب والسيئات ورفع الدرجات وإجابة الدعوات فطوبى لكم على ما تنعمون به من غامر الكرم وسابغ الاحسان والنعم إنها مناسبة لها خصوصيتها لا تقتصر الفرحة فيها على المظاهر الخارجية لكنها تنفذ إلى الأعماق وتنطلق إلى القلوب».

وتابع «إن اجتماع الكلمة ونبذ التنازع من المقاصد الكبرى لهذا الدين يقول الله تعالى (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) وما احوج المسلمين اليوم إلى ألتزام

المنهج الذي تصفوا به قلوبهم وتنتشر من خلاله مبادئ المحبة والوئام في مجتمعاتهم فلا إعنات ولا غلو ولا تنطع ولا شطط».

وبين أن «نجاح الأوطان والمجتمعات وتحقيق طوحاتها ورغباتها رهين بتحقيق الوحدة والتآلف بين أفرادها وأن فشلها رهين بضعفها وتفكيكها فما تمسكت أمة إلا ظهرت مكانتها وذاع صيتها وما اختلفت أمة فيما بينها إلا تفرقت كلمتها ولذا جاء الأمر الرباني بالإعتصام والتآلف في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) مؤكدًا أن مجد الوطن وأمنه واستقراره يتجلى في تماسكه وتآلف افراده في كل ميدان من ميادين الحياة وفي أي مشروع من مشاريع الخير والنماء وفي كل ساحة من ساحات الفكر والعطاء فأتقوا الله عباد عباد الله وحققوا في مجتمعاتكم الخير والاطمئنان».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

خطبة العيد عي الأضحى نبذ الفرقة القدس المحتلة دول الخليج المسجد الحرام

صحف السعودية تبرز وقوف الحجاج على صعيد عرفات

العيد في الخليج.. العودة لبيت العائلة وموائد بالأضحية عامرة

الكويت تلغي صلاة عيد الأضحى في الساحات لدواع أمنية

رويترز: السعوديون يربطون الأحزمة قبيل عيد الأضحى وسط إجراءات تقشف

ملوك وأمراء الخليج يؤدون صلاة العيد ويتبادلون التهاني