واشنطن تقدم مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار إلى (إسرائيل)

الأربعاء 14 سبتمبر 2016 01:09 ص

أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق مع (إسرائيل) تقدم بموجبه واشنطن إلى الدولة العبرية، مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار على عشر سنوات، في دعم قياسي جديد بالرغم من التوتر الشديد القائم بين الحليفتين بشأن إيران وعملية السلام مع الفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مقتضب سبق التوقيع الذي سيتم الأربعاء في حفل رسمي في مقر الخارجية، أن الاتفاق الإطار أو بروتوكول الاتفاق «يشكل أكبر التزام بتقديم مساعدة عسكرية ثنائية في تاريخ الولايات المتحدة».

ورفضت واشنطن تأكيد قيمة المساعدات لمرحلة 2019-2028، لكن مسؤولاً إسرائيلياً أكد رقم 38 مليار دولار على عشر سنوات الذي تناقلته الصحف. وتنتهي مهلة الاتفاق المعمول به حالياً في 2018، وينص على تقديم 30 ملياراً لـ(إسرائيل) على عشر سنوات.

وكانت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» تطالب بزيادة كبيرة في المساعدة الأمريكية، وتحدثت الصحافة الإسرائيلية عن خمسة مليارات دولار كل عام على مدى عشرة أعوام بدلاً من نحو ثلاثة مليارات راهناً.

وطلب «نتنياهو» زيادة المساعدة بعد سريان الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم في 14 تموز/يوليو 2015 في فيينا بين طهران والدول الكبرى.

وينص الاتفاق الذي يفترض أن يضمن حصر البرنامج النووي الإيراني بالاستخدام المدني على رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الإسلامية، ما يعني ضخ عشرات مليارات الدولارات في الاقتصاد الإيراني، الأمر الذي يعتبره «نتنياهو» مضاعفة التهديد لـ(إسرائيل).

وفيما يقضي الهدف المعلن للاتفاق النووي بمنع إيران من التزود بسلاح نووي، تأمل الولايات المتحدة ايضاً ان تعود طهران تدريجياً إلى التوافق الدولي خصوصاً لمحاولة تهدئة النزاعات في الشرق الأوسط.

 تحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية

فسر الاتفاق التاريخي حول النووي الإيراني الذي سعى إليه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، على أنه انطلاقة لتحسين العلاقات بين واشنطن وطهران المقطوعة دبلوماسياً منذ 1980، الأمر الذي أثار استياء لدى حليفتي الولايات المتحدة التقليديتين (إسرائيل) والسعودية.

وجرت المباحثات الأمريكية الإسرائيلية حول المساعدات الأمريكية في أجواء من الفتور يسود العلاقات بين ادارة الرئيس «باراك أوباما» وحكومة «نتنياهو» منذ 2012، وبلغ أوجه في 2015، في المرحلة الأخيرة من المفاوضات مع إيران.

واعتبر البيت الابيض الكلمة التي ألقاها «نتنياهو» في آذار/مارس 2015 أمام الكونغرس الأمريكي بدعوة من الجمهوريين، وانتقد فيها مشروع الاتفاق النووي آنذاك تدخلاً غير مسبوق في شؤون الولايات المتحدة.

في مرحلة أولى، قرر «نتنياهو»، المعارض الشرس لأي تسوية مع إيران، عدوة إسرائيل اللدودة، الامتناع عن إجراء أي مفاوضات مع واشنطن حول تجديد المساعدات العسكرية قبل حسم مسألة الاتفاق مع إيران.

وتتمسك الإدارة الديموقراطية الأمريكية التي ينتقدها جمهوريو الكونغرس بالتأكيد إن (إسرائيل) لم تتلق دعماً متيناً من قبل يوازي ما نالته اثناء رئاسة (أوباما)، رغم الخلافات بين الطرفين. كما يكرر البيت الابيض بانتظام التأكيد على أن (إسرائيل) حليفة ثابتة للولايات المتحدة وإنها تتلقى الحجم الأكبر من مساعداتها العسكرية.

بعد إبرام الاتفاق النووي مع إيران وتطبيقه، سعى «نتنياهو» إلى الظهور بمظهر من قلب الصفحة، لكن الصحافة الإسرائيلية ألمحت إلى أنه ينتظر تولي رئيس أمريكي جديد الحكم في 20 يناير/كانون الثاني 2017 للحصول على مساعدة عسكرية أكثر سخاء.

التلاعب بأمن اسرائيل

وتعرض «نتنياهو» لانتقادات من أحد رؤساء الحكومة السابقين «يهود باراك» الذي اتهمه «بالتلاعب» بأمن اسرائيل.

وقال في آب/أغسطس «عوضا عن تلقي 4,5 مليارات دولار كما ساد الاعتقاد وكما كان ممكناً قبل عام (…) ستحصل إسرائيل على 3,8 مليارات».

وتواصلت الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال تفاوضهما. ففي آب/إغسطس، قارنت وزارة الدفاع الإسرائيلية التي يرأسها القومي المتشدد «افيغدور ليبرمان» الاتفاق مع إيران باتفاق ميونيخ في العام 1938 الذي يرمز تاريخياً إلى الاستسلام الدبلوماسي للديموقراطيات الأوروبية لألمانيا النازية.

على صعيد آخر، تفاقمت الخلافات العميقة بينهما على مستوى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتخللتها محاولة وساطة اخيرة أجراها وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» في ربيع 2014 باءت بالفشل.

وتنتقد واشنطن بانتظام استمرار أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وتعتبرها عقبة أمام أي حل بدولتين واستئناف عملية السلام.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

إسرائيل واشنطن أمريكا

أمريكا و(إسرائيل) توقعان اتفاقا غير مسبوق للمساعدات العسكرية بـ38 مليار دولار