الأزهر: السعودية حامية الحرمين إذا لم تكن من أهل السنة فمن يكون؟

الخميس 15 سبتمبر 2016 02:09 ص

قال الدكتور «عباس شومان»، وكيل الأزهر الشريف، إن شيخ الأزهر لم يذهب إلى دولة الشيشان من الأساس للمشاركة في المؤتمر الذي عقد بها مؤخراً وأثار أقاويلاً حول أهدافه بخاصة استبعاده في الختام «السلفية» من مفهوم أهل السنة؛ وقصرهم على «الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وهم أهل المذاهب الأربعة في الفقه وأهل التصوف»، وتجاهل إضافة «أهل الحديث».

وأكد وكيل الأزهر إن الدكتور «أحمد الطيب» ذهب  بناء على دعوة من رئيس الدولة «رمضان قديروف»؛ وتم استغلال الزيارة؛ كما هو متبع في مثلها لتكون إضافة على المؤتمر الذي كانت تجري فعالياته في الدولة؛ ومن قبل  ترتيب فعاليات الزيارة على أن توافق المؤتمر.

وأضاف «شومان» في حوار مع جريدة «اليوم السابع» المصرية أنه «كان من المقرر أن يلقى شيخ الأزهر كلمة سواء فى مؤتمر أو غيره فكان التنسيق أن تكون الكلمة فى افتتاحية المؤتمر».

كما أكد ان شيخ الأزهر غادر المؤتمر بعد كلمته برفقة الوفد المصاحب له؛ وبالتالي فهو غير مسؤول عن التوصيات التي صدرت منه؛ وأن الأزهر يستنكر استبعاد السعودية من أهل السنة والجماعة؛ بخاصة أن الأخيرة حامية الحرمين؛ فإذا لم تكن من أهل السنة والجماعة فمن يكون؟ على حد قوله.

وأوضح وكيل الأزهر أنه «يجب ألا نبالغ فى الموضوع وإذا قيل إن السعودية أكثر الغاضبين فلم يخطر فى بال أزهرى ..والسعودية دولة إسلامية مهمة جدا وفى قلب أهل السنة والجماعة وإذا صدرت أى توصيات من أى أحد تخالف ذلك فالعيب عليها وليس الأزهر ولا تضير هذه التوصيات المملكة ولا تحسب على الأزهر، وأؤكد أن علماء السعودية يتفهمون هذا وبعض المستغلين هم من يحاولون استغلال الأمور وهذا ليس فى صالح الأمة».

وشاركت مصر في المؤتمر بوفد رفيع ضم شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب»، ومفتي الجمهورية «شوقي علام»، و«علي جمعة» المفتي السابق المقرب من السلطات، ومستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية «أسامة الأزهري».

وكان «شومان» قد افتتح إجابته على سؤال حول ردود الفعل الغاضبة من المؤتمر؛ ومشاركة الأزهر ممثلاً لمصر فيه من الأساس مع ما اختواه المؤتمر من أهداف لتفريق أهل السنة؛ وبالتالي اللوم الذي وجه للأزهر بالقول: «إن التناول المنطقى والعقلى مطلوب فى كل القضايا والأمور، وحينما تشارك «جهة ما فى مؤتمر ما في مؤتمر.. فمن الظلم الشديد تحميلها نتيجة المؤتمر، والأزهر، على سبيل المثل لا الحصر، نظم مؤتمراً حاشداً لمواجهة (الارهاب) ومُثلت فيه كل الطوائف والديانات، فهل الأزهر راض عن كل الطوائف والديانات؟!».

وأسهب «شومان»: «وإذا تكلم أحد فى المؤتمر أو ألقى كلمة فهل الأزهر سيكون مسئول ويملى على المشاركين ما سيقولونه فى المؤتمر؟! فهذا يعد تكميم أفواه وليس من الحرية فى شيء،..وليس كل ما يقال يتم الموافقة عليه إلا إذا ما قيل يتم الموافقة عليه بالأغلبية».

وأسهب وكيل الأزهر: «نعود لمؤتمر الشيشان، ما حدث فى مؤتمر الشيشان هو أن الازهر لم يذهب كمشارك فى المؤتمرات وهو يذهب لزيارة دول والدول غالبًا تستغل الزيارة ليكون هناك كلمة لشيخ الأزهر لتكون إضافة على الفعالية المنظمة فى الدولة، وشيخ الأزهر لم يذهب ليشارك فى المؤتمر إنما ذهب لزيارة دولة الشيشان بدعوة من رئيس جمهوريتها، والزيارة رتبت من قبل الشيشان أن تكون مع أعمال المؤتمر، وكان من المقرر أن يلقى شيخ الأزهر كلمة سواء فى مؤتمر أو غيره فكان التنسيق أن تكون الكلمة فى افتتاحية المؤتمر، والإمام الأكبر ألقى كلمة واضحة ومهمة».

كما أورد «شومان» في إجابته عن السؤال: «وهذا ما تم من شيخ الازهر، الذى لم يحضر إلا الجلسة الافتتاحية وبعدها استمرت أعمال المؤتمر وغادر شيخ الأزهر والوفد المرافق له وعاد لمصر، وانتقادات توصيات المؤتمر لا توجه للأزهر، وما يوجه للأزهر من انتقاد ينصب على كلمة شيخ الازهر، وأؤكد أن الكلمة أنصفت الجميع وكانت واضحة، ومع ذلك حرصا من الأزهر على ظهور موقفه ومنع الأمور من التفاقم تواصلت المشيخة مع المنظمين للمؤتمر وطلبت منهم إعادة صياغة البيان النهائى بما يتلافى هذه الملاحظات التى أخذت عليه، ومنظمى المؤتمر استجابوا وحصل تعديل للتوصيات الصادرة عن المؤتمر».

وما تزال أصداء مؤتمر الشيشان، والانتقادات السعودية لمصر، تغضب وسائل الإعلام المقربة من النظام، رغم محاولات الأزهر التراجع عن مخرجات المؤتمر.

وبحسب صحيفة «القدس العربي» الاثنين الماضي، فقد أعربت وسائل إعلامية مصرية عن انزعاجها من استمرار انتقادات إعلامية سعودية ضد مصر، التي شاركت بوفد رفيع في مؤتمر عقد في الشيشان مؤخرا حول تعريف «أهل السنة والجماعة».

ووفقاً لما رددته وسائل إعلامية فلم يعلن المصريون المشاركون أثناء المؤتمر معارضتهم وصف أهل السنة والجماعة بأنهم هم «الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وهم أهل المذاهب الأربعة في الفقه وأهل التصوف»، في حين تجاهلوا إضافة «أهل الحديث».

كما أنكر مخرجات المؤتمر، احتساب المبدأ الوهابي السعودي باعتباره جزء من السلفية السنية.

وكان إعلامي سعودي يعتقد أنه مقرب من الحكومة، قال إن تصريحات غاضبة منسوبة إلى «محمد آل الشيخ» أحد أحفاد الشيخ «محمد بن عبد الوهاب» زعيم التيار الوهابي السعودي، دعا فيها إلى التخلي عن دعم الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، تمثل حالة رأي عام في السعودية.

ودعا الكاتب السعودي «محمد آل الشيخ» إلى ترك «السيسي» ليواجه مصيره، وقال في تغريدات على «تويتر» إن «مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر، فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب».

كما انتقد المفتي العام للسعودية، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، توصيات مؤتمر الشيشان.

وقال إن «ما حدث في مؤتمر الشيشان من تقسيم لأهل السنة والجماعة تحت مسمى «الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكيةً»، مغالطات وتقسيم سيئ ومحاولات لتشويه الإسلام وشقّ صف المسلمين».

  كلمات مفتاحية

الأزهر السعودية حامية الحرمين أهل السنة

انزعاج مصري من استمرار انتقادات سعودية بسبب مؤتمر الشيشان

مؤتمر الشيشان .. التيه السنّي

كاتب سعودي يطالب المملكة بتبني توصيات مؤتمر الشيشان والابتعاد عن الإرهاب

رئاسة الحرمين تكرم مفتي مصر بعد أيام من مشاركته في مؤتمر الشيشان

مؤتمر الشيشان كنشاط ضار ومشبوه

هذا الجدل حول أهل السنة والجماعة