كاتب سعودي يطالب المملكة بتبني توصيات مؤتمر الشيشان والابتعاد عن الإرهاب

السبت 10 سبتمبر 2016 07:09 ص

قال الكاتب السعودي «أحمد عدنان» إن «توصيات مؤتمر الشيشان الذي أخرج الوهابية من أهل السنة والجماعة، شمعة تتحدى الظلام».

جاء ذلك في مقال له بصحيفة «العرب» اللندنية، والتي تمتلكها دولة الإمارات. 

وطالب «عدنان» المملكة السعودية أن تتبني توصيات المؤتمر لتنسجم مع المرجعية الدينية للمسلمين المتمثلة في الأزهر الشريف ولتبتعد عن الإرهاب .

وأوضح «توصيات جروزني بمثابة ضوء آخر النفق، ولن يتهاوى الظلام إلا إذا تبنت القيادة السياسية السعودية توصيات جروزني، فتنسجم المرجعية الدينية للمسلمين (الأزهر) مع المرجعية السياسية (السعودية)».

وأشار إلى أن مؤتمر الشيشان أثار جدلا لأن التوصيات التي اعتمدها «اتسمت بالشجاعة وبالعمق، والشخصيات التي بلورتها ووقعت عليها من العيار الثقيل، فمنها على سبيل المثال شيخ الأزهر د. أحمد الطيب».

وأكد تأييده لتوصية المؤتمر التي حصرت أهل السنة والجماعة في «الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى».

وأضاف «السلفية ليست من الإسلام بشىء، وأفكار التطرّف والإرهاب خرجت منها،  لذلك يجب التفريق بينها وبين بقية المسلمين لكي يعرف العالم من هم الإرهابيون».

وتابع «يمكنني الزعم بأنني ناديت غير مرة باعتماد هذا التعريف، وحددت الفوارق القاطعة بين السنة وبين السلفية، ومن ذلك تثليث التوحيد (ربوبية وألوهية وأسماء وصفات)، والحاكمية (الإسلام السياسي)، ورواسب التجسيم والنصب (أي تجسيم الإله ومجافاة آل البيت عليهم السلام)، وكلها أفكار ومعتقدات فتحت الباب لترسيخ العنف ولتكفير المسلمين والحكومات، ولا شأن لهذه الأفكار بالسنة من قريب أو من بعيد».

وانتقد عدنان منتقدي المؤتمر مضيفا أن «المملكة ليست مرجعية المسلمين بل هو الأزهر وأن ذلك حسم قبل ثلاثة قرون ولا مجال حاليا للتشكيك فيه».

وقال «ما يلفت الانتباه، تبرع بعض الكتاب السعوديين بالتهجم على مؤتمر غروزني وعلمائه، زاعمين بأن المؤتمر يهدف إلى تقويض السعودية كمرجعية دينية، وهذا غير صحيح، فالسنة والمسلمون – تاريخيا – قدروا المملكة كمرجعية سياسية لهم، أما المرجعية الدينية فهي محسومة للأزهر منذ ثلاثة قرون، وتحديدا منذ أصبح المنبر في الحرمين الشريفين سلفيا».

يذكر أن البيان الختامي لمؤتمر «أهل السنة والجماعة» في عاصمة الشيشان غروزني، أثار ردود فعل غاضبة، بسبب قصره وصف أهل «السنة والجماعة» على «الصوفية، والأشعرية، والماتريدية»، مستبعداً السلفية، وفرقا إسلامية أخرى.

وأوصى المؤتمر، الذي رعاه الرئيس الشيشاني «رمضان قاديروف»، بـ«حصر أهل السنة والجماعة في الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية، وإخراج كل من خالفهم من دائرة السنة والجماعة».

وكتب المشاركون في بيانهم الختامي، أن المؤتمر نقطة تحول مهمة وضرورية لتصويب الانحراف الحاد والخطر، الذي طاول مفهوم «أهل السنة والجماعة»، إثر محاولات المتطرفين اختطاف هذا اللقب وقصره على أنفسهم، وإخراج أهله منه.

وكان المؤتمر الذي شارك فيه عدد من دعاة الصوفية، وعدد كبير من رجال الأزهر، أثار غضبا إسلاميا وسعوديا واسعا؛ بعدما شهد المؤتمر هجوما واسعا على الوهابية، وربطها بالتنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة «الدولة الإسلامية».

وعلى إثر ذلك حذرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، في بيان لها، من خطر «الذين لا يريدون لهذه الأمة خيرا، ويراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية، ومذهبية، وحزبية، وطائفية»، وقالت إن توصيات المؤتمر تثير النعرات الطائفية بين أهل السنة.

وحاول الأزهر أن يتبرأ من البيان الختامي للمؤتمر الذي شهد حضور عدد من كبار أئمة المسلمين على رأسهم الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر.

وأصدر المركز الإعلامي بالأزهر بيانا نفى فيه أن يكون الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر قد قصر مفهوم أهل السنة على «الأشاعرة» و«الماتريدية».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعوية مؤتمر الشيشان الوهابية السلفية الأزهر

رئاسة الحرمين تكرم مفتي مصر بعد أيام من مشاركته في مؤتمر الشيشان

إيران تدافع عن مؤتمر «أهل السنة» الشيشاني وتكرر تصريحات عدائية ضد السعودية

«إبراهيم عيسى»: مؤتمر الشيشان ضربة مؤلمة لـ«الوهابية» رغم أنف النفط السعودي

«خالد الدخيل»: مؤتمر الشيشان محاولة للضغط على السعودية من مصر أم روسيا؟

«الخليج الجديد» يفتح ملف تمويل مؤتمر الشيشان.. الإمارات في دائرة الاتهام

غروزني.. الانقسام السني والتوظيف السياسي

مؤتمر الشيشان .. التيه السنّي

انزعاج مصري من استمرار انتقادات سعودية بسبب مؤتمر الشيشان

الأزهر: السعودية حامية الحرمين إذا لم تكن من أهل السنة فمن يكون؟