هاجم المرجع الديني الإيراني «ناصر مكارم شيرازي» المملكة العربية السعودية، قائلا إنه جمع وثائق من كتب دراسية وفتاوى لبعض المفتيين بغية عرضها على العالم ليعرف أن «الوهابية» ليست من الإسلام.
وأفادت «وكالة تسنيم» للأنباء أن «شيرازي» أشار، أمس الأحد، خلال مراسم افتتاح العام الدراسي في مدرسة الإمام الكاظم العلمية إلى ضرورة أن يكون هناك بعض الأشخاص المتخصصين في تفسير ومعرفة علوم أهل البيت والرد على شبهات «الوهابية»، وفق قوله.
واعتبر «شيرازي»، «الوهابية» أكبر الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي والبشرية، مبينا أن نتاج هذا الفكر هو حفنة من المجرمين وقتلة البشر الوحوش الذين شوهوا سمعة الإسلام ودمروا كل مكان وارتكبوا آلاف الجرائم، على حد تعبيره.
ونوه إلى ضرورة تعريف العالم الإسلامي والبشرية على أن «الوهابية» ليست جزءا من المسلمين، مشددا على أنه لا يمكن مواجهة «الوهابية» عبر القوة العسكرية والسياسية فقط بل يجب القول لجميع المسلمين أن «الوهابية» ليست جزءا من المسلمين لكي لا يخدع الجيل الشاب بعباراتهم الخرافية هذه»، حسب قوله.
وأكد «شيرازي» أن المملكة العربية السعودية مركز «الوهابية»، قائلا: «على أساس نشاطاتنا فقد بدأ أهل السنة مؤخرا بوضع البرامج، فقد عقد بعض علماء أهل السنة وشيوخ الأزهر مؤتمرا في الشيشان، وأصدروا بيانا اعتبروا فيه أن الوهابية ليسوا من أهل السنة».
وأضاف «شيرازي»: «أهل السنة قد نأوا بأنفسهم عن الوهابية، وإن مصادر تم جمعها تبين أن مركز هذه الفتنة هي السعودية، وهذه المعلومات سنضعها تحت تصرف العالم أجمع بأن هؤلاء الأفراد ليسوا من المسلمين، وعلى العالم أيضا ألا يكرر ادعاءاته بان الإسلام هو دين العنف، والبابا انتبه مؤخرا إلى ذلك وأعلن إن الإسلام هو دين الرحمة، ولا صلة للدولة الإسلامية بالإسلام، وقد شكرته على ذلك في رسالة بعثتها إليه».
وكان المؤتمر الذي شارك فيه عدد من دعاة الصوفية، وعدد كبير من رجال الأزهر، أثار غضبا إسلاميا وسعوديا واسعا؛ بعدما شهد هجوما واسعا على «الوهابية»، وربطها بالتنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة «الدولة الإسلامية».
وعلى إثر ذلك حذرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، في بيان الخميس الماضي، من خطر «الذين لا يريدون لهذه الأمة خيرا، ويراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية، ومذهبية، وحزبية، وطائفية»، وقالت إن توصيات المؤتمر تثير النعرات الطائفية بين أهل السنة.
وأوصى المؤتمر، الذي رعاه الرئيس الشيشاني «رمضان قاديروف»، بـ«حصر أهل السنة والجماعة» في الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية، وإخراج كل من خالفهم من دائرة السنة والجماعة.
وتلقى المؤتمر ردود فعل غاضبة خلال انعقاده، لكن البيان الختامي أشعل مواقع التواصل وزاد وتيرة الانتقاد، حيث أثار البيان الختامي للمؤتمر ردود فعل غاضبة من المغردين العرب بعد أن استبعد السلفية من وصف أهل السنة.
وربط المغردون نتائج المؤتمر بملفات سياسية معتبرين أن مقررات البيان الختامي مسيسة من قبل روسيا التي استضافت المؤتمر، فيما أعلنت مؤسسة «طابة» الصوفية ومقرها أبوظبي، ومؤسسها رجل الدين اليمني «الحبيب علي الجفري»، أنها هي التي نظمت مؤتمر «من هم أهل السنة والجماعة؟» الذي لم يعتبر «السلفية» و«الوهابية» من أهل السنة والجماعة.
وشارك في المؤتمر أكثر من 200 عالم ومفت من مختلف الدول العربية والإسلامية في الفترة من 25 إلى 27 أغسطس/آب الماضي.
من جهته، حاول الأزهر أن يتبرأ من البيان الختامي للمؤتمر الذي شهد حضور عدد من كبار أئمة المسلمين على رأسهم الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر.
وأصدر المركز الإعلامي بالأزهر بيانا نفى فيه أن يكون الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر قد قصر مفهوم أهل السنة على «الأشاعرة» و«الماتريدية».