شن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي»، هجوما غير مسبوق على المملكة العربية السعودية وذلك بسبب الخلاف حول الحج هذا العام والذي قررت إيران مقاطعته، داعيا إلى حل جدي لإدارة الحرمين تحت طائلة الوقوع في مشاكل أكبر.
وقال «خامنئي» في بيان له، اليوم الاثنين، إن الحج هو مظهر العزة المعنوية والوحدة، مضيفا أنه موطن البراءة من المشركين، والألفة والوحدة مع المؤمنين.
وانتقد «خامنئي» من قال إنهم يهبطون بالحج إلى سفرة زيارية/سياحية، ويخفون عداءهم وحقدهم على الشعب الإيراني المؤمن الثوري وراء عنوان تسييس الحج، بإشارة إلى الانتقادات التي توجهها السعودية لطهران.
ووصف «خامنئي» تلك الفئة بأنهم «شياطين صغار» وتوجه إلى حكام السعودية بالاسم متهما إياهم بـ«الصد هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام»، وسد طريق الحجاج الإيرانيين، واتهمهم بـ«الضلال» والسعي للبقاء في السلطة بالتحالف مع أمريكا، محملا إياهم مسؤولية كارثة منى وحادثة رافعة الحرم العام الماضي.
وهاجم «خامنئي» رجال الدين في السعودية واصفا إياهم بـ«المفتين غير الورعين وأكلة الحرام الذين يفتون علانية بخلاف الكتاب والسنة».
كما زعم أن السعودية أغرقت اليمن والعراق وسوريا وليبيا وبلدان أخرى في الدماء، كما اتهمهم بمراقبة سائر الحجاج الذين توافدوا إلى السعودية السنة بأجهزة تجسس.
ودعا المرشد الإيراني إلى التفكير الجدي بحل لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج، محذرا من أن تجاهل ذلك سيعرض المسلمين مستقبلا لمشكلات أكبر دون أن يوضح طبيعتها.
ورغم رفض السلطات الإيرانية إرسال الحجاج من داخل البلاد للأراضي المقدسة هذا العام، تمكن عدد من الحجاج الإيرانيين المقيمين خارج البلاد من الدخول إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
وكسر هؤلاء القيود التي فرضتها عليهم حكومتهم؛ عن طريق شركات سياحية معتمدة تسمح باستخراج تأشيرات حج للمقيمين خارج إيران بدول أوروبا.
وأعلنت إيران رسميا أنها لن ترسل حجاجا هذا العام إلى مكة المكرمة، بعد أن رفضت كل التسهيلات التي قدمتها المملكة لاستقبال الحجاج، ورفضت توقيع اتفاق ترتيبات الحج.
وأصدرت السعودية بيانا أوضحت فيه أن المملكة لم تمنع مطلقا المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، التي رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللة ذلك برغبتها في عرضها على مرجعيتهم في إيران.
وعرضت السعودية على إيران نقل الحجاج الإيرانيين بين الطيران السعودي والإيراني مناصفة، وكذلك إصدار تأشيرات إلكترونية للحجاج الإيرانيين من داخل إيران حسب طلبها، لكن طهران رفضت؛ وأصرت على الرفض في محاولة اعتبرتها الرياض تسييسا للحج والحصول على مزايا غير مسموح بها، منها السماح لحجاجها بإقامة شعائر وطقوس خاصة بهم، وتجمعات قد تعيق حركة بقية الحجاج.