«روحاني» يدعو إلى معاقبة السعودية و«خامنئي»: غير جديرة بإدارة الحج

الأربعاء 7 سبتمبر 2016 12:09 م

أكد الرئيس الإيراني «حسن روحاني أن الجمهورية الإسلامية لن تتنازل أبدا عن دماء ضحاياها في كارثة منى التي وقعت في موسم الحج العام الماضي، داعيا إلى معاقبة السعودية عما أسماه «جرائمها».

وأشار «روحاني» خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء، إلى الذكرى السنوية الأولى لكارثة منى، وزعم أن «النظام السعودي الذي منع إيفاد الحجاج الإيرانيين بشتى الذرائع والعراقيل، وفضلا عن جرائمه السابقة أضاف هذا العام الصد عن السبيل الله إلى سجله الأسود»،بحسب ما نقلت وكالة فارس للأنباء.

ووصف «روحاني» حادثة منى بأنها «مؤلمة لجميع البشر»، وأضاف أن «مراسم الحج وإضافة إلى أنها عبادة إلهية كبرى، فإنه ينبغي اتخاذ القرارات في تلك الأيام لصالح العالم الإسلامي ووحدة المسلمين، لكن من المؤسف في العديد من مواسم الحج وخاصة العام الماضي، لم نشهد استيفاء مصالح العالم الإسلامي والغايات السامية التي حددها القرآن لمناسك الحج، بل مع الأسف التام تم انتهاك عزة وكرامة وأرواح المسلمين وسحقت تحت الاقدام»، بحد تعبيره.

وتابع: «في العام الماضي استشهد عدد كبير من الحجاج بمن فيهم عدد من الحجاج الإيرانيين خلال مراسم الحج، وعلى السلطات السعودية أن تتحمل المسؤولية، ولكن من المؤسف أن هذا النظام استنكف حتى عن تقديم الاعتذار الشفهي للمسلمين والدول الإسلامية، في حين أن الاعتذار والوعد بالتعويض عن تلك المشكلة والتعاطف مع سائر الدول الإسلامية والتعاون معها من أجل توفير الأمن لمراسم الحج في المستقبل، كان من شأنه أن يغطي إلى حد ما على عدم الكفاءة، لكن كل ذلك لم يتم».

وأكمل «روحاني» «لعلنا اليوم في ظروف لا يمكننا أن نتابع الإجراءات الحقوقية في هذا المجال داخل السعودية، لأن سفارتنا مغلقة هناك، الا ان الحكومة والمسؤولين والنظام لن يتنازلوا أبدا عن دماء أعزائهم وسيواصلون إجراءاتهم الحقوقية والسياسية لاستيفاء حقوق المواطنين».

وزعم قائلا «لو كانت المشكلة الموجودة تنحصر في الحج وكارثة منى، لكان من الممكن التوصل إلى حل لرفعها، ووضعها في المسار الصحيح، لكن من المؤسف، أن هذا النظام ومن خلال الجرائم التي يرتكبها في المنطقة ودعمه للارهاب هو في الحقيقة يقوم بإراقة دماء المسلمين في العراق وسوريا واليمن، حيث يقوم يوميا بقتل النساء والاطفال اليمنيين في غاراته الوحشية»، بحد تعبيره.

وأوضح الرئيس الإيراني أن المشكلة الموجودة مع السعودية هي أكبر من قضية الحج، وعلى دول المنطقة والعالم الإسلامي أن يقوموا بإجراءات منسقة لحل المشكلات الموجودة ومعاقبة النظام السعودي.

خامنئ يهاجم المملكة مجددا

من جانبه، جدد مرشد الثورة الإيرانية «علي خامنئي» هجومه على السعودية، قائلا إن «شجرة آل سعود الخبيثة الملعونة غير جديرة للقيام بمهام إدارة الحرمين الشريفين»، بحد وصفه.

وقال خلال استقباله اليوم الأربعاء أسر ضحايا كارثة منى إن «الأمة الإسلامية أصابها الحزن الشديد في حادثة منى، حيث استشهد 7 الى 8 آلاف حاج، إلا أن الدول الأخرى باستثناء إيران التزمت الصمت.. إن هذا الصمت بلاء عظيم ابتليت به الشعوب الإسلامية، وهذه مصيبة كبرى للأمة الإسلامية».

وأضاف «علينا أن نعلم أنه في كارثة منى والحوادث المشابهة فإن القوى الداعمة لآل سعود هي شريكة في الجريمة. إن يد أمريكا ملطخة بدماء شهداء منى، فبدعم من أمريكا ارتكب أولئك (آل سعود) هذه الجريمة النكراء، دون أن يعتذروا، كما أن الأمريكان شركاء في الجريمة أيضا في جرائم السعودية في اليمن والعراق والبحرين وسوريا».

وتابع أن «الدعم الأمريكي هو الذي يشجع هؤلاء الصلفين على ارتكاب هكذا خيانة ويطعنون قلب الأمة الإسلامية بالخنجر غدرا».

ووصف «خامنئي» كارثة منى بأنها «إثبات متجدد لعدم كفاءة هذه الشجرة الخبيثة الملعونة في التصدي لإدارة الحرمين الشريفين»، وقال: «لو كانوا صادقين ولم يكونوا مقصرين في هذه الحادثة، فليدعوا لجنة إسلامية ودولية لتقصي الحقائق ودراستها عن كثب».

ووصف مرشد الثورة الإيرانية حادثة منى بأنها «مؤلمة ولا يمكن نسيانها»، مضيفا أن «هذه الحادثة تتضمن أبعادا مختلفة وتتطلب تبيينا من الناحية السياسية والاجتماعية والأخلاقية والدينية، ولا ينبغي نسيان هذه الأبعاد».

وتابع «في العام الماضي، كان من الصعب جدا على الأسر أن تتلقى خبر وفاة أعزائهم وعودة جثامينهم ولكن في مقابل هذه المصيبة، فإن الالتفات إلى هذه الحقيقة بأن هؤلاء الاعزاء هم في ظل مغفرة الله ورحمته ونعمته كما الشهداء، قد يكون مدعاة للعزاء والطمأنينة».

واعتبر أن «امتناع حكام السعودية عن تقديم ولو اعتذار شفهي يجسد ذروة صلافتهم وعدم حيائهم، مضيفا: «حتى إذا لم يكن هنالك عمد في القضية، فإن عدم الكفاءة والتدبير يعد جرما بالنسبة لمجموعة سياسية حاكمة».

وكان «خامنئي» دعا في وقت سابق، المسلمين للتفكير في حل لإدارة الحج، موجهاً انتقادات حادة للسعودية على خلفية حادث التدافع الذي شهدته مناسك العام الماضي وأودى بزهاء 2300 شخص بينهم 464 إيرانياً.

وهاجم حكام السعودية بالاسم متهما إياهم بـ«الصد هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام»، وسد طريق الحجاج الإيرانيين، واتهمهم بـ«الضلال» والسعي للبقاء في السلطة بالتحالف مع أمريكا، محملا إياهم مسؤولية كارثة منى وحادثة رافعة الحرم العام الماضي.

ودعا المرشد الإيراني إلى التفكير الجدي بحل لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج، محذرا من أن تجاهل ذلك سيعرض المسلمين مستقبلا لمشكلات أكبر دون أن يوضح طبيعتها.

استنكار خليجي 

واستنكرت دول مجلس التعاون الخليجي تصريحات «علي خامنئي»، معتبرة أنها «تضمنت اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة العربية السعودية، وعبارات غير لائقة، وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلاً عن زعيم دولة إسلامية».

كما اعتبر وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير» أن إيران تلجأ لمحاولة تسييس الحج حتى تهرب من مشكلاتها الداخلية، وذلك في معرض تعليقه على تصريحات «خامنئي» الأخيرة.

وأكد أن السعودية ترحب بالحجاج من جميع بلاد العالم، إلا أن الحكومة الإيرانية هي التي رفضت التعاون في قضايا سفر الحجاج وتأشيراتهم، الأمر الذي تتعاون جميع الدول فيه مع السعودية لضمان موسم حج آمن لأكثر من 3 ملايين شخص سنويا.

وفي وقت سابق، وجه مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ» انتقادات لاذعة للنظام الإيراني و«علي خامنئي»، واصفا إياهما بأنهما أعداء الإسلام والعقيدة.

ووصف هجوم «خامنئي» على السعودية وطعنه في إجراءاتها الخاصة بموسم الحج بالأمر غير المستغرب، مضيفا: «يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة».

حزب الله يمنع أتباعه من الحج

وفي السياق ذاته، قالت وسائل إعلام لبنانية الثلاثاء، إن ميليشيات حزب الله، المرتبطة بإيران، منعت قياداتها وعناصرها من أداء الحج هذا العام، في خطوة تؤكّد سعي طهران وأذرعها الخارجية إلى تسييس هذه الفريضة الدينية.

وكشف تلفزيون الجديد، في تقرير، أن الحزب أصدر لأول مرة قراراً تنظيمياً يمنع فيه كوادره ومقاتليه من أداء فريضة الحج لهذا الموسم تحت طائلة الفصل بذريعة مخالفة التكليف الشرعي".

وقرار الحزب يأتي، على الأرجح، استجابة لقرار مرجعيته الدينية والسياسية المتمثلة بما يسمّى الولي الفقيه، أيّ المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي كان قد منع الإيرانيين من أداء فريضة الحج

ولن يشارك الإيرانيون في الحج هذه السنة، وذلك في ظل فشل طهران والرياض في التوصل إلى تفاهمات حول مشاركتهم.

ورأت السعودية أن شروط إيران تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى، وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين للخطر، مرحبة بمشاركتهم في حال قدموا من دول أخرى.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الحج

دول الخليج تعتبر انتقادات «خامنئي» للسعودية تحريض مكشوف و«الجبير»: محاولة لتسييس الحج

مفتي المملكة ردا على «خامنئي»: أبناء المجوس ليسوا مسلمين وعداؤهم لأهل السنة قديم

«خامنئي» يتطاول على حكام السعودية ورجال الدين ويدعو لتدويل الحج

مستشار «خامنئي»: السعودية «تزعم» حماية الحرمين الشريفين

دول الخليج تستنكر المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس الحج

السعودية: إيران تعادي المسلمين ولا تريد أن يمر الحج بسلام

«الحوثيون» يتهمون السعودية بمنع اليمنيين من أداء فريضة الحج

الأمم المتحدة: نأمل أن لا تقع أي حوادث خلال موسم الحج

مسؤول عراقي: ضبط عناصر تابعة لـ«الحرس الثوري» مندسة بين الحجاج

الخرطوم تدين «بشدة» تصريحات «خامئني» «العدائية» بحق السعودية

«قطان» لـ«خامنئي»: يمكن أن نرد الصاع صاعين ولم نستخدم الأسلوب البذيء

إيران لوزير خارجية البحرين: عليك بعدم اتخاذ مواقف مكررة بـ«إملاءات خارجية»

«ستراتفور»: تسييس الحج.. الصراع طويل الأمد بين السعودية وإيران

إيران تسيِّس فريضة الحج.. وتُسخن الحرب الباردة!

أمير مكة لإيران: لسنا لقمة سائغة وسنردع كل معتد يستهدف أراضينا