قال ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن نايف» إن «ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية لا يستند للمصداقية»، مشددا على أن إيران تسعى لتسييس الحج وهو ما ترفضه المملكة ولن تسمح به.
تصريحات «بن نايف» جاءت ردا على سلسلة التصريحات الإيرانية العدائية تجاه المملكة خاصة تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي» والمرجع الديني الشيعي، «مكارم الشيرازي» وهجومهما على المملكة.
واتهم «خامنئي» الإثنين حكام السعودية بـ«الصد هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام»، وسد طريق الحجاج الإيرانيين، واتهمهم كذلك بـ«الضلال» والسعي للبقاء في السلطة بالتحالف مع أمريكا، محملا إياهم مسؤولية كارثة منى وحادثة رافعة الحرم العام الماضي، مطالبا بتدويل الحج، (طالع المزيد).
وأكد «بن نايف» خلال رعايته حفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام، أن «المملكة تعمل منذ تأسيسها على خدمة الحرمين ورعاية قاصديهما وتضع في سبيل خدمتهم كافة الإمكانات».
وفصل ولي العهد ما حدث مع البعثة الإيرانية للحج فقال «حج هذا العام تقدمت البعثة الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية البعثات الأخرى وتعرض أمن الحجاج للخطر»، مؤكدا أن «المملكة لا تسمح بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غيرها».
ولفت الأمير «محمد بن نايف» إلى أن «إيران لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخصهم في إطار سعيهم لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام»، مشددا على أن المملكة لن تقبل من إيران «أن تخل بأمن الحج والحجيج ونقف بحزم وقوة ضد من يعمل على الإخلال بالأمن في الحج».
وتوعد ولي العهد من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج، برد حازم وحاسم وسيطبق عليه ما يصدر بحقه من أحكام شرعية.
وتابع «ما نأمله من ضيوف الرحمن أن يكونوا عند حسن الظن وأن لا يصدر عنهم ما يفقدهم فضل أداء هذه العبادة»، مشيرا إلى أن «تعاون الحجاج مع الأجهزة المعنية بخدمتهم تحقق الغايات النبيلة من منطلق الواجب والتعاون على البر والتقوى».
ورغم رفض السلطات الإيرانية إرسال الحجاج من داخل البلاد للأراضي المقدسة هذا العام، تمكن عدد من الحجاج الإيرانيين المقيمين خارج البلاد من الدخول إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
وكسر هؤلاء القيود التي فرضتها عليهم حكومتهم؛ عن طريق شركات سياحية معتمدة تسمح باستخراج تأشيرات حج للمقيمين خارج إيران بدول أوروبا.
وأعلنت إيران رسميا أنها لن ترسل حجاجا هذا العام إلى مكة المكرمة، بعد أن رفضت كل التسهيلات التي قدمتها المملكة لاستقبال الحجاج، ورفضت توقيع اتفاق ترتيبات الحج.
وأصدرت السعودية بيانا أوضحت فيه أن المملكة لم تمنع مطلقا المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، التي رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللة ذلك برغبتها في عرضها على مرجعيتهم في إيران.
وعرضت السعودية على إيران نقل الحجاج الإيرانيين بين الطيران السعودي والإيراني مناصفة، وكذلك إصدار تأشيرات إلكترونية للحجاج الإيرانيين من داخل إيران حسب طلبها، لكن طهران رفضت؛ وأصرت على الرفض في محاولة اعتبرتها الرياض تسييسا للحج والحصول على مزايا غير مسموح بها، منها السماح لحجاجها بإقامة شعائر وطقوس خاصة بهم، وتجمعات قد تعيق حركة بقية الحجاج.