وصف عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني، «أحمد خاتمي»، السعوديين بأنهم «أسوأ من الشيطان»، معتبرا أن المرشد الأعلى الإيراني، «علي خامنئي»، هو من يقرر أسس السياسة الخارجية للبلاد، وأن الشعب الإيراني سيقطع يد من يطالب بالحوار مع السعودية.
ووفقاً لوكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أشار «خاتمي» إلى حادث منى خلال الموسم الماضي للحج، وقال إن «دماء ضحايا كارثة منى ستلاحق آل سعود، وستؤدي إلى سقوط النظام السعودي».
وهدد «خاتمي» أولئك الذين طالبوا بمد يد الصداقة مع آل سعود، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني سيقطع اليد التي تطالب بالحوار والصداقة مع آل سعود.
وشدد على أن المرشد الأعلى الإيراني هو من يقرر السياسة الخارجية الإيرانية، وأن من يطالب بفتح قنوات الحوار مع الرياض يقف في جانب أعداء ولاية الفقيه، في إشارة إلى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، «علي أكبر هاشمي رفسنجاني».
وأوضح أن موقف «خامنئي» من آل سعود هو المواجهة النارية.
«أحفاد أبي سفيان»
وفي السياق ذاته، ندد خطيب الجمعة في طهران ورئيس مجلسي خبراء القيادة وصيانة الدستور الإيراني، «أحمد جنتي»، بممارسات آل سعود في المنطقة، ووصفهم بأنهم «أحفاد أبي سفيان وأبي لهب».
وأشار رئيس مجلس صيانة الدستور في إيران، خلال خطبة صلاة الجمعة بطهران، إلى كارثة الحجاج في منى العام الماضي، وقال إن «حجاجهم استشهدوا أثناء العبادة وهم يرتدون لباس الإحرام»، بحسب ما نقلت وكالات إيرانية.
وتابع أن «إيران رفعت نداءها وصرختها لكن العالم بقي صامتا فيما لم يكن شهداء كارثة منى من إيران وحدها، وأن البلدان العربية وغيرها من أهل السنة لم تتخذ موقفاً حيال الكارثة ولم تطالب جبابرة آل سعود المتفرعنين بدماء شهدائها»، على حد زعمه.
وأشاد بالرسالة التي وجهها المرشد الأعلى الإيراني إلى المسلمين قبل أيام بمناسبة بدء مناسك الحج، وزعم أن «خامنئي» أطلق تعابير محقّة على «السعوديين الخبثاء» حيث وصفهم بالضالين وقساة القلوب والمجرمين والبعيدين عن معرفة الله وعديمي الدين والضمائر الحية والداعمين للمجموعات التفكيرية في البلدان الإسلامية، بحد قوله.
واعتبر رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني أن عصر الجاهلية ما قبل الإسلام بدأ بالعودة مرة أخرى، زاعما أن بيت الله الحرام الذي كان آمناً ويعبد الله فيه، قد استولى عليه من هم أحفاد أبي جهل وأبو سفيان وأبو لهب.
وتابع «جنتي» هجومه قائلا إن السعودية قامت بـ«تسييس مناسك الحج الإبراهيمي وعدم الاكتراث بأمن وسلامة الحجاج».
يأتي ذلك في إطار الهجوم غير المسبوق الذي يشنه عدد من كبار المسؤولين السياسيين وأبرز رجال الدين في إيران على المملكة، بسب الخلاف حول الحج هذا العام والذي قررت إيران مقاطعته.
ومن جانبه، قال ممثل المرشد الإيراني في شؤون الحج «علي قاضي عسكر»، إن «القرآن الكريم يعتبر من يصد المسلمين عن أداء الحج، قد ارتكب ذنبا كبيرا.. فلو كان بإمكان بعض الأشخاص ملكية بيت الله لما استخدم الله تعالى تعبير الصد عن سبيل الله، لذلك فإن السعوديين ارتكبوا هذا العام ذنبا كبيرا بمنعهم مشاركة الحجاج الإيرانيين في مراسم حج هذا العام»، على حد زعمه.
يشار إلى أن عددا من المسؤولين السعوديون ردوا على التصريحات الإيرانية الهجومية، وخاصة تلك التي صدرت عن «خامنئي»، حيث أكد ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن نايف»، أن تلك التصريحات لا تستند إلى أي مصداقية، وأن طهران هي التي طالبت بأمور تخالف شعائر الحج في محاولة لـتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، مؤكدا أن المملكة ستتعامل بحزم وحسم مع أي جهة تهدد أمن الحج والحجيج.
كما رد مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ»، على «خامنئي»، قائلا إن التصريحات الإيرانية ليست أمراً مستغربا إذ «هؤلاء (الإيرانيون) ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة».
كما اعتبر وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير» أن إيران تلجأ لمحاولة تسييس الحج حتى تهرب من مشكلاتها الداخلية، وذلك في معرض تعليقه على تصريحات «خامنئي» الأخيرة.
وأكد أن السعودية ترحب بالحجاج من جميع بلاد العالم، إلا أن الحكومة الإيرانية هي التي رفضت التعاون في قضايا سفر الحجاج وتأشيراتهم، الأمر الذي تتعاون جميع الدول فيه مع السعودية لضمان موسم حج آمن لأكثر من 3 ملايين شخص سنويا.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد استنكرت تصريحات «خامنئي» تجاه السعودية، معتبرة إياه «تحريضًا» ومحاولة «لتسييس الحج».
