قائد البحرية الإسرائيلي: «القسام» أحبطت توغلا للجيش خلال حرب 2014

الأحد 18 سبتمبر 2016 09:09 ص

قال قائد سلاح البحرية التابع لجيش لاحتلال الإسرائيلي، الجنرال «رام روتنبرغ»، إن كتائب «عزالدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» أفشلت محاولة تسلل كان سينفذها عناصر من الكوماندوز تجاه سواحل شمال قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة صيف 2014.

وأضاف خلال مقابلة خاصة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وحدة الكوماندوز الخاصة بكتائب القسام أفشلت الخطة المعدة لتنفيذ عمليات خاصة في غزة، باتجاه منطقة السودانية شمال مدينة غزة وقتئذ، وفقا لصحيفة «رأي اليوم».

وأوضح أنه كان يشرف شخصيا من القاعدة البحرية في ميناء أسدود على العملية التي فشلت، حيث شارك فيها ضباطا وقائد وحدة «شايطت 13» البحرية، وهي وحدة الكوماندوز البحري النخبوية في الجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن هكذا عمليات كبيرة تتم تحت إشراف القيادة، حتى يمكن سيطرة القوات على الأرض، وخلال توجيه النار يتم التنسيق بين القوات أثناء التقدم، بينما نسقت أجهزة المخابرات أثناء تحرك القوات،

وتابع «كان عرضا جيدا بأنني اطلعت على الأهداف المخطط لها وتحقيق ذلك، لكن تفاجئنا بكمين مسبق لكتائب القسام الذي واجه العملية بإطلاق كثير وكثيف للنيران صوب الوحدات المتقدمة».

وأكد إصابة 4 من وحدة الكوماندوز الإسرائيلية، وانسحبت من المكان بعد نحو نصف ساعة من بدء الاشتباك حيث فشلت العملية.

وقال إن مقاتلات الاحتلال الحربية وطائرات «الأباتشي» والزوارق الحربية شاركت في الاشتباك، حيث استهدفت منطقة الاشتباك التي كانت تعتقد وجود مقاتلي القسام بها.

وأطلقت مقاتلات وطائرات وزوارق الاحتلال عشرات الصواريخ والقذائف تجاه المنطقة التي تعتبر قريبة من منطقة السياج الحدودي بين قطاع غزة والكيان الإسرائيلي.

يذكر أن العملية المذكورة أتت بعد أيام قليلة من تمكن 4 من وحدة الكوماندوز البحري بكتائب القسام ولأول مرة من اقتحام موقع عسكري لبحرية الاحتلال غرب موقع «زيكيم» العسكري داخل الدولة العبرية وخوض اشتباك مع جنود الاحتلال.

وفي أول اعتراف إسرائيلي، ذكرت صفحة «أخبار الجنوب» في تلك الفترة أن حدثا أمنيا وقع قطاع غزة، وأن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تمنع النشر حاليا، على حد تعبيرها.

ويبدو أنّ أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، هو ليس فقط الأنفاق الهجوميّة التي تقوم حماس بحفرها، بل القوّة البحريّة التي شكّلتها الحركة، وتقوم بتدريبها بشكلٍ مكثفٍ، كما قالت المصادر الإسرائيليّة لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.

وأوضح المحلل «أساف جبور» للصحيفة العبرية أن «عملية زيكيم الجريئة» التي في إطارها قامت وحدة من الكوماندوز البحري في «حماس» بالسباحة من شواطئ غزة وصولا إلى شاطئ عسقلان بهدف التسلل إلى كيبوتس في غلاف غزة، جرى القضاء عليها في مهدها بعد اكتشاف الجيش الإسرائيلي أفراد المجموعة فور خروجهم من البحر، والقضاء عليهم على الفور، لكن الأسطورة ما تزال حية.

وتابع «لقد حولت وحدة الأفلام في حركة حماس أعضاء الذراع العسكرية، إلى أبطال حقيقيين، تحولت فيديوهات الغارة البحرية التي نشرها المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، إلى أفلام دعائية لحماس، وأعدت بإتقان أفلام عن التدريبات اليومية التي قام بها أعضاء الحركة استعدادا لتنفيذ تلك المهمة».

وشدد على أنه في هذه التدريبات يمكن أنْ نرى النشطاء مع معدات غطس حديثة يغطسون في العتمة ويقومون بإطلاق النار من رشاشات كلاشنيكوف من البحر والبر.

وتحولت هذه الأفلام إلى أشرطة لتجنيد شباب متحمسين إضافيين في وحدة الكوماندوز البحري الآخذة في التوسع، والتي، لأسباب سرية مفهومة، لا ينشر عدد أعضائها ولا الرتبة العسكرية الخاصّة بالقيادة.

وقال إن «بدلات الغطس التي هُربت إلى القطاع خبئت داخل شحنة بريئة ظاهريًا من المعدات والألبسة الرياضية المستوردة من الخارج إلى مناطق السلطة الفلسطينية، ومن هناك أرسلت إلى قطاع غزة».

وكان سلاح البحرية الإسرائيلي أجرى أخيرا مناورة ضخمة للتدرب على مواجهة عمليات تسلل تنفذها حركة «حماس» إلى حقول الغاز الإسرائيلية والسيطرة عليها.

وبحسب الصحيفة، المناورة حاكت هجوما ينفذه عناصر من الكوماندوز البحري في كتائب «عزالدين القسام»، على أحد حقول الغاز والسيطرة عليه، والهيمنة على المنظومة التقنية التي تتحكم باستخراج الغاز في الحقل.

وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو الذي يثير الفزعَ لدى القيادة الإسرائيلية، يتمثّل في تمكّن عناصر «كوماندوز حماس» البحري من الوصول إلى الحقل عبر قوارب صيد، أو من خلال وسائل الغوص ومن ثم السيطرة عليه، وأسر كل العاملين في الحقل، والتعاطي معهم كرهائن.

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية، قد أعلنت عن فقدان جثتي جنديين في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية عام 2014، لكن وزارة الدفاع عادت وصنفتهما، مؤخرا، على أنهما مفقودان وأسيران.

وإضافة إلى الجنديين، تتحدث (إسرائيل)، عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية.

وترفض حركة حماس تقديم معلومات حول الإسرائيليين المفقودين، إلا أن ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام، كان قد أعلن خلال الحرب الأخيرة على غزة، أن الجندي الإسرائيلي «أورون شاؤول»، أسير لديه. 

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي، أعلنت كتائب القسام في 20 من يوليو/تموز 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي، «شاؤول آرون»، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان «آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي حماس.

وشنت «إسرائيل» في السابع من يوليو/تموز 2014، حربا على غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى استشهاد 2322 مواطنا، وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية مقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 شخصا، بينهم 740 عسكريا.

 

  كلمات مفتاحية

البحرية الإسرائيلية غزة حرب غزة 2014 كوماندوز القسام

«القسام» تنشر تفاصيل عملية عسكرية نفذتها داخل موقع إسرائيلي خلال حرب غزة

«القسام» تطلق 13 صاروخا نحو البحر في أكبر تجربة صاروخية منذ حرب غزة

‏أزمة خطيرة تعصف بالجيش الإسرائيلي: جنود وضباط أهم وحدة استخبارات «يهربون»

«يديعوت أحرونوت»: (إسرائيل) تؤكد قلقها من تعاظم ترسانة «القسام» العسكرية