«يديعوت أحرونوت»: (إسرائيل) تؤكد قلقها من تعاظم ترسانة «القسام» العسكرية

الأحد 23 أكتوبر 2016 09:10 ص

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الأحد، إن الجناح العسكري في حركة «حماس»، كتائب «عز الدين القسام»، «يجري تدريبات، على مقربة من الحدود مع (إسرائيل) على إطلاق صواريخ بعيدة المدى».

وأشارت الصحيفة إلى أن «حماس ليست معنيةً في الفترة الحاليّة بمُواجهةٍ عسكريّةٍ مع الجيش الإسرائيلي، ولكنّ إجراء التدريبات، بشكلٍ علنيٍّ، يُثير الكثير من التساؤلات في الجانب الإسرائيليّ حول نيتّها وخططها في المُستقبل».

وتابعت «لكن أكثر ما يُقلق صنّاع القرار في تل أبيب هو مُواصلة الحركة في بناء ترسانتها العسكريّة، على الرغم من الحصار المفروض على قطاع غزّة».

ونشرت الصحيفة صورا لتدريبات حماس، والتي جرت بحسبها يوم أوّل من أمس الجمعة، كما نشرت على موقعها الإلكتروني فيديو تم تصويره من قبل مُستوطن إسرائيليّ يسكن بالقرب من الحدود، بمستوطنة «نتيف عهسراه»، والذي يُوثّق التدريب النوعيّ والخطير لحركة حماس، على حدّ تعبيرها.

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب أن «حماس تُواصل استعداداتها للحرب المُقبلة، مع أنّها ليست معنيّة في الفترة الحاليّة بإشعال حربٍ جديدة». 

وقدّرت المصادر أنّ الجيش الإسرائيليّ يُراقب ويُتابع هذه التدريبات، ولكنه لا يقوم بالردّ على تدريبات حماس، وذلك في محاولةٍ منه للحفاظ على الهدوء القبل للانفجار في كلّ لحظةٍ بين الطرفين.

وأكدت الصحيفة أن سكان المُستوطنات الإسرائيليّة في الجنوب، وتحديدًا في ما يُطلق عليه «غلاف غزة»، باتوا أكثر قلقًا، ليس بسبب تدريبات حماس فقط، بل من قيام الجيش الإسرائيليّ بإبلاغهم بأنّه في يوم الثلاثاء القادم، أيْ بعد غدٍ، سيتوقّف الجيش عن حراسة المُستوطنات من قبل جنوده.

من جانبه، رأى «إيلي أفيدار»، ممثل (إسرائيل) السابق لدى قطر، أنه منذ «عملية الرصاص المصبوب (2008) أقامت حماس كما ترى ميزان رعب حيّال إسرائيل، بموجبه لا تعمل بشكلٍ مباشرٍ ضدّ إسرائيل من حدود غزة، سواءً بإطلاق الصواريخ أوْ بإرسال الخلايا في الأنفاق، بينما إسرائيل تمتنع عن هجمات مباشرة على أهداف المنظمة الإستراتيجية وعلى مسؤوليها».

وتابع أن «المواجهة تجري بين الطرفين في ساحات بديلة وبقوى منخفضة، إسرائيل تدمر بمنهجية الأنفاق الهجومية لحماس وتعمل ضدّ بنيتها الإرهابية التحتية في الضفة الغربية».

وأكد أن «حماس تبادر إلى القيام بعملياتٍ في أراضي السلطة الفلسطينيّة بالضفّة الغربيّة، وهكذا تكسب حماس على حد نهجها مرتين: تضرب الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، كما تُشدد الضغط على محمود عبّاس، وتُحقق النقاط في الرأي العام الفلسطينيّ، وتُنجز على حد فهمها روافع ضغط أخرى حيّال إسرائيل»، على حدّ تعبيره.

وأوضح أنّ النهج، المتمثل بالتآكل التدريجيّ للوضع الراهن، لم يولد في غزة، فمن طورّه كان «حسن نصر الله»، الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، منذ التسعينيات وقبل الانسحاب الإسرائيليّ من الحزام الأمنيّ، و«يؤمن نصر الله بأنّ المجتمع الإسرائيليّ هش، وأن تنقيط العمليات والإنجازات العملياتية تدفعها إلى اليأس والانسحابات، فالانسحاب من لبنان جعل حزب الله بطلًا في العالم العربي ودفع منظمات عديدة، وعلى رأسها حماس، لمحاولة تبنّي طريقة عمله».

وتساءل «هل اقتربت المواجهة بين الطرفين؟ وأجاب: يصعب توقع المحفز للعمل مسبقًا، يُحتمل أنْ يكون انحراف بضعة أمتار لمقذوفة صاروخية انفجرت في وسط سديروت، وأدّت إلى إصابات في الأرواح، هو كل ما يلزم لإخراج الجيش الإسرائيلي إلى حربٍ أخرى في القطاع».

وأضاف «يحتمل بالذات لأنّ وزير الأمن الجديد، أيْ أفيغدور ليبرمان، يفكر بجدية بإسقاط حماس، وبالتالي فإنّ طول نفسه حتى لحظة الخروج إلى الحرب سيكون أطول، وذلك كي يصل إلى المواجهة مع كامل الدعم الجماهيري والدولي. في هذه الأثناء يبدو أنّ الرد الواسع نسبيًا لإسرائيل في القصف الأخير على القطاع أدى إلى هدوء معين».

ولكن المُستشرق الإسرائيليّ، الذي خدم لفترةٍ طويلةٍ في الموساد، استدرك قائلا إنه «طالما واصلت حماس قراءة إسرائيل من خلال المفهوم المغلوط لنصر الله، فإننّا نواصل السير نحو مواجهةٍ شاملةٍ، والتي فقط بسبب الحظ لم تقع حتى الآن».

ويبدو أنّ أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، هو ليس فقط الأنفاق الهجوميّة التي تقوم حماس بحفرها، بل القوّة البحريّة التي شكّلتها الحركة، وتقوم بتدريبها بشكلٍ مكثفٍ، كما قالت المصادر الإسرائيليّة لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.

 

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي، أعلنت كتائب القسام في 20 من يوليو/تموز 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي، «شاؤول آرون»، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان «آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي حماس.

وشنت «إسرائيل» في السابع من يوليو/تموز 2014، حربا على غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى استشهاد 2322 مواطنا، وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية مقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 شخصا، بينهم 740 عسكريا.

  كلمات مفتاحية

القسام حماس تل أبيب قطاع غزة المستوطنات الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية

قائد البحرية الإسرائيلي: «القسام» أحبطت توغلا للجيش خلال حرب 2014

كتائب «القسام» تحذر (إسرائيل): رفع الحصار عن غزة أو الانفجار