الغارديان: القاهرة تتراجع عن رواية المتورطين في قتل «ريجيني»

السبت 24 سبتمبر 2016 05:09 ص

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن السلطات المصرية تراجعت عن رواية تورط تشكيل عصابي في قتل الباحث الإيطالي «جوليو ريجيني» خلال وجوده بالقاهرة في يناير/كانون ثان الماضي، والذي تؤكد دلائل كثيرة على تورط قوات الأمن المصرية في قتله.

وقالت الصحيفة في عددها اليوم السبت إنه منذ ستة أشهر بدأ «إبراهيم فاروق»، وهو طالب يقود سيارة أجرة للحصول على دخل إضافي، يومه بتوصيل أربعة رجال من منطقته إلى حي آخر في القاهرة.

وكان أفراد المجموعة التي أوصلها، وهم ثلاثة رجال من أسرة واحدة وصديق لهم، من ذوي سجلات الإجرام ولكنهم ليسوا مجرمين عتاة، حيث أمضى اثنان منهما فترة عقوبة في السجن لسرقة محفظة، وكان الثالث مدمنا للمخدرات.

وقال أقارب الرجال للصحيفة إنهم كانوا في طريقهم إلى منطقة التجمع الخامس شرقي القاهرة للعمل في طلاء منزل، ولكنهم لم يصلوا إلى هناك قط، حيث قتلوا بوابل من رصاص الشرطة.

وأضافت الصحيفة أنه بعد ساعات من مقتلهم اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم كانوا ضمن تشكيل عصابي يستهدف الأجانب.

ووفقا للشرطة المصرية، فإن مداهمة منزلهم ربطت بينهم وبين جريمة نكراء هي التعذيب الوحشي ثم مقتل الباحث وطالب الدراسات العليا الإيطالي «جوليو ريجيني».

وأضافت الصحيفة أنه كان قد عثر على جثمان «ريجيني»، طالب الدكتوارة في جامعة كامبريدج الذي كان يجري بحثا شائكا عن نقابات العمال في مصر قبل ذلك ذلك التاريخ بسبعة أسابيع ملقى على جانب الطريق. 

وكان جثمان «ريجيني»، الذي اختفى في ذكرى الانتفاضة المصرية يوم 25 يناير/كانون ثان، مشوها وتتضح عليه آثار التعذيب.

الصحيفة أشارت إلى أنه عقب ذلك نشرت السلطات المصرية صور جواز سفر ريجيني وبطاقاته المصرفية وقالت إنها عثرت عليها في منزل المتهمين القتلى.

وتابعت أن السلطات الإيطالية، التي تسعى للوصول إلى الحقيقة بشأن مواطنها، هونت من شأن مزاعم السلطات المصرية بشأن التشكيل العصابي، وقالت إن مقتل الخمسة جاء للتستر على أن مقتل «ريجيني جاء جراء التعذيب على يد سلطات الأمن المصرية.

وإثر عدم قناعة روما بالأمر، على حد قول الصحيفة، تراجعت السلطات المصرية عن رواية التشكيل العصابي.

وقالت أسر القتلى، الذين اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم أعضاء العصابة التي قتلت رجيني، للصحيفة إن الكثير من المتعلقات، التي صورتها الشرطة ونشرتها على أنها متعلقات ريجيني، تعود ملكيتها للقتلى مثل حافظة نقود ونظارة شمس.

وتحدثت الصحيفة إلى «آية خالد»، خطيبة إبراهيم فاروق سائق السيارة، التي قالت لها إنه لم يكن عضوا في أي عصابة، وأنه قتل ظلما.

وتقول الصحيفة إن آية تأمل في مقاضاة الشرطة بشأن مقتل خطيبها، وتستدرك الصحيفة قائلة إنها حتى تقوم بذلك عليها أن تقف في وجه حبائل وآليات جهاز الدولة المصرية بأكمله.

فرضية كاذبة

وكانت النيابة العامة في روما، قد ذكرت في وقت سابق أن الزعم بقتل «ريجيني على يد عصابة إجرامية هي فرضية كاذبة أعدتها السلطات المصرية لتضليل التحقيقات.

وتوترت العلاقات بشكل حاد بين مصر وإيطاليا، على خلفية مقتل «ريجيني (28 عامًا)، الذي كان موجوداً في القاهرة منذ سبتمبر/أيلول 2015، وعثر عليه مقتولا على أحد الطرق غرب القاهرة، وعلى جثته أثار تعذيب، في فبراير/شباط الماضي.

وفي 8 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت روما استدعاء سفيرها في مصر، للتشاور معه بشأن القضية التي شهدت اتهامات من وسائل إعلام إيطالية للأمن المصري بالتورط في قتله وتعذيبه، بينما تنفي السلطات المصرية صحة هذه الاتهامات.

وفي 25 مارس/أذار الماضي، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا قالت فيه إنها «عثرت على حقيبة بها متعلقات «ريجيني» بحوزة شقيقة زعيم عصابة إجرامية، قتل أفرادها الأربعة في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في القاهرة.

وأثار البيان عاصفة انتقادات ساخرة من إعلاميين ونشطاء مصريين للرواية التي قدمتها الوزارة، كما فشل في إقناع المحققين والسياسيين الإيطاليين، فضلًا عن أسرة الضحية والرأي العام في إيطاليا.

لكن القاهرة عادت وقالت إنها لم تربط بين مقتل «ريجيني» والعثور على متعلقاته لدى عصابة إجرامية.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة إيطالية، عن وجود مستند، تم الكشف عنه مؤخرا يؤكد أن «ريجيني» كان ضحية الصراع بين الأجهزة الأمنية المصرية.

وقالت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، إنها حصلت على أدلة جديدة من مصادر مخابراتية وتحقيقية، حيث حصلت على مستند باللغة العربية بتاريخ 25 أبريل/نيسان 2016، تم إرساله إلى السفارة الإيطالية في سويسرا، والذي أُرسل إلى نيابة روما في الأسابيع المنصرمة.

ووفق الصحيفة، تعد هذه الوثيقة المجهولة هي الثانية من نوعها (الأولى تم إرسالها إلى جريدة لاريبوبليكا) والتي أمدت بمعلومات حول قضية «ريجيني» واردة من مؤسسات رئيسية تمثل السلطة التنفيذية في مصر.

يشار إلى أن استطلاعًا للرأي، أجراه التلفزيون الرسمي الإيطالي الشهر الماضي، كشف عن اعتقاد غالبية الإيطاليين، بـ«مسؤولية السلطات المصرية عن مصرع ريجيني».

  كلمات مفتاحية

إيطاليا مصر ريجيني

نيابة روما: فرضية مصر بشأن مقتل «ريجيني» على يد عصابة إجرامية كاذبة