«سعودي أوجيه» تنهي عقود موظفيها العاملين في مجمع المصحف الشريف بالمدينة

الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 04:09 ص

أنهت شركة سعودي أوجيه المشغلة لمطبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة عقود جميع عمّالها وموظفيها العاملين بالمجمع اعتباراً من مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وأرجعت الشركة قرارها إلى انتهاء مدة تمديد عقد الشركة بالمجمع، ما يعد إنهاءً لنشاط الشركة وجميع عمالها وموظفيها العاملين في المجمع، بحسب صحف سعودية.

ودعت الشركة العمال والموظفين إلى مراجعة إدارة الموارد البشرية لإتمام إجراءات إنهاء العقود، كما دعت موظفيها السعوديين الراغبين في التسجيل في برنامج ساند إلى تسجيل بياناتهم للاستفادة من البرنامج.

وجاء انتهاء العقد التشغيلي بناء على خطاب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع.

وشهدت الفترة اﻷخيرة تذمرا كبيرا من موظفي المجمع وذلك لتأخر استلام الرواتب الخاص بهم لأكثر من ثلاثة أشهر مما أوقع الكثير منهم بعدة مشاكل مالية.

وكانت الشركة المملوكة لعائلة رئيس الوزراء اللبناني السابق «سعد الحريري» واحدة من شركتي مقاولات عملاقتين كلفتا بتنفيذ خطط التنمية الكبرى وتطوير البنية التحتية للمملكة وبناء شتى المرافق من منشآت الدفاع إلى المدارس والمستشفيات.

وأثر هبوط أسعار النفط منذ منتصف 2014 وما أعقبة من خفض حاد للإنفاق الحكومي بشكل كبير على قطاع المقاولات في المملكة وعلى أوجيه بوجه خاص بالنظر إلى حجم الشركة واعتمادها على العقود الحكومية.

والحكومة السعودية مدينة لـ«سعودي أوجيه» بنحو 30 مليار ريال (ثمانية مليارات دولار) عن الأعمال التي نفذتها الشركة وذلك حسبما أفاد مصدر مطلع في السعودية في علامة على الضغوط على المالية العامة للبلاد جراء هبوط أسعار النفط.

ومع تأخر الحصول على هذه المبالغ الطائلة كافحت «أوجيه» لسداد التزاماتها التي تشمل 15 مليار ريال من القروض ومليارات أخرى تدين بها للمقاولين والموردين ونحو 2.5 مليار ريال رواتب متأخرة ومكافآت نهاية الخدمة للعمال.

ولم يتضح السبب وراء إنهاء الحكومة السعودية محادثات إنقاذ الشركة التي قد يتسبب انهيارها في صدمة للقطاع المصرفي السعودي وللاقتصاد بوجه عام.

وتعادل 15 مليار ريال من الديون نحو ثلثي الأرباح المجمعة للبنوك السعودية في النصف الأول من 2016 إلا أن الوضع القوي الذي تتمتع به البنوك السعودية من حيث متانة رأس المال وتدني مستوى الديون غير العاملة قد يعني عدم تأثر النظام المصرفي في حالة شطب هذه الديون.

وقد يتسبب انهيار «سعودي أوجيه» كذلك في موجة تعثر بين شبكتها الواسعة من الموردين ومقاولي الباطن وهم بدورهم من دائني «أوجيه».

وربما كان الجانب الإنساني المتعلق بمشاكل الشركة هو الأكثر أهمية إذ بات يؤثر تخلف «أوجيه» عن سداد التزاماتها على آلاف العمال من جنوب آسيا الذين تعاقدت معهم الشركة ويعيش معظمهم في مخيمات صحراوية.

وقال عمال من الشركة لـ«رويترز» الشهر الماضي إن «أوجيه» توقفت عن تزويد العديد من المخيمات بخدمات الطعام والكهرباء والصيانة والرعاية الطبية.

وحظت «أوجيه» بعلاقة وثيقة مع السلطات السعودية منذ تأسيسها عام 1978 على يد «رفيق الحريري» رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الذي ساعدت علاقاته القوية بالأسرة الحاكمة في المملكة الشركة في أن تصبح الخيار الأول لتنفيذ المشروعات إلى جانب مجموعة بن لادن السعودية.

لكن هبوط أسعار النفط غير هذا الترتيب مع تأجيل المملكة لمشروعات البنية التحتية وتأخر سداد مستحقات المقاولين وهو ما سبب مشاكل مالية كبيرة لشركة بن لادن السعودية أيضا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية سعودي أوجيه مجمع المصحف الشريف