الوكالة اللبنانية الرسمية تبث تصريحات نارية وجهها مسؤول بـ«حزب الله» للسعودية

الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 04:09 ص

نشرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، اليوم الثلاثاء، تصريحات نارية لـ«نعيم قاسم»، نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، تضمنت اتهامات حادة للسعودية.

ومن المتوقع أن تساهم خطوة بث الوكالة اللبنانية لهذه التصريحات في تفاقم السخط السعودي على الحكومة اللبنانية؛ حيث تمر العلاقات بين البلدين بتوتر حاد بدأ منذ أشهر.

وقال قاسم، في كلمة له خلال مهرجان في بيروت: «اليوم كلنا نعاني من أزمة التكفير والتكفيريين (حسب وصفة) في لبنان والمنطقة والعالم، لا يوجد بلد في العالم لا يعاني من أزمة التكفيريين».

وتساءل: «من هو الذي أوجد لنا هذه الأزمة؟»، قبل أن يضيف مجيبا على سؤاله: «أمريكا والسعودية، أمريكا أوجدت لهم مظلة سياسية ودعما عسكريا وجرت الدول إلى دعمهم، والسعودية دفعت الأموال حتى اضطرت أن تأخذ من صندوقها السيادي، وتقع في عجز مالي، وهي تدمر في سوريا واليمن والعراق، وأماكن أخرى من أجل إبقاء هؤلاء على قوتهم وقدرتهم»، على حد ادعائه.

وواصل تساؤلاته وادعاءاته قائلا: «كيف تجمع التكفيريون في الرقة (شمالي سوريا)؟ وكيف اجتمعوا في الموصل (شمال العراق)؟، ألم يأتوا من ثمانين بلدا عبر تركيا والأردن والمال السعودي والقطري، والدعم الأمريكي الفرنسي والأوروبي والبريطاني، والغطاء الإعلامي والسياسي الذي ترعاه أمريكا في العالم».

واستطرد: «ليكن معلوما: قوة التكفيريين ليست ذاتية، وعندما تمت مواجهتهم من قبل الأبطال المواجهين وأصحاب الشرف والكرامة أذلوا في أماكن مختلفة، وطردوا من أماكن مختلفة، وقتلوا في أماكن مختلفة، والانتصارات تتالى على هؤلاء التكفيريين رغم اجتماع العالم معهم».

ويخلط «حزب الله» اللبناني، الذي تتهمه السعودية بأنه أحد أذرع إيران للهيمنة على المنطقة،  بين المعارضة السورية التي تطالب بالديموقراطية وإنهاء حكم «بشار الأسد»، وبين تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ حيث يضع الطرفان في بوتقة واحدة ويصفهم بـ«التكفيريين».

«قاسم» واصل هجومه الحاد على السعودية، متسائلا: «ماذا حصدت السعودية؟»، وأجاب: «السعودية جعلت سوريا تخسر مئات الآلاف من الشهداء والضحايا، ودمرت هذا البلد الذي وصل إلى مرحلة متقدمة».  

وإلى جانب «الحرس الثوري الإيراني» وقوات روسية، يدعم «حزب الله» رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، في قمعه للثورة الشعبية المستمرة ضد حكم الأخير منذ مارس/آذار 2011، والتي أدت إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى، وإلى تشريد نحو 8 ملايين سوري.

ويظل الخلاف على وضع رئيس النظام، «بشار الأسد»، خلال المرحلة الانتقالية في سوريا عائقا أمام التوصل إلى حل للأزمة رغم خوض عدة جولات من الحوار.

وبينما يعتبر النظام السوري أن مناقشة مصير «الأسد» هو خط أحمر، وهو بيد الشعب وحده، ترفض المعارضة السورية ودول خليجية، في مقدمها الدوحة والرياض، أي استمرار لـ«الأسد» في مستقبل سوريا.

وتطرق المسؤول في «حزب الله»، في تصريحاته اليوم إلى الحرب في اليمن، مدعيا أن «السعودية تدمر اليمن؛ لأن اليمن لم ينصع إليهم».

وتسائل مستنكرا: «كيف ينصاع (اليمن) إليكم إذا كان (عبد ربه منصور) هادي المعزول رئيس البلاد السابق (حسب وصفه) لم يجد مكانا في اليمن ليحكم من خلاله إلا مع قلة في العدد والمساحة».

 وأضاف: «الأغلبية الساحقة من الشعب اليمني تريد حريتها واستقلالها، والجيش اليمني مع الشعب، والشعب عندما ترونه فهو مستعد لكل التضحيات، إذا ماذا تريد السعودية من اليمن غير القتل والدمار، وليكن معلوما: لو بقيت السعودية تقصف اليمن لسنوات وسنوات هذا الشعب اليمني سينتصر ولا يمكن أن ينهزم».

ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا في محاولة لإنهاء تمرد بدأته ميليشيات موالية لـ«الحوثيين» والرئيس السابق «على عبدالله صالح»، في الثلث الأخير من العام 2014؛ الأمر الذي أسفر عن استيلائهم على أنحاء واسعة من اليمن.

وبمساعدة التحالف اليمني، تمكنت قوات يمنية تتبع حكومة الرئيس «هادي» من استعادة الكثير من المناطق التي خسرتها، وتسعى حاليا إلى استعادة العاصمة صنعاء.

وتدعم إيران و«حزب الله» القوات الموالية لـ«صالح» و«الحوثيين» في تمردهم باليمن.

وعن الشأن الداخلي اللبنان، قال «قاسم»: «نظروا علينا كثيرا، وقالوا لا نريد أن نورط لبنان في أزمة المنطقة، من يورط لبنان؟ التكفيريون يورطون لبنان، وأمريكا تورط لبنان، والسعودية تورط لبنان، أسجل بكل جرأة أنه لولا حزب الله القوي القادر المصمم الذي يريد للبنان الاستقرار وحمى الاستقرار ومنع الفتنة وتحمل المصاعب وقاتل إسرائيل من جهة والتكفيريين من جهة لما كان هناك استقرار في لبنان».

وتابع: «أشهد أن أمريكا والدول الأوروبية يريدون استقرار لبنان، من أجل أن يكون مركزا للجوء السوري كي لا يذهب النازحون السوريون إلى أوروبا وبلدانهم، أي يريدون لبنان مستودعا للنزوح بعد أعمالهم البشعة في قتل الشعب السوري».

وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزما متصاعدا منذ أن اتخذت السعودية قراراً في فبراير/شباط الماضي، بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؛ بسبب ما اعتبرته هيمنة «حزب الله» على القرار السياسي في لبنان.

وتوالت القرارات التصعيدية من دول الخليج ضد لبنان، والتي شملت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطرد لبنانيين يعملون لديها، والتهديد بسحب ودائع مصرفية، وصولا إلى تصنيف «حزب الله» من قبل مجلس التعاون الخليجي على أنه منظمة إرهابية في مارس/آذار الماضي.

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان حزب الله نعيم قاسم

نائب أمين عام «حزب الله» يتهم السعودية بالعمل على التطبيع مع (إسرائيل)