الاحتلال يعلن وفاة «شيمون بيريز» سفاح «قانا» و«أبو النووي الإسرائيلي»

الأربعاء 28 سبتمبر 2016 03:09 ص

توفي الرئيس الإسرائيلي السابق «شمعون بيريز» فجر اليوم الأربعاء عن عمر ناهز الثالثة والتسعين بعد إصابته بجلطة في الدماغ، حسب إذاعة صوت إسرائيل.

ويعد «بيريز» من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومطلق الاستيطان في الضفة الغربية، والمسؤول عن مقتل ستة من فلسطينيي الخط الأخضر في يوم الأرض عام 1976، ومذبحة قانا جنوبي لبنان عام 1996، ورغم ذلك، فإن الغرب يُصنفه ضمن دعاة السلام، فقد حاز على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع الزعيم الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل «إسحاق رابين»، ويعرف «بيريز» بأنه مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي.

وأدخل «بيريز» إلى قسم العناية المركزة في مستشفى «تل هشومير» شرقي تل أبيب منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، بعد إصابته بجلطة دماغية قبل نحو أسبوعين، دخل على إثرها في غيبوبة.

ودُعي أفراد عائلة «بيريز» أمس الثلاثاء لوداعه في المستشفى إثر تدهور جديد طرأ على حالته الصحية.

وقد زاره في المستشفى رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» والرئيس الإسرائيلي الحالي «روفين ريفلين».

المولد والنشأة

ولد «شمعون بيريز»  يوم 2 أغسطس/آب 1923 في بولندا، وهاجر مع عائلته إلى فلسطين عام 1934. والده «يتسحاق»، تاجر أشجار ثري، ووالدته سارة أديبة. تزوج شمعون من سونيا التي توفيت عام 2011 وقد أنجبا ثلاثة أولاد.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه في مراحله الابتدائية بمستوطنة بن شيمن، ثم التحق بمدرسة الزراعة وتخرج فيها منتصف الأربعينيات.

الوظائف والمسؤوليات

تولى «بيريز» مناصب عديدة في المجالين العسكري والسياسي حيث تولى عام 1949 مسؤولية البحرية، وأصبح مديرا عاما للوزارة طوال الفترة 1953-1959، انتخب بعدها عضوا بالكنيست.

شغل في الفترة 1959-1965 منصب وزير الدفاع، ثم وزيرا للهجرة والإعلام حتى 1969-1970، تولى بعدها حقيبة المواصلات والاتصالات، ثم وزيرا للدفاع مرة أخرى خلال الفترة 1974-1977.

تولى منصب رئيس الوزراء بالتناوب مع «إسحق رابين» ثم نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية في الفترة 1986-1988، شغل بعدها منصب وزير المالية.

عيّن «بيريز» مجددا وزيرا للخارجية بعد عودة حزب العمل للحكم عقب انتخابات 1992، وتولى رئاسة الوزراء يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 بعد اغتيال رابين.

ومن يوليو/تموز 1999 حتى مارس/آذار2001، شغل بيريز منصب وزير التعاون الإقليمي، ثم عين وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء أرييل شارون إلى أن استقال في أكتوبر/تشرين الأول 2002.

عاد إلى منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في يناير/كانون الثاني 2005، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2007 انتخب رئيسا لإسرائيل حتى يونيو/حزيران 2014 حيث خلفه «روفين ريفلين» من حزب الليكود.

التوجه السياسي

يعد «بيريز» من مؤسسي حزب العمل، لكنه غير انتماءه السياسي وانضم إلى حزب كاديما وبرر ذلك بأن الحزب الجديد يهدف لتشجيع السلام، هدف حياته، على حد قوله.

التجربة السياسية

اختير رئيسا لفرع الشباب بحركة العمل الشبابية عام 1943، وانضم إلى عصابات الهاغاناه عام 1943، وعام 1947 أصبح مسؤولا عن مشتريات قوات الهاغاناه، واستمر إلى ما بعد حرب 1948 التي انتهت باحتلال فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل.

ترك «بيريز» حزب ماباي عام 1965 ليؤسس مع «ديفد بن غوريون» حزب رافي ثم عاد للعمل على توحيد الحزبين عام 1968 تحت اسم حزب العمل الإسرائيلي، وأصبح زعيما له عام 1977.

دخل في حكومة الوحدة الوطنية مع «رابين» في الفترة من 1984-1986، وقاد المعارضة داخل الكنيست من خلال حزب العمل بالفترة من 1990-1992.

وعقب توليه حقيبة الخارجية شرع في مفاوضات تمخضت عن توقيع إعلان المبادئ مع منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر/أيلول 1993، تقاسم بعدها جائزة نوبل للسلام مع رابين وياسر عرفات. وفي أكتوبر/تشرين الأول 1994 وقع معاهدة السلام مع الأردن.

يوم 11 أبريل/ نيسان 1996 بدأ بأمر من بيريز عدوان عسكري شامل ضد لبنان سمي «عناقيد الغضب» لمحاولة القضاء على المقاومة، قصف فيه مدن لبنان بما فيها العاصمة بيروت.

ويوم الـ 18 من الشهر نفسه لجأ مئات اللبنانيين معظمهم نساء وأطفال بقرية قانا لمركز تابع لـالأمم المتحدة هربا من جحيم القصف الإسرائيلي الذي مس أيضا المركز فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلا وجريحا مدنيا أكثرهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

في عام 2005 غادر بيريز حزب العمل بعد خسارته الانتخابات الداخلية أمام عمير بيريتس، والتحق بحزب كاديما.

وخلال مساره السياسي، سجل رقما قياسيا في الهزائم بالانتخابات التشريعية أعوام 1977 و1981 و1984 و1988 و1996، ما جعله يوصف بـ«الخاسر الأبدي». غير أنه كان ينهض مجددا بعد كل هزيمة.

سعى «بيريز» خلال العقدين الأخيرين لتطبيع العلاقات مع الدول العربية، ومحاولة الظهور بمظهر رجل السلام، لكن ذلك لم يغط حقيقته وشهرته داخل إسرائيل كمهندس للبرنامج النووي، إذ كان له دور كبير في بناء مفاعل ديمونة.

ولطالما اعتبر «بيريز» أن الغموض والشائعات التي تثار حول منشأة ديمونة النووية عامل ردع قوي لأعداء إسرائيل.

ونقلت صحيفة «جيروزاليم» بوست عنه قوله باجتماع مع سفراء وقناصل إسرائيل «إن وجود أسلحة نووية ومنشأة نووية بديمونة يمكن أن تشكل عامل ردع كاف لمنع أي اعتداء قد يشنه أعداء الدولة اليهودية عليها».

وفي عام 2007، كشف كتاب عن السيرة الذاتية لبيريز أن إسرائيل وفرنسا أبرمتا منتصف القرن الماضي اتفاقا سريا للتعاون في إنتاج قنبلة نووية.

وصرح المؤرخ الإسرائيلي «ميخائيل بارزوهار» (مؤلف الكتاب) بأنه استقى معلوماته من وثائق أفرجت عنها الحكومتان الإسرائيلية والفرنسية.

مع ذلك، تعرض بيريز في سبتمبر/أيلول 2016  لجلطة دماغية وصفت بالخطيرة، ونقل على إثرها إلى غرفة العناية المركزة في مستشفى تل هاشومير بتل أبيب.

المؤلفات

ألف بيريز عدة كتب من بينها ا«لمرحلة القادمة» و«الحرب كانت طويلة والسلام كان صعبا» (بالاشتراك مع بطرس بطرس غالي) و«وقت للحرب ووقت للسلام» (بالاشتراك مع روبرت لافتون) بالإضافة إلى كتب أخرى.

المصدر | الخليج الجديد+ وكالات

  كلمات مفتاحية

شيمون بيريز بيريز دولة الاحتلال (إسرائيل)

كيف كان يتنكر بيريز خلال زياراته السرية إلى الأردن؟