استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يوم القيامة في حلب!

الخميس 29 سبتمبر 2016 03:09 ص

هكذا كتب السياسي والناشط السوري، الصديق د. عبدالرحمن الحاج، على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهي الصفحة التي تملؤها، كما هي حال كثير من صفحات السوريين، صور الأطفال الذين قضوا في المذابح المروعة هناك، ومشاهد من القصف العنيف الذي سوى أغلب أحياء حلب الشرقية بالأرض، ما أدى -وفق التقديرات الدولية- إلى مقتل وإصابة الآلاف، خلال أيام فقط، نسبة كبيرة منهم من الأطفال!

لماذا القصف الروسي العنيف وتعمد استهداف المدنيين؟ الهدف واضح، وهو تركيع المعارضة وإجبارها على الخضوع، وإيصال رسالة واضحة لهم بأن الروس مصرون على إنهاء حالة حلب مهما كان الثمن، حتى لو أبيدوا جميعا؛ وأنه لا أحد في العالم اليوم يقف في وجه بوتين وحلفائه الإيرانيين، ولن يساعد أي طرف إقليمي أو دولي السوريين المحاصرين في حلب الشرقية.

الخيار الوحيد الذي يقدمه الروس للمقاومة السورية، بعد انهيار المحادثات في أمريكا وتبخر الهدنة العسكرية، هو الاستسلام والخروج لا غير، واستنساخ ما حدث في داريا في حلب، أي تطهير طائفي وهندسة ديمغرافية.

على العموم، الروس محقون، ورهانات المعارضة سابقا على وجود حلفاء خاطئة؛ فلا أحد مع السوريين في حلب اليوم، لا أحد على الإطلاق. ولعل العامل الحاسم في هذه "المعادلة" ليس الموقف الأمريكي المتخاذل أصلا، بل هو الموقف التركي بعد الانقلاب، ما تحدثنا عنه سابقا مرارا. فأردوغان ترك حلب اليوم لتباد، وفضل الالتفات إلى مصالحه وأمنه الوطني ومواجهة الكابوس الكردي على حدوده الجنوبية، واستبدال المقاربة السابقة بإقامة منطقة آمنة في شمال حلب.

هل جاء ذلك وفق صفقة مع روسيا وإيران، بعدما ساعد الأتراك الحلبيين مؤخرا على كسر الحصار في منطقة الراموسة، قبل أن يعود الروس والإيرانيون وجيش بشار إلى إحكامه مرة أخرى؟ أظن ذلك؛ فالتغير في الموقف التركي واضح تماما، ويشي بوجود تفاهمات تركية مع الروس والإيرانيين من جهة، والأمريكيين من جهة أخرى، أي استدارة تركية كاملة في سورية.

ماذا عن باقي الأطراف؟ السعودية تراجع دورها بصورة ملحوظة أيضا، أولا بسبب التراجع التركي، وثانيا الإرهاق من حرب اليمن، وثالثا الضغوط الدولية عليها وإلصاق تهمة دعم الإرهاب بها؛ إذ رأينا كيف أن الكونغرس الأمريكي يعد لمواجهة "فيتو" الرئيس باراك أوباما، فيما يتعلق بحق أمريكيين بمقاضاة الحكومة السعودية في مسؤوليتها عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

الأطراف العربية الأخرى مشلولة تماما، وهناك من يقف إلى جانب الأسد إما علنا أو سرا. أما الأمريكيون والأوروبيون فبالرغم من انهيار الهدنة وتوقف محادثات السلام راهنا، فإنهم لن يتدخلوا في دعم المعارضة عسكريا، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

بالطبع الرهانات الضعيفة الأخرى تلاشت تماما، مثل الرئيس الإصلاحي في إيران حسن روحاني، الذي أصبح أكثر تشددا من قاسم سليماني في الملف السوري.

لماذا نذهب بعيدا؟ أين هي المعارضة في الجنوب السوري في درعا، مهد الثورة، والمحطة القادمة لتصفية حسابات النظام وشركائه الإيرانيين؟ فالفصائل هناك لم تحرك ساكنا تجاه ما يحدث في حلب، وكأنها تعيش في دولة أخرى، رغم تململ بعض فصائل الجبهة الجنوبية، إلا أن ارتباط المقاومة هناك بالحسابات الإقليمية جعلها مكبلة اليدين تماما.

ما لا تدركه المقاومة في درعا أن أهوال القيامة المقبلة ستكون في درعا؛ إن لم تكن روسية، فهي إيرانية، وأن المثل العربي الشهير ينطبق عليهم تماما "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وكل الضمانات والوعود الحالية ستذوب مباشرة!

* د. محمد سليمان أبورمان - باحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية مهتم بالحركات الإسلامية والإصلاح والتحول الديمقراطي

  كلمات مفتاحية

سوريا حلب المعارضة المدنيين روسيا إيران السعودية

مقتل قائد ميليشيات «عصائب أهل الحق» الشيعية العراقية في حلب السورية

العالم يترقب تحديث ساعة يوم القيامة.. ما القصة؟