شهدت محافظات مصرية مساء أمس الأحد، احتفالات صوفية صاخبة بمناسبة العام الهجري الجديد.
وتتسم احتفالات الصوفيين بالمناسبات الدينية بطقوس معينة منها حمل الدفوف، والتمايل رقصا، وترديد عبارات المديح للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
شارك في الاحتفالات التي انطلقت في مواكب من مسجد سيدي صالح الجعفري، بمنطقة الدراسة، مرورًا بشارع الأزهر الشريف، وصولاً إلى مسجد الحسين (القاهرة الإسلامية)، عدد من الطرق والجماعات الصوفية، من بينها "الحامدية الشاذلية والعزمية والدسوقية والرفاعية والسادة البيومية، وسط انتشار أمني مكثف.
وردد الصوفيون أناشيد «طلع البدر علينا»، وتواشيح الصلاة على النبي، كما احتشد المئات أمام ضريح الإمام الحسين بغرض الزيارة، فيما حملت الطرق الصوفية في الموكب لافتات عليها أسماء كل طريقة.
وفي بيان لها، قالت دار الإفتاء المصرية، بمناسبة هجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة المنورة، إن حكم المواكب احتفالاً بذكرى هجرة النبي أو مولده، أمر مقطوع بمشروعيته، مشيرة إلى احتفالات السلف الصالح بمولد الرسول، بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح.
ويمثل الاحتفال بذكرى هجرة النبي، مناسبة وقيمة دينية واجتماعية ترتبط بعادات وتقاليد الكثير من المصريين، مثلها مثل مولده ومولد آل بيته وأصحابه.
جدل سياسي وديني
الاحتفالات الصوفية بالهجرة النبوية أثارت جدلا سياسيا ودينيا بعد فتوى أصدرها الداعية السلفي الشيخ محمود لطفى عامر، تقضي بتحريم الاحتفالات بالهجرة النبوية الشريفة، معتبرًا ما تقوم به الطرق الصوفية أباطيل.
وقال «عامر»، فى بيان أمس الأحد، إن ما يقوم به الصوفية أفعال ما أنزل الله بها من سلطان، وتخالف صحيح الدين، مضيفًا، «يكثر الناس الحديث المكرر كل عام أو كل شهر أو كل أسبوع عن أعياد ما أنزل الله بها من سلطان».
وأضاف «عامر»، «الأعياد من شعائر الإسلام ولا شعيرة إلا بنص، وبالتالى لا عيد ولا احتفال باسم الإسلام إلا فى عيدين اثنين لا ثالث لهما، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى»، موضحًا أن أي أعياد أخرى باسم الدين غير الفطر والأضحى من البدع المنكرة والجهالات التى وفدت إلينا من أهل الكتاب والأمم الكافرة، وفق بيانه.
من جانبه، رد الشيخ عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية فى مصر، رئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب المصري، قائلا «الفتوى السلفية التى تحرم الاحتفال بذكرى هجرة رسول الله، فى غير محلها، فنحن نحتفل بذكرى هجرة الرسول والدروس المستفادة منها، ونعتبر هذه الاحتفالات سنة حسنة»، حسب قوله.
