استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«الغضبة» المضرية!

السبت 8 أكتوبر 2016 03:10 ص

في الوقت الذي اختلفت فيه ردود الفعل بعد انتشار خبر وفاة رئيس الوزراء السابق لدولة الاحتلال شمعون بيريز بين شامت متشفٍ ولعنات أهالي ضحايا أحد طغاة الاحتلال الكثيرين، يخرج علينا من جهة أخرى أحد أبناء جلدتنا (أي شخص عربي كويتي اسمه عبدالعزيز القناعي) ساخط على مشاعرنا الغاضبة تجاه بيريز.

يقول القناعي: «فما يهمني من وفاة شيمعون بيريز اليوم، ليس أنه يهودي أو محتل أو قاتل كما يدعي العرب والمسلمين، ولا يهمني أيضاً أنه إنسان حاصل على جائزة نوبل للسلام بعد أن قدّم خدمات كبيرة إلى شعبه وإلى قضية السلام بين إسرائيل والعرب، فهناك الكثير غيره من البشر الذين يرحلون كل يوم إلى العدم والفناء وقدموا الكثير للبشرية، بل ما يهمني فعلاً هو حالنا وذاتنا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ما يهمني هو كيف نفكر وكيف نطلق الأحكام وكيف نرى الأفراد الأحياء منهم والأموات».

القناعي يعتبرنا مدعين أي الأغلب «كاذبين»، لكوننا نتهم بيريز بأنه محتل أو قاتل، على اعتبار أن هذا الحمل الوديع ليس أحد عرابي العصابة التي احتلت فلسطين عام 1948، وعلى أساس أن بيريز لم يشارك في اللجنة المسؤولة عن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ولم يشارك في عصابة الجهانة التي اغتالت وقتلت المئات، ولم يكن مسؤولاً أيام القصف الوحشي على قانا التي مات على إثرها الأطفال والنساء، ولا بالعدوان الثلاثي على مصر محاولة للسيطرة على قناة السويس، ولا بالاعتداء الآثم الهمجي على غزة أكثر من مرة.

جرائم بيريز أكثر من أن تحصى، وهو بالمناسبة الوحيد الذي تولى رئاسة الكيان المحتل ورئاسة مجلس وزرائه ووزير خارجية ووزير دفاع أي أنه كان محتلاً وقاتلاً بكل جدارة واستحقاق.

والغريب أن القناعي تحدث عن جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها بيريز مع رفيق طغيانه إسحاق رابين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بسرد وتبرير منح بيريز للجائزة، بينما لم يفكر أثناءها بالضغوط الهائلة التي تعرض لها عرفات لكي يوقع على منح الفلسطينيين جزءاً صغيراً جداً من دولتهم من دون صلاحية كاملة، فيما يحتل العدو كل الدولة تقريباً.

ثم إن الكاتب يستكثر علينا أن نعدد جرائم الطاغية بدعوى أن هذا لا يعني شيئاً في ظل أن دولته تتفوق وتعمل وتخترع وخلافه، وكأن مشاعرنا هذه هي من تعيق تقدمنا وتطورنا، ألم يسأل الكاتب نفسه سؤالاً لم ابتهج الغرب بمقتل ابن لادن؟ وهو بالمقاييس العسكرية لا يشكل أي خطورة عليهم إلا أن كانت جرائم فردية؟ بينما نحن نعاني من رزح هؤلاء السفلة منذ أن قامت دولتهم على مجازر «كفر قاسم» و«دير ياسين» وحروبهم ضد مصر ولبنان وسورية، ناهيك عن تصفيتهم المنهجية للفلسطينيين في كل بقاع الأرض، ومع ذلك يطلب منا الرجل أن نصافح ونتغاضى وننهج السلام والاتفاق، وكأن يد المحتلين ممدودة ورفضناها.

الواقع أنه لم يذكر في المقالة ما يوحي بما يخاطب العقول، إلا عندما كتب: «فالغالبية ارتكزت على الدين في تعاطيها مع الكراهية، فأصبح الإنسان ومهما بلغ من الأخلاق والعلم والثقافة صفراً لا يستحق الإشادة، أو على الأقل السكوت احتراماً لرحيله، فهناك الكثير من الشخصيات العالمية والمؤثرة ممن قدموا اكتشافات وخدمات للبشرية لا يعدهم بعض المسلمين إلا كفاراً غايتهم في الدنيا خدمة المسلمين وأن الله سخرهم».

وهو كلام جميل ومقنع، ولكن أترى بيريز أحد هؤلاء؟ احترم عقولنا يا رجل، فشتان بين الثرى والثريا. كان من المؤلم والمخزي أن تعمد صحيفة Bild الألمانية بنشر خبر وفاة بيريز بالصفحة الأولى مسمية إياه بالقاتل والنسخة الثانية من هتلر بسبب قتله الفلسطينيين، مستشعرة قضايا الإنسان، بينما يغضب كاتبنا بـ«عنترية» على موقفنا منه.

لا أقول في الأخير إلا تحية لأعضاء الكنيست العرب، الذين رفضوا الذهاب لجنازته، ومن غير تحية لمن هرول وذهب. أما من بكى في جنازة بيريز فـ«في فمي ماء وأي ماء!».

* أحمد الحناكي كاتب صحفي سعودي

  كلمات مفتاحية

وفاة بيريز دولة الاحتلال جائزة نوبل للسلام معاهدة السلام فلسطين الاستيطان سامح شكري (إسرائيل)

السفير السعودي لدى اليونسكو يرفض حضور حفل تأبين «بيريز»