حرب اليمن تضع واشنطن في وضع حرج حيال حليفتها السعودية

الثلاثاء 11 أكتوبر 2016 05:10 ص

وجدت الولايات المتحدة نفسها في وضع حرج بعد القصف الدامي السبت في اليمن والذي نسب إلى التحالف الذي تقوده السعودية، وقد قوض جهودها في الملف السوري من أجل الضغط على موسكو المتهمة بتنفيذ مجازر مماثلة.

وواشنطن هي حليف عسكري تاريخي للسعودية، وبالرغم من الفتور الذي طرأ مؤخرا على علاقتهما، فهي تمدها بالمعلومات والذخائر والمساعدة اللوجستية في النزاع في اليمن.

وبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته في اليمن نهاية مارس/آذار 2015 دعما للرئيس «عبدربه منصور هادي» في مواجهة المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار المخلزع «علي عبدالله صالح» المدعومين من إيران.

وطاولت غارة السبت مجلس عزاء في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، موقعة 140 قتيلا و525 جريحا، ووجهت أصابع الاتهام مرة جديدة إلى السعودية في هذه المجزرة.

وقال الخبير في منظمة «هيومن رايتس ووتش» «فيليب بولوبيون»: «يبدو أن الكيل طفح مع هذه الغارة»، مشيرا إلى أن حلفاء السعودية «استيقظوا على واقع الحرب في اليمن».

وأثارت الغارة تنديدا من واشنطن وباريس ولندن والولايات المتحدة، وكذلك من طهران ودمشق.

وعلى إثرها، أعلنت الولايات المتحدة مراجعة دعمها للتحالف العربي، بعدما كانت خفضته في الأشهر الماضية، وحذر البيت الأبيض بأن «التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض».

وتواجه العلاقات الأمريكية السعودية فتورا منذ سنتين، ولا سيما على خلفية بوادر التقارب التاريخي بين واشنطن وأيران، الخصم الإقليمي الكبير للسعودية.

وليست هذه أول مرة توجه الولايات المتحدة انتقادات إلى السعودية بشأن وقوع ضحايا مدنيين للنزاع في اليمن.

غير أن نبرة الانتقادات تصاعدت الأحد حين أجرى وزير الخارجية «جون كيري» اتصالا هاتفيا مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» ليعرب له عن «قلقه الشديد» ويحضه على «اتخاذ التدابير الضرورية على الفور لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث».

ورأى «سايمن أندرسون» المحلل في معهد «واشنطن إنستيتيوت» أن الأمريكيين «غاضبون على السعوديين لقصفهم العشوائي» وغارة السبت «تبدو أشبه بمحاولة متعمدة من السعودية لقتل أكبر عدد ممكن من القادة الحوثيين».

لكن غضب الأمريكيين لا يحجب الموقف الحرج الذي تجد واشنطن نفسها فيه حيال حلفائها السعوديين الذين عقدت معهم في أغسطس/آب صفقة جديدة بقيمة 1.15 مليار دولار، اشترت بموجبها الرياض 150 دبابة ومئات الرشاشات الثقيلة.

فالرياض لطالما تشكل بالنسبة لواشنطن قوة مضادة للنفوذ الإيراني في المنطقة، وأكثر من ذلك، تقف السعودية بجانب الولايات المتحدة في النزاع في سوريا، فتقدم دعمها لفصائل المعارضة ضد نظام «بشار الأسد».

ووقعت مجزرة السبت في اليمن في وقت صعدت واشنطن بشكل واضح اللهجة ضد روسيا وحليفتها دمشق، وقد طالب «كيري» بتحقيق في «جرائم حرب» على خلفية الهجوم الدامي على حلب والقصف الروسي المركز على أحيائها الشرقية.

ورأى «بولوبيون» أن «الوضع لم يعد يحتمل» بالنسبة للولايات المتحدة.

غير أن «ديفيد واينبرغ» العضو في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» المحافظ للابحاث اعتبر أن على واشنطن ألا ترضخ لنظرية «كل شيء أو لا شي» وتقطع الجسور مع حليفها العسكري السعودي.

وذكر الخبير بأن العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن تهدف إلى إعادة إرساء سلطة الرئيس المعترف به دوليا «عبدربه منصور هادي» بوجه المتمردين الحوثيين.

وهو يعتبر أن «الولايات المتحدة ستخرج ضعيفة في حال سحبت بشكل متسرع دعمها للعملية السعودية في اليمن»، مقرا في الوقت نفسه بأن «الطريقة التي يشن بها السعوديون الحرب في اليمن لا تناسب المصالح الأمريكية».

  كلمات مفتاحية

اليمن العلاقات السعودية الأمريكية كيري الجبير

بي بي سي: السعودية أقرت بقصف التحالف مجلس العزاء في صنعاء