رفض مغردون مصريون، اقتراح تقدم به أحد الإعلاميين المحسوبين على النظام، بالامتناع عن أداء الحج والعمرة، توفيرا للعملة الأجنبية.
وتبني الإعلامي «خالد صلاح»، في برنامجه، على فضائية «النهار»، مبادرة توفير 6 مليارات دولار ينفقها المصريون على العمرة والحج سنويا.
وقال «صلاح»: «هل آن الأوان لتقليل أعداد المعتمرين المصريين لمواجهة تسرب العملة الأجنبية.. أم يكون ذلك حرمانا للمشتاقين للبيت الحرام وعقابا لهم علة فشل الحكومات؟».
وتساءل: «هل يؤجل المصريون عمرتهم أو حجهم لحين التعافي الاقتصادي.. أم أن هذا خط أحمر لا يجب أن تقترب منه الدولة؟».
وأضاف: «حلقة انهارده ممكن توفر للبلد 6 مليار دولار لو الناس وفرت العمرة السنه دى بس.. لو ثمن استقلال قرارنا قطع الامدادات البترولية السعودية عن مصر فليكن و هنقدر نعدى الأزمة».
رفض
وتحول الوسم الذي دشنه «صلاح»، بعنوان «مليارات العمرة على هوى مصر»، من ترويج للحملة والمبادرة، إلى هجوم حاد من مغردين أغلبهم مصريين، وسط تفاعل من مغردين سعوديين.
وقال «ماجد الثبيتي»: «بعد سرقة المليارات وتضخم عند الأغنياء الأن يطالبون الشعب المصري بعدم الذهاب للحج والعمرة».
وأضاف «خالد»: «مخلفات السيسي ابتلعوا أموال السعودية ويتهمون السعودية باستغلال الحج والعمرة».
وتابع «أنور»: «أين ذهبت أموال مؤتمر دعم المانحين في مصر؟.. سرقها السيسي وحاشيته».
أما «محمد دوما»، فأشار إلى أنه «لو طبقنا الحد الأدنى والأقصى للأجور واستعدنا الأموال المهربة.. مش هنحرم الناس من زيارة البيت الحرام».
واستنكر «أحمد مصطفى»، قائلا: «خالد صلاح يدعو المصريين لوقف العمره عشان الي يعوزه البيت يحرم ع الجامع لتوفير ٦ مليار دولار!!».
فيما كتب «سليمان الشبنات»: «كان من الأفضل للأخ خالد صلاح مناقشة الوضع الداخلي ومافعله السيسي وسؤاله عن مليارات الدولارات.. أو الاستماع لحديث السفير القطان ليفهم».
أما «خالتكم بمبي»، فتساءلت: «جرا أيه.. دي كمان هتفاصلوا فيها.. ما اللي يعمل ان شالله يعمل ١٠٠٠ مرة.. انتوا مال اهلكوا احنا بنتاجر مع ربنا».
وسخر «سمسم»، وقال: «طيب وماله.. احنا نخلي الناس تروح تعتمر في ليبيا بدل السعودية عشان أشكالكم القذرة دي تستريح».
كما سخر «الباشمهندس»، بالقول: «إحنا نبني كعبة ونسميها كعبة السيسي.. والعالم يحج لينا والاقتصاد ينتعش».
وأضاف «تركي»: «يعني بدل ما تقولوا نزرع القمح ونكتفي ذاتياً ونوفر استيراده.. تروح تنصح الناس يحرموا نفسهم من العمرة؟».
وتابع «على السفري»: «بنفس المنطق.. تخيل فقط أبعاد 10 آﻻف عامل مصري من السعودية فقط.. حنوفر فرص عمل للسعوديين.. نحن أولى بالوظائف منهم».
بينما غردت «أسماء سمير»: «وقف رحلات العمرة عقاب للمصريين أكثر ما هو عقاب للحكومة السعودية.. كم من مشتاق يذوب قلبه شوقا للرحلة المباركة».
واستشهدت «مسلمة لله»، بحديث النبي، حين قال: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد»، وعلقت: «العمرة تنفى الفقر وإيقافها يجلبه».
وأضاف «فدائي عن وطني»: «للأسف هذا الحقير الجاهل بيتاجر بفريضة ربنا مع وقت أزمة البلدين».
وتابع «أحمد عبد العزيز»: «وهل يعتقد هذا الجاهل أن المصريين هم فقط من يحجون ويعتمرون؟.. إن امتنعوا عنها فهذه فرصة لزيادة النسب لدول أخرى!».
واقترح «حسام»، قائلا: «طيب ما نأجل الافلام والمسلسلات عام واحد ونوفر 20 مليار دولار أحسن؟ تقدروا تعملوا كده».
فيما قالت «درية»: «كنت خليت السيسي يوفر فلوس البلد اللي دفعت في تفريعة عديمة الجدوي.. وبعدين فلوس العمرة مال خاص ما تحكمه».
أزمة
وكان مجموعة من الإعلاميين المصريين المقربين من النظام الحاكم في مصر، شنوا أمس واليوم، هجوما حادا على السعودية، تزمنا مع وقف إمدادتها للمساعدات النفطية إلى مصر.
وكان «حمدي عبد العزيز»، المتحدث باسم وزارة البترول المصرية، قال إن شركة «أرامكو» السعودية، أبلغت الهيئة العامة للبترول بشكل شفاهي، أن شحنات شهر أكتوبر/تشرين أول لن تصل إلي مصر، دون ذكر أسباب، ولم توضح ما إذا كانت شحنات أكتوبر فقط هي التي لن تصل، أم أنها أوقفت التعامل.
وتعاني العلاقات المصرية الخليجية، والمصرية السعودية على وجه الخصوص أزمة منذ شهور، رغم نفي القاهرة والرياض ذلك، وتأكيداتهما الدبلوماسية أن التوافق والتفاهم هو سيد الموقف بين البلدين.
لكن الأمور لا تبدو كذلك، بسبب الأزمات الإقليمية واختلاف مواقف الرياض والقاهرة حيالها، من ذلك الوضع في سوريا واليمن وليبيا والوضع الداخلي المصري المتعلق بجماعة «الإخوان المسلمين».
وتجسدت هذه الاختلافات في أشكال سياسية ودبلوماسية من قبل، مثل عدم رضا السعودية بالكامل عن مقترح مصر بتشكيل «القوة العربية المشتركة»، خشية أن تسحب القاهرة البساط تماما من تحت الرياض.
كما أثار تصويت مصر، الجمعة، لصالح مشروع القرار الروسي في «مجلس الأمن الدولي» بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، موجة انتقادات من المملكة العربية السعودية، حيث وصف المندوب السعودي لدى «الأمم المتحدة»، «عبدالله المعلمي» تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بالمؤلم.
وقال «المعلمي» بعيد التصويت: «كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري)، ولكن أعتقد أن السؤال يوجه إلى مندوب مصر».
ويرى محللون أن حكام الخليج تخلوا عن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» الذي لم ترضيهم بوصلته أو عدم تحديد بوصلته بتعبير أدق، لذلك من الطبيعي أن تتوقف مساعدات مالية أو منتجات بترولية كانت تأتي في وقت ما من الرياض للقاهرة، خصوصا في ظل حكم براجماتي يمثله الملك «سلمان بن عبد العزيز».
