استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السعودية وإيران ... الفوضى الإقليمية قد تجمع بين الخصمين القديمين

الاثنين 16 يونيو 2014 06:06 ص

إيمانويل ولرشتاين، الجزيرة أميركا - ترجمة الخليج الجديد

الحركة الجهادية، الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش)، سجلت للتو انتصارا مذهلا وكاسحا من خلال السيطرة على الموصل، ثالث أكبر مدينة عراقية تقع فيها شمال البلاد، وتتقدم قواتها الآن جنوبا نحو بغداد وسيطروا في طريقهم على تكريت، مسقط رأس صدام حسين.

يبدو أن الجيش العراقي قد انهار، حيث تنازل أيضا عن كركوك للأكراد. كما أسروا أيضا دبلوماسيين وسائقي شحنات أتراك. وتسيطر داعش الآن على نحو فعال على قسم واسع من شمال وغرب العراق وكذلك منطقة مجاورة في الزاوية الشمالية الشرقية من سورية، فيما اصطلح عليه بعض المعلقين بـ «منطقة جهادستان» العابرة للحدود، حيث تسعى داعش لإعادة تأسيس الخلافة في أوسع مساحة ممكنة، خلافة تستند على فهم متشدد للشريعة.

الصدمة والخوف التي أثارتهما نجاحات تلك الحركة قد يؤديان إلى إعادة تخطيط جيوسياسية كبرى في الشرق الأوسط. الجغرافيا السياسية هي ساحة للمفاجآت المتكررة، والتي يتوافق فيه الخصوم فجأة ويتحولون بعلاقاتهم لتصبح كتلك التي يسميها الفرنسيون الأخوة الأعداء. المثال الأكثر شهرة في نصف القرن الماضي كان رحلة «ريتشارد نيكسون» إلى الصين للاجتماع مع «ماو تسي تونغ»، الرحلة التي نقحت في الأساس التحالفات في إطار النظام العالمي الحديث والتي شكلت أساس العلاقة بين الصين والولايات المتحدة منذ ذلك الحين.

وقد أبرزت وسائل الإعلام العالمية منذ فترة طويلة العداء الشديد بين المملكة العربية السعودية وإيران، ولذلك فإن أي مصالحة غير محتملة، ولكن وحيث توجد لقاءات سرية بين البلدين في الأشهر الأخيرة، فيجب على المرء أن يتساءل عما إذا كان مثل هذا الانعكاس الجيوسياسي المفاجئ قد يحدث في المستقبل القريب.

وعندما تحدث مثل هذه التحولات، فإن السؤال الذي نسأله هو عما سيحصل عليه الجانبان. يجب أن تكون هناك بعض المصالح المشتركة التي تفوق الأسس المعروفة للعداء.

دعونا نبدأ من خلال وضع جانبا إحدى مزاعم المحللين لتفسير العداء، وهو حقيقة أن الحكومة الإيرانية يُسيطر عليها أئمة الشيعة، وأن الحكومة السعودية يسيطر عليها النظام الملكي السني، وهذا بالطبع أمر صحيح، لكن علينا أيضا أن نتذكر أنه وحتى عام 1979، كانت إيران (في عهد الشاه) والسعودية (تحت نفس النظام الملكي السني) حلفاء جيوسياسيين مقربين، وعملت الحكومتان جنبا إلى جنب ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في جميع القضايا المتصلة بسعر النفط - مصدر قلق اقتصادي لكلا البلدين. بعد عام 1979، غيرت إيران سياساتها العامة وبدأ العداء منذ ذلك الوقت بين البلدين.

وكانت القضية الأساسية التي حفزت النزاع بين المملكة العربية السعودية وإيران هو التنافس على الدور الجيوسياسي المهيمن في المنطقة. وما قد يغير من هذا الوضع حاليا هو صعود داعش على وجه التحديد، والتي تمثل تهديدا خطيرا لكلتا الدولتين، وباتت المصلحة المشتركة بين النظامين السعودي والإيراني هو حاجتهما للاستقرار النسبي في دولهم وفي المنطقة ككل.

وبطبيعة الحال يعاني كلا النظامين من الانقسامات الداخلية بين عناصر الطبقة الوسطى الحضرية (الأكثر تحررا) ودعاة الفهم الصارم المحافظ للإسلام التقليدي، غير أن التهديد الذي تمثله داعش الآن لكلا البلدين قد يؤدي بهما إلى تفضيل التهدئة عن أي نوع أخر من الصراعات. في الوقت الحاضر تجري العديد من مثل هذه الصراعات بين قوات متعددة من غير داعش في سوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن وأماكن أخرى.

هناك عناصر أخرى تدفع نحو هذا النوع من المصالحة، فكل من النظامين الإيراني والسعودي يتشاركان الشعور بالقلق من التدخلات المستمرة وغير المؤكدة للولايات المتحدة والدول الأوربية في المنطقة. وقد فقد السعوديون ثقتهم في موثوقية تحالفات الماضي، وباتت تقترب من وجهة النظر الإيرانية بأن العالم الغربي ينبغي أن يسمح للقوى الإقليمية بتسوية خلافاتهم. كذلك كلا النظامين غير راضيين عن الدور الثابت والذي لا يمكن التنبؤ به إلى حد ما لدولة قطر في المنطقة، كما أنهما غير سعداء في عدم القدرة على المضي قدما في إقامة دولة فلسطينية ذات معنى، وينظر كلاهما بعين الحذر إلى النظام العسكري العلماني الآن الذي ينشأ في مصر. وأخيرا، يرغب كلاهما في رؤية نوعا من الحل السياسي للصراعات في أفغانستان.

تلك كانت قائمة طويلة من المصالح المشتركة، وباختصار، لدى الحكومتين الكثير من القواسم المشتركة أكثر مما يعتقد المحللون في كثير من الأحيان. وعلاوة على ذلك، إن توصل البلدان إلى الاتفاق التاريخي، فإن الترتيب الجديد قد  يحظى بقدر كبير من الدعم - أولا وقبل الجميع من تركيا، ثم بعد ذلك  من الأكراد ومن المغرب ومن الأردن ومن باكستان والهند ومن روسيا والصين، وحتى من داخل أفغانستان. بطبيعة الحال، هذه من التكهنات، لكنها ليست تكهنات جوفاء. الواقع هو أن الأنظمة في المملكة العربية السعودية وإيران يشعرون على حد سواء بالقلق إزاء بقاءهم وسط التفكك المتنامي في الشرق الأوسط، والاستمرار في مسارهما الحالي من غير المرجح أن يساعد أيهما على البقاء. قد يكونوا يفكرون الآن بأن الوقت قد حان لتغيير المسار. 

  كلمات مفتاحية

الصراع يقرب بين الولايات المتحدة وإيران

رئيس وزراء لبنان: هناك تقدم ملموس في العلاقات السعودية الإيرانية

العلاقات «السعودية - الإيرانية»: لا نقلة نوعية

كيف سيشكل النفط مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية بعد الاتفاق النووي؟