رئيس وزراء لبنان: هناك تقدم ملموس في العلاقات السعودية الإيرانية

الأربعاء 1 أكتوبر 2014 03:10 ص

قال «تمام سلام»، رئيس مجلس الوزراء اللبناني أنه لمس تفاهما دوليا بنيويورك، حول مهمة القضاء على الإرهاب، مستدركًا بالقول: «إلى أي نتيجة يمكن أن يصل العالم في هذه المهمة؟ هذا الأمر غير واضح»، مشيرا إلى أن أمريكا نفسها لا تملك حتى الآن تصورا كاملًا لكيفية القضاء نهائيا على «الإرهاب» في العراق وسوريا. 

وأضاف «سلام» خلال حوار لجريدة «السفير»: «أمريكا تريد اقتلاع قوى الارهاب لكن ليس لديها بديل على الارض، فهل المطلوب تدمير المنطقة العربية لترتاح إسرائيل؟ لذلك مطلوب من القوى الإقليمية المؤثرة أن تتماسك وتتفاهم، لا سيما السعودية ودول الخليج ومصر وإيران وتركيا، من أجل المساهمة في معالجة أزمات المنطقة كلها، لأن الدول الاخرى تدفع ثمن خلافاتهم غاليًا ومنها لبنان».

وتابع «سلام» قائلا: «لمسنا حصول تقدم ما في العلاقة بين السعودية وإيران، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سيزور السعودية، لكن الأمور قد تحتاج لبعض الوقت لترتيب الأمور بين البلدين».

ولفت «سلام» إلى وجود قلقٍ على مصير سوريا؛ بسبب ما قال إنه ثمة غموض يكتنف هذه الحرب «العالمية» على الإرهاب، موضحا أن الاهتمام حاليا منصب على إعادة «تجميع» العراق كدولةٍ ومؤسسات، بعدما مزقته حرب «داعش»، حسب تعبيره، قائلًا إن التسوية التي حصلت في العراق بتشكيل حكومة «حيدر عبادي»، الجديدة، «تسهل إعادة وحدة العراق بدعم سعودي وإيراني ودولي».

وعن سوريا، ألمح «سلام» لوجود محاولات للتوصل إلى مرحلة انتقالية، مؤكدا أن هذا الأمر «مرهونٌ باتفاق أمريكي – روسي في البداية، لكن إلى أي مدى يمكن أن يتحقق هذا الأمر.. لا نعرف».

وبالعود إلى قضية الحرب التحالفية على «داعش»، يقول «سلام»، إن الغرب «لا يعلم إلى أين يذهب في الحرب على التنظيم، وهذا يعني عمليًا إذا استمر الوضع طويلًا على حاله، فإن عملية السلام بالمنطقة العربية لن تستمر»، منبها إلى أن كل ما يجري هو «لمصلحة إسرائيل، وهي المستفيدة من فشل عملية السلام، خصوصًا في ظل الخلافات العربية - العربية، أو العربية - الإيرانية».

وفيما يخص الأمل الذي عاد محملًا به من نيويورك، بوعود خيرٍ للبنان، قال «سلام»، إنه سمع من دول العالم كلاما وصفه بـ«المتقدم جدا» فيما يخص دعم لبنان أمنيا وسياسيا واقتصاديا، بخاصة من المشاركين في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، لافتًا إلى أن المشاركين في الاجتماع قدموا عبارات «إطراء ومديح ودعم» في مجالي مكافحة الإرهاب ومعالجة أزمة النازحين السوريين، حيث إن المجتمع الدولي توصل إلى «قناعة أن حل المشكلة لا يتم فقط بدعم النازحين والمجتمع الذي يحضنهم، بل دعم الحكومات والدول التي تستضيفهم»، بحسب قوله.

وأضاف أن «الدعم الدولي لموضوع النازحين سيترجم عمليا في مؤتمر لمجموعة الدعم الدولية سينعقد نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) في برلين، وسأحضره أنا والوزيران جبران باسيل ورشيد درباس، كما سألتقي خلال زيارتي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بناء على طلبها، وسنضع في هذا المؤتمر آلية لمتابعة الدعم المالي واللوجستي والأمني، ليصار بناء عليها إلى تقديم الدعم اللازم عبر الصندوق الائتماني الذي أنشأه البنك الدولي لهذه الغاية».

وفيما يخص الخلافات داخل الحكومة اللبنانية حول إقامة مخيمات للنازحين، أكّد رئيس الحكومة، أن «الهم الأول الآن هو إيجاد حل لمخيمات النازحين في بلدة عرسال التي باتت جزءًا من مشكلة البلدة، ولكي يطمئن أهلها والمحيط بعد الذي جرى، وهناك اقتراحات ستبحث، وسنحاول التوصل إلى حل لها»، مستدركًا بقوله:«لكن المشكلة أنه لم نحدد بعد المكان الذي سنقيم فيه هذه المخيمات، خصوصًا في ظل رفض بعض القوى السياسية وبعض المناطق لإقامة المخيمات بجوارها لأسباب أمنية أو اجتماعية».

وحول هبة الثلاثة مليار دولار من السعودية للجيش اللبناني، لفت «سلام»، إلى أنها (الهبة) لها «ظروفها غير الواضحة»، موضحا: «لكن هبة المليار دولار المستعجلة بدأت تأخذ طريقها إلى التنفيذ من خلال دفعات السلاح والعتاد الأميركية التي وصلت، وترقب الاتفاق على سلاح روسي للجيش وللقوى الأمنية الأخرى».

وأكد «سلام» أن من يتولى تسديد المال من مبلغ المليار، هو رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، «سعد الحريري»، وأن المبلغ موضوع في حسابه الشخصي، فيما يشرف العاهل السعودي، الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، بصورة مباشرة على تنفيذ التسديد.

وبخصوص المساعي لتحرير العسكريين اللبنانيين المخطوفين، أكد «سلام» مأساوية الوضع، بسبب تحول المختطفين لضمانة للأهالي، وأن الدولة أصبحت المتهمة، إضافة إلى تهديد الخاطفين بقتل الرهائن، حسب قوله.

وقال إن «هذا التباس خطير لا يجوز أن يستمر، في ظل الانقسام السياسي الذي يشل البلد ويمنعه من إتمام استحقاقات مهمة كرئاسة الجمهورية وتفعيل المجلس النيابي وكذلك ممارسة دورنا كما يجب كحكومة».

وأضاف: «نخشى أن يكون الدوران التركي والقطري في موضوع العسكريين قد ضعف بسبب مشاركتهما في الحرب الدولية ضد «داعش» و«النصرة»، وأن يخف تأثيرهما على الخاطفين، فضلا عن أن مطالب الجهتين الخاطفتين ليست واحدة وكل منهما يريد التفاوض منفردا. لذلك علينا أن ننتظر ما سيحصل من تحركات واتصالات، والمهم أن تساعدنا الأطراف الداخلية في منع حصول الفتنة المذهبية، التي كادت تتسبب بها عمليات الخطف التي حصلت مؤخرًا».

المصدر | الخليج الجديد + السفير

  كلمات مفتاحية

تمام سلام لبنان السعودية إيران

إيران تقرر تقديم منحة عسكرية للجيش اللبناني

تهديد «الدولة الإسلامية» يحتم التقارب على السعودية وإيران

تمام سلام: قطر أوقفت التواصل مع المجموعات المسلحة السورية منذ فترة

«تمام سلام» يشكر الملك عبدالله علي دعم الجيش اللبناني بمليار دولار

السعودية وإيران ... الفوضى الإقليمية قد تجمع بين الخصمين القديمين

رئيس وزراء لبنان: الحلول الاقليمية ستساهم بحل الأزمة الرئاسية اللبنانية