قالت وكالة رويترز أنه ربما سيتحتم على المملكة العربية السعودية وإيران اللتين تتنافسان منذ عقود على النفوذ في المنطقة تنحية بعض خلافاتهما جانبا للتعامل مع عدو مشترك وهو تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضافت الوكالة أن ”التنظيم السني المتشدد“ تبغضه «طهران» بسبب تهديده لحكم حلفاء إيران في العراق وسوريا مثلما تبغضه السعودية لسعيه لإقامة حكم ديني أصولي في إطار «خلافة إسلامية».
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إيرنا» عن وزير الخارجية السعودي الأمير «سعود الفيصل» قوله بعد اجتماعه مع نظيره الإيراني «محمد جواد ظريف» في نيويورك أول أمس الأحد إنه يدرك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها في إشارة إلى التقدم الذي يحرزه مقاتلو «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا.
وأعرب عن اعتقاده بإمكانية تفادي أخطاء الماضي باستغلال هذه الفرصة الثمينة حتى يمكن التعامل بنجاح مع هذه الأزمة.
وكان هذا أول اجتماع رفيع المستوى بين الدولتين منذ انتخاب «حسن روحاني» رئيسا لإيران العام الماضي.
وقالت وكالة «إيرنا» إن «ظريف» أبدى أيضا تفاؤله قائلا: «نعتقد أنا ونظيري السعودي أن هذا الاجتماع سيكتب الصفحة الأولى من فصل جديد في العلاقات بين بلدينا».
وأضاف «نأمل أن يسهم هذا الفصل الجديد بشكل فعال في إقرار السلام والأمن الإقليمي والعالمي ويؤمن مصالح الأمم المسلمة في أنحاء العالم».
وظهرت أولى دلائل الانفراج في الشهر الماضي عندما رحبت الدولتان بتعيين «حيدر العبادي» رئيسا لوزراء العراق بعد التقدم الخاطف لتنظيم «الدولة الإسلامية» في أنحاء شمال العراق والذي أرغم سلفه «نوري المالكي» على التخلي عن السلطة.
وكان«المالكي» مقربا لإيران حيث أمضى سنوات في المنفى أثناء حكم «صدام حسين» السني في العراق لكن معارضيه اتهموه بأنه يحكم من أجل الشيعة فقط مما أثار الاستياء والتمرد بين الأقلية السنية ومهد الطريق لتنظيم «الدولة الإسلامية» لتهديد وجود العراق.
وفور أن أدركت إيران أن «المالكي» أصبح مثيرا للانقسام سحبت دعمها له لتزيل بذلك غصة في العلاقات مع «الرياض».
وبعد ذلك بوقت قصير التقى نائب وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان» مع الأمير «سعود» في جدة وعقدا محادثات وصفها «بالبناءة» بشأن تنظيم «الدولة الإسلامية» والهجوم «الإسرائيلي» على «غزة»، كما تحدثا عن «فتح صفحة جديدة» في العلاقات، وقالت «الرياض» قبل أسبوع إنها تنوي إعادة فتح سفارتها في «بغداد» بعد عقدين من إغلاقها.