اعتبر وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، محادثاته مع نظيره السعودي «سعود الفيصل» فى «نيويورك»، بأنها ستفتح «فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين»، جاء ذلك في تصريح أدلى به «ظريف» عقب اللقاء الذي استغرق ساعة أمس الأحد في «نيويورك» بمناسبة مشاركتهما في اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة لـ«لأمم المتحدة»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الايرانية «إيرنا».

وبحسب الوكالة فقد قال ظريف: «نعتقد أنا ونظيري السعودي أن هذا الاجتماع سيكتب الصفحة الأولى من فصل جديد في العلاقات بين بلدينا»، كما أعرب عن أمله بأن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم.

من جانبه، صرح وزير الخارجية السعودي بأنه ومن منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، يعتقد بأنه «يمكن من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا»، مضيفا أن «السعودية وايران دولتان تتمتعان بنفوذ في المنطقة والتعاون بينهما سيكون له آثار واضحة في اقرار الامن الاقليمي والعالمي».

وكان «الفيصل» قد وجه دعوة إلى «ظريف»، قبل أشهر، لزيارة المملكة وإجراء محادثات فيها، غير أن «ظريف» قال أنه لن يستطيع تلبية تلبية الدعوة، لتزامنها مع إحدى جولات المفاوضات بين إيران والغرب فى فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.

وأشار محللون في وقت سابق إلى تفاهم قد تمّ بين السعودية وإيران والولايات المتحدة على تسوية الوضع في العراق بإبعاد «نوري المالكي» عن رئاسة الحكومة والمجيء بـ«حيدر العبادي» خلفا له، وذلك في محاولة لمواجهة تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية»، وخاصة بعد أن فشلت قوات الجيش العراقي في التصدي له ما أسفر عن سقوط محافظة «نينوى» ثاني أكبر المحافظات العراقية في يونيو/حزيران الماضي.

كما أبدت المملكة ارتياحها في تعاطي «طهران» للوضع في العراق بعد زيارة قام بها مساعد وزير الخارجية الإيراني «حسين عبد اللهيان» إلى جدة أغسطس/آب الماضي، وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن الزيارة التي تمثل سبقا وتغيرا جذريا، أسفرت عن تفاهمات إيجابية ومثمرة، وستكون نتائجها لمصلحة البلدين والأمة العربية والإسلامية.