صحيفة لبنانية: العلاقات السعودية الإيرانية تتلبد بالارتياب مجددا بسبب "تفرد" «سعود الفيصل»

الأربعاء 15 أكتوبر 2014 10:10 ص

قال الكاتب «فؤاد إبراهيم» في تقرير نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانية التابعة لـ«حزب الله» أن مناخ العلاقات السعودية الإيرانية قد تلبد بكل أشكال الارتياب مجدّداً، حيث عاد وزير الخارجية السعودي «سعود الفيصل» للتفرّد بالملف، وكشف عن حقيقة أن ما بين الرياض وطهران هو «صراع نفوذ» متعدّد الاتجاهات، وهو العنوان الذي يفرض نفسه على علاقتهما الآن وفي المستقبل.

فمن جهته صرح «الفيصل» خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني «فرانك فالتر شتاينماير» في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري قبل يومين، أنه لا يوجد لدى المملكة تحفظات على إيران كوطن ومواطنين، وإنما التحفظ على سياستها في المنطقة.

وردا على تصريحات وزير الخارجية السعودي التي اتهم فيها إيران بـ«احتلال» دول عربية، قال رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني «علاء الدين بروجردي» أمس، إن تصريحات الفيصل «إنما أتت بفعل شيخوخته ومرضه»، وأن هذه التصريحات «تليق بالدول التي تقدم دعمها للإرهابيين في سوريا والعراق، وتتدخل بقوات عسكرية لقمع الحراك السلمي في البحرين»، مضيفا أن «مصطلح المحتل، يليق بالقوات السعودية»، وأشار إلى أنه «حتى أميركا، بصفتها العدو الأول لنا، تعترف بأن إيران تؤدي دوراً إقليمياً بناءً، وبأن حلّ مشاكل المنطقة من دونها غير ممكن».

واعتبر الكاتب موقف الوزير السعودي قد حسم التكهّنات بقرب التسوية في ملفات المنطقة من اليمن، صعوداً إلى لبنان، ومروراً بالعراق وسوريا، وأغلق الباب على ما تبقى من تفاؤل لدى الفريقين، مشيرا إلى أن الرياض قررت أن تخوض الحرب بأشكال متعدّدة، بما في ذلك استخدام سلاح النفط الذي سخر «سعود الفيصل» إبان العدوان الإسرائيلي على «غزّة» في 2008 ـ 2009 من دعوة إيران لاستخدامه كورقة ضغط على المجتمع الدولي لإرغام «إسرائيل» على وقف عدوانها.

وادعى الكاتب أن «الفيصل» كان يخوض معركته الخاصة داخل العائلة المالكة، وخصوصا مع جناح الملك «عبدالله» الذي بدا «مختلفا» في مقاربة العلاقة مع ايران، مع أن الملك هو صاحب العبارة المشهورة «قطع رأس الأفعى» في إشارة إلى إيران بحسب وثائق «ويكيليكس».

كما كشف الكاتب عن لقاء تم بين «عبد اللهيان» و«عبدالعزيز بن عبدالله» نجل الملك، في السنغال ودار الحديث فيه حول «الدور التخريبي» الذي يقوم به «سعود الفيصل»، ما يحول دون بدء فصل جديد حقيقي في العلاقة بين الرياض وطهران، وتعهد «عبد العزيز» خلال اللقاء لنظيره الإيراني بأن يتولى «جناح الملك» ملف العلاقات بين البلدين، وطلب منه زيارة المملكة تمهيدا لزيارات أخرى أرفع.

وقد وصف الكاتب تصريحات وزير الخارجية السعودي حول إيران بأنها «ملغومة» بنكهة تفائلية.

وأضاف أن تصريحات «الفيصل» التي أدلى بها خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره الإيراني «جواد ظريف» في نيويورك على هامش الدورة 69 للجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة» في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، رفعت من منسوب التفاؤل لدى ظريف الذي اعتبرها فصلا جديدا في العلاقات بين الرياض وطهران، حيث قال «الفيصل» إن ايران والسعودية هما من الدول المؤثرة في المنطقة، وإن التعاون بين طهران والرياض يمكن أن يساعد في تعزيز السلام والأمن في المنطقة والعالم بأسره ولكن، مؤكدا على تجنب أخطاء الماضي، بحيث يكون من الممكن إنهاء الأزمات التي تعاني منها المنطقة.

وأشار الكاتب إلى أن التطورات المتلاحقة في المنطقة قد عززت من مبررات القطيعة وإلغاء الزيارة التي كانت مرتقبة والتي أعلن «ظريف» عزمه القيام بها لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي عقب الزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبد اللهيان» في أغسطس/آب الماضي.

وبحسب الكاتب فإن الأحداث في اليمن قد مثلت ضربة قوية في صميم النفوذ السعودي، وذلك عقب سقوط حكومة «محمد باسندوة» المقرب من السعودية علي أدي جماعة «أنصار الله» الذين تعتبرهم المملكة حلفاء لإيران، فعلى الرغم من ترحيب الرياض بـ«اتفاق السلم والشراكة» الذي وقعته القوى السياسية اليمنية في الشمال والجنوب برعاية الرئيس «عبدربه منصور هادي»، إلا أن ثمة استفاقة لاحقة وسريعة لدى الجانب السعودي بدّدت ما كان يعتقد بأنه مناخ إيجابي مع طهران.

وفي إشارة إلى إيران، فقد أوضح الكاتب أن اجتماع وزراء داخلية «مجلس التعاون الخليجي» والذي عقد في جدة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قد أصدر تحذيرا جماعيا من أن دول المجلس لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التدخلات الخارجية الفئوية في اليمن.

من جهتها شنت الصحافة الرسمية السعودية حملة منظمة على «أنصار الله» ووصفت الحراك الشعبي بأنه محاولة لإشاعة الفتنة، والعبث بمنجز سياسي كان قد تحقق عبر المبادرة الخليجية، وقالت صحيفة «الرياض» إن دخول إيران على الخط في توجيه «الحوثيين» وخلق رئيس لليمن بمواصفات «مالكي العراق»، سوف يعيدان النظرة السلبية للقاعدة من قِبل دول تريد إغراق اليمن في حروب مذهبية وقبلية.

وبحسب الصحيفة فإن محاولة «عرقنة» اليمن، ليست أكثر من رسالة تحذير لليمنيين في الشمال والجنوب بأن أي مسعى نحو تجاوز بنود «المبادرة الخليجية»، سوف يفتح الباب أمام القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الكاتب إن التحريض المذهبي من قبل المملكة قد بلغ أوجه بإطلاق قنوات طائفية ومشايخ وهابيين من مساجد الرياض لفتاوى الجهاد ضد «الحوثيين».

وعلى صعيد آخر فقد أشار الكاتب إلى أن «الإرهاب» من وجهة نظر إيرانية ليس أكثر من ذريعة فجّة لحرب متدحرجة تقود إلى مواجهة مفتوحة بين المحورين الرئيسيين «الولايات المتحدة ومن ورائها دول الاعتدال، وروسيا ومن ورائها دول الممانعة»، على أن تكون ساحة الحرب دول المقاومة «سوريا، العراق، لبنان، وتالياً اليمن» إن دعت الضرورة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سعود الفيصل السعودية إيران العلاقات السعودية الإيرانية

السعودية وإيران تتبادلان الاتهامات مع استمرار التوتر بالمنطقة

الفيصل: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا .. ونظيره الألماني يشجب تقويض الحوثيين لاستقرار اليمن

«ظريف» و«الفيصل» يبدآن فصلا جديدا من العلاقات السعودية الإيرانية

اللعبة الإقليمية الكبيرة الجديدة: السعودية وإيران

إيران تنتقد تصريحات «سعود الفيصل» حول دورها في سوريا

طهران: «على الدول التي دعمت الجماعات الإرهابية أن تعوض عن أخطائها»

طهران: زيارة «ظريف» المقبلة إلى السعودية ستبحث قضايا مهمة