«عزة الدوري»: إيران تسيطر على جميع المؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية بالعراق

الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 04:10 ص

قال «عزة الدوري» الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، نائب الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين»، إن إيران «تسيطر على جميع مرافق الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية».

وأضاف في حوار له مع «القدس العربي» أن إيران «تتغلغل في صفوف المجتمع العراقي، وكذلك الميليشيات الصفوية المرتبطة بالولي الفقيه في إيران وتستلم أوامرها منه مباشرة وهي تمثل اليوم في العراق الوجه الآخر للإرهاب والفتنة والجريمة، وقد تجاوز عدد هذه الميليشيات أكثر من مئة ميليشيا مسلحة تستلم أوامرها من مكتب خامنئي مباشرة».

وأكد أن «إيران كانت منذ زمن طويل، ومنذ مجيء الخميني تحديدا، سببا في المشاكل التي يتعرض لها العراق وعاملا أساسيا في تهديد أمنه وعدم استقراره».

وتابع «بعد احتلال العراق الذي كان لإيران دور مباشر فيه من خلال تعاونها مع الأمريكان في تسهيل الاحتلال للعراق ومن قبله أفغانستان، فقد بدأت صفحة جديدة من العدوان الإيراني باحتلال صريح للعراق مع هيمنة كاملة على إدارة وقيادة العملية السياسية وبالتنسيق والاتفاق مع الأمريكان، وتشكيل ميليشيات مسلحة ومدربة مرتبطة بفيلق القدس الإيراني لإدارة شؤون الأمن والدفاع والاقتصاد وغير ذلك وهي المنفذة لسياسة إيران في العراق كما هي في بقية الـقطار العربية». 

وأشار إلى أنه «يتواجد اليوم على أرض العراق أكثر من اثني عشر ألف جندي إيراني من الحرس الثوري وفيلق القدس ولدينا خريطة تواجدهم، مركزهم في محافظة ديالى ويتوزعون في محيط بغداد إلى صلاح الدين، أي إلى تكريت وبيجي، ومن محيط بغداد إلى الأنبار إلى النخيب والحدود العراقية السعودية ويتواجدون بشكل مكثف في كربلاء والنجف والبصرة».

وأردف «إيران تحكم وتشدد قبضتها على العراق وعمليته السياسية ومؤسساتها بأذرع مسلحة وضاربة وهي أكثر من مئة ميليشيا ترتبط مباشرة بإيران وتستلم أوامرها مباشرةً من ولي الفقيه أو ممن يمثله، وهي المسؤولة عن التهجير والتشريد والقتل والحرق والسلب والنهب، وهي المسؤولة عن التغير الديمغرافي الخطير في مناطق معينة ومحددة في العراق وقد حققت أهدافا خطيرة للغاية في هذا الميدان».

وبين أن «إيران تحتل العراق بجيشها وحرسها الثوري وأجهزة مخابراتها وعملائها وميليشياتها وبواسطة الأحزاب الطائفية المؤتلفة في التحالف الصفوي الحاكمة والمرتبطة بها. وبالمناسبة توجد أحزاب وكتل وأفراد مشتركون في العملية السياسية من خارج التحالف الصفوي قد اشترتهم إيران (..) فإيران هي من تعين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وغيرها من العناوين والمناصب التي أوجدها المحتلون هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحرس الثوري الإيراني هو الذي انتزع مدن ديالى من المقاومة وباعترافهم رسمياً إذ أدخلوا إلى ديالى قوة قوامها أكثر من (12) ألف جندي كما ذكرنا، ولا زالت هذه القوة إلى اليوم في العراق وفي مناطق مختلفة من العراق».

     إيران والتدخل في دول الخليج

وأوضح «الدوري»أن «إيران تقوم بإدخال الملايين من الإيرانيين بدون جوازات سفر تحت غطاء زيارة الأماكن المقدسة ولكنهم يتوزعون على المحافظات وتسكينهم وتجنيسهم بدلاً عن أهالي المناطق المهجرين والهدف هو تفريس العراق وجعله ولاية تابعة لبلاد فارس كما فعلوا مع الأحواز ومع الجزر العربية الثلاث، وكما يريدون أن يفعلوا مع بقية الدول العربية وخاصة الخليجية وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين».

وأوضح «لا بد من التأكيد أن خطورة الدور الإيراني ليس بالحرس الثوري أو فيلق القدس أو الأجهزة الأمنية أو الجيش الإيراني وأسلحته وجواسيسه فحسب، لأن جميع الدول العربية المستهدفة تستطيع مواجهة ذلك وفضحه والتحشد ضده وردعه؛ لكن الخطورة الحقيقية للتدخل والنفوذ والوجود الإيراني في البلاد العربية هو بتكوينها ميليشيات عميلة تابعة لها من أبناء تلك البلدان العربية يدينون لها بالولاء والطاعة والقتال بالنيابة عنها كما يفعل حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والميليشيات والأحزاب الطائفية في العراق، وما يسمى حركة الوفاق في البحرين، وغيرها من الخلايا النائمة والعملاء في عدد من الأقطار العربية في المشرق والمغرب».

وشدد على ضرورة «اتخاذ المبادرة ووضع استراتيجية عربية شاملة لمواجهة إيران وردعها وإنهاء احتلالها للعراق بالقوة أو بالسياسة أو بالاثنين معاً، وتصفية ميليشياتها، ونرى أن الحكام العرب إذا ما أحسنوا الظن بشعبهم وقواه الوطنية والعروبية واستنهضوا هممهم واستثمروا إمكاناتهم العسكرية والمادية الهائلة وقرروا بإرادتهم حماية أمنهم وأوطانهم وأمتهم وأنفسهم دون الاعتماد أو التعويل على القوى الأجنبية في في حمايتهم».

وتابع «كما نرى فإن أمريكا بدأت في التخلي عن التزاماتها تجاه حلفائها من الدول العربية بل وانكشفت اللعبة والمؤامرة على الأمة التي تقودها الصهيونية العالمية المتحالفة مع الفارسية الصفوية ضد الأمة العربية، وبدأت أمريكا بالضغط والتحريض ضد المملكة وبقية الأقطار العربية لابتزازها وإسقاطها وتفتيتها لصالح حليفتها الصفوية الفارسية».

وأكد أن «إصدار قانون أمريكي مثل (جاستا) إلا لتنفيذ هذه الحلقة من حلقات المؤامرة الكونية ضد الأمة التي بدأت باحتلال فلسطين ووصلت إلى أقصاها باحتلال العراق وتدميره وتسليمه لإيران، فإن عزموا على الدفاع معتمدين على الله وعلى قوى الأمة الحية المجاهدة وعلى رأسهم البعث فهم قادرون على طرد إيران وليس أمام العرب إلا دعم وإسناد وتجهيز وتدريب فصائل المقاومة في العراق وسوريا واليمن وأقطار الخليج العربي وبقية أقطار الأمة الأخرى وفق استراتيجية عربية بقرار عربي مستقل لمقاومة وهزيمة وإسقاط هذه المؤامرة.. بغير ذلك فإن النتائج ستكون خطيرة ووخيمة على مستوى الأمة ووجودها وهويتها وحاضرها ومستقبلها».

   تدخل العراق في الكويت

وأشار «الدوري» إلى أن «دخول الكويت يمثل جوهر المؤامرة على العراق والأمة، اشتركت في صناعته كل القوى المعادية للأمة وعلى رأسها إسرائيل وأمريكا وإيران الصفوية والنظام العربي برمته وفي مقدمة العرب المتآمرين، حسني مبارك وحكومة الكويت وحافظ الأسد».

وأضاف «أستدرجت قيادة العراق إليها استدراجاً وإنها تمثل بالنسبة لقيادتنا، وأنا منهم، خطيئة كبيرة ومبدئية واستراتيجية وأخلاقية سوف لن تمحى من تاريخ الأمة إلا بقيام وحدتها الكبرى. وأما تفاصيل هذه الخطأ والخطيئة ستظهر قريبا في دراسة وتقييم التجربة لمسيرة الخمس والثلاثين عاما بعد المصادقة عليها في أول مؤتمر قطري».

وأكد «إننا في القيادة وفي كادر الحزب المتقدم وأنا في مقدمتهم نكنُ كل الحب والتقدير لشعبنا العربي الكويتي وأننا نعتذر لهذا الشعب العربي الأصيل ألف مرة عن ما أصابه من ضرر. وأقول هذا رغم أن الامور، وخاصة الكبيرة والتاريخية، يتم تقييمها وفق ظروفها ومرحلتها وليس خارجها، ولكن التقييم سيظهر، ويظهر معه حجم المسؤولية التي تتحملها الأطراف الأخرى التي أشرنا لها وهم الحكومات العربية المتآمرة، وستجد أن القيادة العراقية أُجبرت ودُفعت دفعاً لدخول الكويت ولكن هذا لا يعفيها من المسؤولية إطلاقا».

وكان الدوري دعا في شهر أبريل/نيسان الماضي، الدول العربية إلى التوحد والاصطفاف في وجه إيران، تحت راية التحالف العربي الذي تقوده المملكة.

وذكر «الدوري» عبر فيديو تداولاته مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، أن «التعامل مع الأزمة اليمنية يكون بطريقتين: الأولى إجبار إيران وعملائها في المنطقة على الانصياع لقرارات مجلس الأمن، ومخرجات الحوار الوطني اليمني برعاية مجلس التعاون الخليجي، والثانية تصعيد مطاردة عملاء إيران وإنهاء كل قدراتهم».

ويعتبر «الدوري» المطلوب الأول بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وكثيرا ما أحيط الرجل، الذي يعتبر أهم المسؤولين العراقيين، بالشائعات منذ اختفائه عن الأنظار حيث ترددت أنباء عن مقتله أو وفاته.

وفي شهر مارس/أذار، نقلت صحيفة رأي اليوم من مصدرين أردني وعراقي أن «الدوري» لا زال داخل العراق ولم يغادره لأي بلد أو لأي سبب.

ويترأس «الدوري» المؤسسات القيادية المتبقية من حزب البعث العربي الاشتراكي المحظور ويجري التواصل والاتصالات عبر محاميه.

وخلافا لما أشيع مؤخرا، أكد المصدر المقرب من «الدوري» أنه لم يغادر أصلا لأي مكان خارج العراق وفي أي وقت.

ويعاني «الدوري» من مشكلات صحية لكنه لا يواجه أزمة صحية حادة، حسب المقربين منه.

  كلمات مفتاحية

عزة الدوري العراق حزب البعث العراقي صدام حسين غزو الكويت الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس الدول الخليجية

«عزة الدوري» يرد علي شائعات مقتله بامتداح «عاصفة الحزم» والتحذير من إيران

وفاة نائب صدام حسين.. من هو عزة الدوري المطلوب لأمريكا؟