«حفتر» يصل إلى أبوظبي في زيارة رسمية

الخميس 27 أكتوبر 2016 07:10 ص

وصل الجنرال الليبي «خليفة حفتر» إلى مطار أبوظبي الدولي في زيارة رسمية، بحسب وسائل إعلام ليبية.

وذكرت وسائل إعلام ليبية أن وزير الدولة لشؤون الدفاع بالإمارات «محمد البواردي»، كان في استقبال «حفتر»، أمس الأربعاء.

ووفق ذات المصادر، عقد «حفتر» اجتماعا مع نائب رئيس الوزراء الإماراتي لشؤون الرئاسة الشيخ «منصور بن آل نهيان»، ناقش خلاله «دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول الظروف التي تمر بها ليبيا والمنطقة العربية خاصة على المستوى الأمني».

وتأتي زيارة «حفتر» إلى الإمارات بعد يوم واحد من زيارة المبعوث الأممي إلى ليبيا «مارتن كوبلر» ولقائه وزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور قرقاش».

وقد واجهت أبوظبي اتهامات وانتقادات أممية عبر وثائق رسمية صادرة عن مجلس الأمن الدولي تشير إلى دور لدولة الإمارات في تزويد «حفتر» بالسلاح رغم الحظر المفروض على السلاح إلى ليبيا.

كما أن هناك حديث عن تدخل عسكري إماراتي، وهو الأمر الذي كشفه تسريب صوتي مؤخرا عن وجود طيارين في إماراتيين في ليبيا.

والشهر الماضي تمت ترقية «حفتر» من قبل مجلس نواب طبرق المنحل إلى رتبة مشير وذلك بعد نحو سنة ونصف من ترقيته إلى رتبة فريق أول.

وأشار المحامي الدولي «محمود رفعت»، بحسب موقع «24»، إلى دور الإمارات في ترقية الجنرال الليبي إلى رتبة مشير.

وكانت مصادر ليبية ومصرية كشفت في سبتمبر/أيلول الماضي، أن التحركات الأخيرة التي قامت بها قوات المشير «خليفة حفتر»، ضمن ما تسمى عملية البرق الخاطف، والتي هاجمت بمقتضاها منطقة الهلال النفطي للسيطرة على آبار البترول والموانئ النفطية، حصلت بعلم مسبق من جانب النظام المصري وبغطاء سياسي منه، وبضوء أخضر إماراتي.

وأوضحت مصادر سياسية مصرية أن الخطوة جاءت نتيجة خشية مصر مما سمته انفلات زمام الأمور من بين يديها، خصوصا بعد اكتساب حكومة الوفاق الليبية برئاسة «فائز السراج» شرعية شعبية بعد تمكن قوات المجلس الرئاسي من القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة سرت. وهو ما سيكسبها دعما دوليا أوسع خلال الفترة المقبلة يجعلها بغنى عن مساعدة دول الجوار، بحسب المصادر.

ولفتت إلى أن القاهرة تخشى من نفوذ أوسع لدول إقليمية أخرى في حال سيطرت حكومة الوفاق على الأوضاع في ليبيا في وقت تعتبر فيه القاهرة ليبيا منطقة نفوذ مصري.

فيما قالت مصادر ليبية مطلعة في طرابلس إن «لدينا معلومات موثقة عن لقاءات عدة حضرها مسؤولون إماراتيون ومصريون بقيادات بارزة في معسكر طبرق على رأسهم رئيس الأركان الليبي عبد الرازق الناظوري في القاهرة بهدف الترتيب لتلك التحركات».

وأشارت إلى أن النظام المصري يهدف من دعم تلك التحركات للحصول على حصة من الموارد النفطية الليبية في ظل الأزمة التي يعانيها في قطاع الطاقة، واعتماده بشكل أساسي على المملكة العربية السعودية، والتي لن تكون قادرة خلال الفترة المقبلة على تلبية الاحتياجات المصرية عبر مساعدات بترولية.

وأكدت المصادر أن طرفا عربيا، رفضت الإفصاح عن هويته، طلب في وقت سابق سرعة تشغيل آبار النفط، بمنطقة الهلال النفطي، ودعم مصر عبر حصة يتم الاتفاق عليها، ولكن هذا الاتفاق لم يكتمل بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة.

كما أكدت الكثير من التقارير الصحفية العربية والأجنبية، دعم الإمارات للمحاولة الانقلابية التي قادها «حفتر» في وقت سابق، ومن بعدها دعم حكومة طبرق التي انبثقت عن مجلس النواب الليبي المنحل، والتي يرأس فيها «حفتر» وزارة الدفاع.

وكان «حفتر» بدأ في مايو/أيار 2014 عملية عسكرية أسماها «عملية الكرامة» بحجة مكافحة الإرهاب، واستهدفت العملية أساسا كتائب مسلحة شاركت في الدفاع عن بنغازي عندما هاجمتها قوات الرئيس الراحل «معمر القذافي» خلال ثورة فبراير/شباط 2011.

وسيطرت قوات «حفتر» بدعم من ميليشيات مسلحة خلال العامين الماضيين على أجزاء من مدينة بنغازي، في حين لا تزال أحياء وسط المدينة وشمالها وغربها تحت سيطرة مجلس ثوار المدينة.

وتسبب القصف الجوي والاشتباكات منذ بدء عملية الكرامة في مقتل وجرح آلاف الأشخاص، ودمار واسع بالمدينة.

وعقب سقوط نظام «القذافي» عام 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.

ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية (حكومة الوفاق الوطني) باشرت مهامها من العاصمة طرابلس أواخر مارس/آذار الماضي، إلا أنها لا تزال تواجه رفضاً من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان شرقي البلاد.

وإلى جانب الصراع على الحكم، تشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام القذافي، فوضى أمنية بسبب احتفاظ جماعات مسلحة قاتلت النظام السابق بأسلحتها.

  كلمات مفتاحية

حفتر الإمارات ليبيا

رسائل مسربة: الإمارات تسلح «حفتر» تحت سمع وبصر أمريكا

مسؤول ليبي يتهم الإمارات بدعم «حفتر» عبر أموال «القذافي»