كشف مغردون، أن الصورة التي استخدمتها المذيعة «كرستينا أمانبور» بقناة «سي إن إن»، خلال حوارها مع اللواء «أحمد عسيري» المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تعود لأكثر من 5 سنوات.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط»، أنه بعد 4 أيام على بث المقابلة، تبيّن أن الصورة التقطت قبل أكثر من 5 سنوات، أي قبل أن تبدأ الحملة العسكرية لإعادة الشرعية والتي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية بأكثر من 3 سنوات ونصف.

وفي المقابلة، حاولت المذيعة، والتي بدت بأسلوب خارج عن المألوف، متهمة السعودية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن، أن تلصق تهمة تجويع الشعب اليمني بالتحالف العربي.

إلا أن اللواء «عسيري»، رد في لحظتها أنه «متأكد من أن هذه الصورة التقطت في تعز أو مدينة قريبة منها، وهي المدينة التي يحاصرها الانقلابيون منذ أشهر ويمنعون دخول المعونات لها»، لكن رد المذيعة كان: «لا علاقة لي بمن أين جاءت الصورة.. هل هي حقيقية؟».

وأضاف: «نحن نتحرك في اليمن كي نمنع حدوث حالات كهذه، ولكي نعطي اليمنيين حقوقهم بالمعاملة الجيدة».

وشدد على أن هناك بلاد كاملة، فيها أفراد مثل هذه المرأة، مخطوفة من قبل جماعات مجرمة تريد فرض قوتها بصرف النظر عما سيكلفها ذلك.

وحول سؤال عمن يتحمل مسؤولية ما يجري للشعب اليمني أجاب «عسيري»: «هذه مسؤولية المجتمع الدولي، إذا لم نتدخل باليمن فنصبح جميعنا مسؤولين. نحن نطلب من المنظمات الإنسانية الذهاب إلى تعز. اليوم، سأقول لكاميراتكم، من يريد الذهاب إلى تعز لحل مثل هذه الأزمات سنستقبله غداً.. أين هم من اليمن؟ للأسف، هم بعيدون جداً».

وطالب سعوديون ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي القناة بالاعتذار عن هذا الاتهام والخروج عن المهنية، والتي دفعتها باستخدام صورة قديمة لاستدرار عطف المشاهدين ضد السعودية، حسب تعبيرهم.

وعبّر «محمد السلمي» رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، عن صدمته بعد اكتشاف أن الصورة التي أظهرتها المذيعة تعود لـ 5 سنوات، متسائلا «هل من اعتذار؟».

كما طالب ناشطون، القناة بتقديم اعتذار للمملكة، لممارستها سلوكاً يتنافى مع مهنية العمل الإعلامي، لتشويه صورة التحالف الداعم للشرعية في اليمن.

واستغرب مغردون على موقع «تويتر» تجاهل المذيعة والقناة التام لجهود السعودية الإغاثية، وتجاهلهم أيضا لأخبار تشير لاحتجاز ميليشيا الحوثي أكثر من 34 سفينة إغاثية منذ أشهر في ميناء الحديدة، بحسب «عسيري».

وأشار إلى أن الحوثيين حاولوا مرارا الاعتداء على السفن الإغاثية وهي في عرض البحر، وصادروا بعض الشحنات الإغاثية ووزعوها على منسوبيهم وأقاربهم، وقاموا ببيع الفائض منها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة لتجويع الشعب اليمني.

ويعاني «اليمن» أزمة إنسانية صعبة جراء الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام.

ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية والرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء انقلاب نفذته ميلشيات موالية لجماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع، «علي عبد الله صالح».

وتمكن التحالف في تحقيق بعض الانتصارات على الأرض من خلال مساندة قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، لكنه يواجه انتقادات حقوقية متزايدة بشأن هجمات طالت مدنيين، كما مني بخسائر كبيرة في قواته.