بدأت أسواق الأسهم في منطقة الخليج والعالم تعويض خسائرها بعد الخطاب الأول للرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب»، الذي تعهد للأمريكيين بأن «يظل اقتصاد أمريكا الأقوى» كما أنه خاطب المجتمع الدولي مطمئنا بـ«علاقات تعاون وليس نزاع».

وقلصت سوق الأسهم السعودية خسائرها من نحو 3% عند الافتتاح إلى الارتفاع بنسبة 0.2% قبل منتصف جلسة اليوم الأربعاء، في حين قلصت سوق دبي المالي خسائرها من 2.5% عند الافتتاح إلى 1%  كما تقلصت الخسائر بسوق أبوظبي من 1.8% عند الافتتاح إلى 1.1%.

وكانت أسواق الأسهم اليابانية هوت عند الإغلاق 5%، في حين صعد الذهب 5% قبل إعلان فوز «ترامب»، لكنه عاد إلى التداول مرتفعة 3.25% عند 1317 دولارا للأونصة.

وتراجع الدولار والنفط بأكثر من 3% كما تكبدت العملة المكسيكية «بيزو» خسارة 14% مع فوز «ترامب» الذي تعهد وهو مرشح بإعادة النظر باتفاق التجارة الحرة مع المكسيك، لكنه تحدث بعد فوزه رئيسا عن «علاقات تعاون مع دول وشعوب العالم».

وحقق «ترامب» فوزا مفاجئا على منافسته الديمقراطية «هيلاري كلينتون»، ليصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، بعد منافسة انتخابية طويلة وشاقة لم يتوقع العالم نتائجها، وجاء الفوز صادما لعالم المال والأعمال رغم أن الفائز ينتمي لذلك العالم الذي بات أقل قلقاً من «ترامب» بعد تقلص الخسائر وبعد خطابه الذي أكد فيه أنه سيكون «رئيساً لكل الأمريكيين».

وهبطت أسعار النفط اليوم بعدما أظهر فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تقدم «ترامب» على غير المتوقع مما أحدث حالة من الارتباك في السوق.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى أدنى مستوى خلال الجلسة عند 43.07 دولار للبرميل بانخفاض يتجاوز 4 % عن سعر الإغلاق السابق لتسجل أدنى مستوى منذ سبتمبر/آيلول قبلما يرتفع الخام إلى 43.72 دولار للبرميل بحلول الساعة 0601 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 2.43 بالمئة إلى 44.92 دولار للبرميل.

وخلقت مرحلة الحملات الانتخابية حالة «قلق» كبيرة من «ترامب»، وجعلت من اختياره عاملا مجهولا بالنسبة لمحللي أسواق المال، الذين لا يمكنهم قياس مخاطره أو توقع التغييرات التي ستطرأ عليهم مع فوزه، ما خلق مصطلع TRUMP RISK أو «مخاطر ترامب» المالية بين أوساط المحللين. وفي المقابل كانت «هيلاري كلينتون» تشكل عامل استقرار لأنها ذات نهج ديمقراطي يعد محسوبا في حسابات محللي الأسواق.

ومع التقدم السريع لـ«ترامب»، جاءت ردة الفعل السلبية من الأسواق قوية، حيث هوى مؤشر عقود ستاندرد آند بورز 500 المستقبلية 5% متراجعا بأكثر من 100 نقطة .

وقبل إعلان الفوز تراجعت بورصة طوكيو في منتصف جلسة التعاملات بنسبة 5.8%، وتراجع مؤشر توبكس نحو 5% وهي أول أسواق الأسهم التي افتتحت تداولاتها اليوم.

وقفز الذهب 5% إلى 1337 دولارا للأونصة بالتعاملات الآسيوية، بوصف المعدن النفيس ملاذا آمنا وقت الأزمات، فيما يعد رسالة صريحة على أن أسواق المال تعيش أزمة بانتخاب رئيس للولايات المتحدة، الذي قد يحمل معه من وجهة نظر معظم المحللين، مخاطر كبيرة لأسواق المال، وقرارات قد تكون مستجدة بالنسبة لهم ومغايرة لتوقعاتهم السابقة.

ولم يقف تأثير «ترامب» عند هذا الحد اليوم، فقد هوت أسعار العملة المكسيكية «بيزو» 14%، لأن «ترامب» كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإعادة النظر في اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك في حال فوزه، وهو ما سيضر بالاقتصاد المكسيكي، وجرى أخذه بالحسبان من قبل المضاربين على العملات والمستثمرين فيها.

 وكان رجل الأعمال الإماراتي، الملياردير «خلف الحبتور»، قال إن الدول الخليجية قد تسحب استثمارات بالمليارات من الولايات المتحدة إذا فاز «دونالد ترامب» بالرئاسة الأمريكية هذا العام.

وقال «الحبتور»، رئيس مجموعة الحبتور، ومقرها الإمارات، في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء، إن الولايات المتحدة، حال فوز «ترامب» برئاستها، «ستخسر أنشطة أعمالهم.. سيلغي المستثمرون أي خطط للاستثمار هناك.. أنا واثق من ذلك».