ديمقراطية الوقوف بأبواب حكام الإمارات تثير سخرية المواطنين

السبت 8 نوفمبر 2014 10:11 ص

تغريدات الشيخ «محمد بن راشد» نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي علي «تويتر» تثير سخرية الغالبية العظمي من رعيته، فالرجل يعيش في عالم خيالي قائم علي الدعاية الفجة التي تتولاها شركات العلاقات العامة التي تدير الإمارة المثيرة للجدل.

قبل أيام كتب الشيخ «بن راشد» علي حسابه عبر «تويتر»، «نحن في شورى دائمة، وحيث أبواب الحكام مفتوحة، المجلس الوطني قناة، الإعلام قناة، مواقع التواصل الاجتماعي قناة.. الكل يعمل من أجل الإمارات»، وقبل أن يجف حبر التدوينة رد مواطن إمارتي يعيش بعيدا عن جنة «محمد بن راشد» وقال: «الشعب التونسي ينتخب ممثليه اليوم، و«محمد بن راشد» يطلب من شعب الإمارات الوقوف بأبواب الحكام»، وتتابعت الردود علي تغريدة الرجل الذي يرى أنه يمارس أفضل أنواع الديمقراطية.   

فنظام الحكم في الإمارات لا هو ديمقراطي يقوم علي التداول السلمي للسلطة، ولا هو ديكتاتوري يقوم علي حكم الفرد، ولا شوري يتناسب مع دستور الدولة المؤقت الذي يستمد مبادئه من مبادئ الشريعة الإسلامية، بل حكم قبلي قائم علي مبادئ يفرضها من يملك السلطة والثروة معا، فالمواطن يحصل علي الخدمات في صورة «مكرمة» من الحاكم، وللحاكم الحق في سحب الجنسية من أي مواطن إذا ما حاول الحصول علي جزء من حقه السياسي كما تقضي مواثيق ومبادئ «الأمم المتحدة»، فالمحاكم والهيئات والوزارات والأشخاص وكل ما في الدولة يعمل تحت رعاية «صاحب السمو» أو من ينوب عنه.

ومما يعبر عن سوء تقدير حاكم دبي لتوقيت «تغريدته» التي جاءت متزامنة مع العرس الديمقراطي الذي شهدته تونس في أول انتخابات نيابية حرة بفضل نسائم الربيع العربي وسجلت نسبة مشاركة بلغت 62%، بينما الشورى التي يقصدها الشيخ «بن راشد» في تغريدته تعبر بوضوح على ما يمارسه من تشاور مع مستشاريه الأجانب في أفضل الطرق لجذب الاستثمارات وغسيل الأموال واختيار خيوله، والمجلس الوطني الذي يتغني ببطولاته هو مجلس استشاري بلا سلطات، وتم اختيار نصف أعضاءه بالتعيين والنصف الأخر بشبه انتخابات شارك فيها أقل من 1% من أبناء الإمارات، والإعلام يزيف الواقع ويسبح بحمده ليل نهار ولا يناقش أي قضية تهم المواطنين، ومواقع التواصل الاجتماعي تحت القبضة الأمنية، وقانون الإرهاب مسلط على حرية التعبير والكل يعمل من أجل الحكام.

يقول «إبراهيم عيسي» من إمارة رأس الخيمة أن الانتخابات التي جرت في 2011 لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني شارك فيها 21 ألف مواطن فقط علي مستوى الدولة وقد تم اختيار هؤلاء عن طريق الأمن حيث تم حذف أسماء غالبية الشباب واقتصر الاختيار علي الشباب والنساء والأرامل وكانت نسبة كبيرة ممن تم اختيارهم ممن لا يقرؤون ولا يكتبون.

ويضيف «إبراهيم» بأنه رصد في كشوف الناخبين اسم خالته التي تبلغ من العمر 82 عاما وهي مكفوفة البصر ولم تخرج من بيتها منذ 10 سنوات، في حين لم يجد اسمه ولا اسم أي من شباب العائلة في كشوف الناخبين.

ويقول «ناصر سيف» من الشارقة أن ديمقراطية حكامنا تتناسب فقط مع ما يرونه، فلا يستطيع المواطن اختيار من يحكمه، ووثيقة الإصلاح التي وقع عليها عشرات المثقفين ذهبت مع الريح وغالبية من وقعوا عليها الآن مطاردون داخل وخارج البلاد، فلا ديمقراطية في الخليج سوي تجربة  منقوصة لم تكتمل في الكويت قد تنتهي إذا ما تم تضييق الخناق عليها من الأشقاء في دول «مجلس التعاون».

ويضيف لو أن حكامنا ديمقراطيون فعلا لتركوا للناس حرية اختيار أعضاء المجلس الوطني منزوع الصلاحيات، ولخففوا مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» بدلا من هذا الرعب الأمني الذي يسيطر علي البلاد.

ويري «محمد» من أم القيوين أن كل ما يحصل عليه المواطن من خدمات هي مكارم من الحكام الذين يملكون كل شيء في بلادنا، فالمواطن لا يملك سوي أولاده وزوجته فقط، فالمسكن المقام عليه المنزل مملوك عمليا للحاكم، ولسموه الحق في سحب جنسية المواطن أو حبسه أو فصله من وظيفته، كما أن من سلطات الحاكم في بلادنا التحدث باسمنا في جميع المحافل مع أننا لم نختره.

ويقول بيننا وبين الديمقراطية التي يتحدث عنها «محمد بن راشد» مسافات كبيرة فلا الوقوف بأبواب الحكام مشاركة ولا حكامنا يتشاورون مع أحد غير مستشاريهم الأجانب ولا المواطنين يملكون حق التعبير ولا حق الاعتراض علي ما يراه الحكام.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم دبي رأس الخيمة مجلس التعاون

إطلاق اسم «محمد بن راشد» على أطول برج في أبوظبي

محمد بن راشد يؤكد اهتمام الإمارات بالعلم والتعليم

بن راشد: الإمارات بخير وأجهزتنا الأمنية والعسكرية علي أتم استعداد