وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، انتقادات حادة لوسائل الإعلام العالمية، ورأى أنه لو نجحت المحاولة الانقلابية، التي تعرضت لها بلاده منتصف يوليو/تموز الماضي، لأضفت معظم هذه الوسائل الإعلامية الشرعية على الانقلابيين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي في حفل تعريفي بقناة (TRT World) الحكومية الناطقة باللغة الإنكليزية، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وقال «أردوغان»: «لو تكللت محاولة الانقلاب بالنجاح، لكان الإعلام العالمي الذي يدّعي الدفاع عن الديمقراطية والحريات سيسخّر أقلامه وعدساته لإضفاء صبغة الشرعية على الانقلابيين، كما فعلوا من قبل في مصر».
وأضاف أنّ «معظم وسائل الإعلام العالمية، التي تكنّ الحقد والكراهية للدولة التركية، كانت قد أعدت العناوين التي من شأنها تلميع صورة الانقلابيين في بلادنا، إلّا أنّ صمود الشعب التركي وتصديه لآلة القتل بصدور عارية، حال دون وصول تلك الوسائل إلى مبتغاها».
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تقول السلطات القضائية التركية إنها تتبع منظمة «فتح الله كولن»، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
في سياق آخر، أكد الرئيس التركي أن بلاده حققت نقلة نوعية في سياساتها الخارجية، وأنها بَنت هذه السياسة على أساس الاهتمام بدول الجوار، التي تربطها بتركيا روابط تاريخية وجغرافية وثقافية.
وأوضح أنّ السياسة الخارجية التركية المتبعة خلال الأعوام الـ15 الأخيرة، تعتمد على التوفيق بين مراعاة القيم الإنسانية والحفاظ على المصالح التركية.
وأكّد الرئيس التركي أنّ دفاع بلاده عن القدس ليس مجرّد امتثال لتعاليم المعتقدات الإسلامية فحسب، بل إنّ ذلك ناجم عن احترامها لباقي المعتقدات الدينية.
ولفت إلى أنّ بلاده بكافة مؤسساتها الحكومية ومنظماتها المدنية تعمل على مساعدة المحتاجين في فلسطين، وأنّ هذه الخطوة نابعة من القيم الإنسانية النبيلة للشعب التركي.
