استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

انتقاد الحكومة وخيانة الدولة

الأحد 9 نوفمبر 2014 10:11 ص

العلاقة مع الحكومة دوماً جدلية تدور حالاتها بين دفتي ميزان الرضا والسخط، وتتلقى سهام النقد بقدر أدائها، فهي مجموعة مؤسسات وظيفتها تقديم الخدمات، وقد يشوبها فساد أو ضعف أداء وسوء إدارة، ما يستتبع ضرورة تبديل القيادات الفاشلة بحثاً عن شخصيات تتناغم مع سياسة الدولة وتخدم تطلعاتها. الحكومة ليست محصنة ضد النقد والشكوى، لأن المواطن يتضرر بأشكال شتى من طريقة أدائها، ما يجعلها هدفاً للسلطة الرابعة والدعاوى القضائية. هنا يكمن فرق مهم، فعلى رغم أن القضاء أحد مؤسسات الحكومة إلا أنه فعلياً يحمل سمات الدولة، لأنه الفصل في كل القضايا، بما في ذلك الناشئة بين جهات حكومية وأفراد من الشعب، ويكون انتقاده والتعريض به مساس بالدولة في جذرها الأساس ونواة التمرد عليها، وكذلك هو حال الجيش كمؤسسة، دون ممارسات أفراده.

أحياناً يكون الهجوم على الحكومة أو بعض مؤسساتها تعدياً على الدولة إذا أخذ منحى الطعن في التوجه والسياسة والرؤية العامة، بحيث يكون استهداف الحكومة معبراً خفياً لضرب الدولة وكسر هيبتها.

الوقوف إلى جانب الحكومة ليس ضرورياً إلا بقدر الرضا عن جهودها، أما الوقوف إلى جانب الدولة فهو أمر مفصلي، فلا يهاجمها إلا عدو خارجي أو أصوات معبرة عنه ومتحالفة معه، وهنا يكون الصمت في الدفاع عنها وعدم إعلان الولاء لها خيانة مباشرة، خاصة حين يكون للفرد مواقف وطروحات ظاهرة العداء أو ملتبسة تخلط بقصدٍ بين الدولة والحكومة وتضعهما في سلة واحدة، بل إن مجرد التزام الصمت حال تعرضها لاعتداء، حتى لو كان لفظياً، يندرج ضمن الخيانة، أو على الأقل التخاذل الفاضح.

كل سعودي له اعتبار وحضور وخطاب إصلاحي، يتوجب عليه الوقوف ضد الحملات الإيرانية الإعلامية على السعودية، وإعلان موقفه الواضح من محاولات التدخل هذه، والبراءة الصريحة من التماشي معها أو الرضا بها، تأكيداً لمعنى المواطَنة وحقيقتها، فلا يقبل بها إلا كاره للبلد وناقم عليها، فالمواطَنة لا تحتمل التعدد والازدواجية. كل من يسكت عن إدانة الإرهاب ورفضه ونبذه مباشرة هو متواطئ أو موالٍ له، خاصة كل من تتسم طروحاته بالمراوغة وإمساك العصا من المنتصف، حرصاً على عدم المواجهة واستتاراً لموقفه.

في جريمة الدالوة أكد المواطنون بشكل استثنائي ورائع وحدتهم وتماسكهم في التجربة الوحيدة التي اقتضت ذلك، واجتمعوا على ذلك في مشهد مهيب يصدم كل من توهم وادعى أن الشحناء والبغضاء هي الغالبة. كان موقف مشائخ السنة والشيعة من أبناء الوطن واحداً ومتناغماً وطارداً للإرهاب، ما أفشل محاولة عرقنة البلد وخلق أزمة طائفية.

الدولة لا تمتحن ولاء أبنائها بل على المترددين حسم موقفهم، فلا مكان لأي منهم لأن مسؤوليتها اليوم هي ضمان سلامة شعبها وصيانة حقوقه الكاملة، وكل صوت لا يقر ذلك ولا يدعمه لا يختلف عن الإرهابي المنفذ الذي ظن بسبب تلك المواقف المتشنجة أن الأوان حان لإحداث الشرخ وتأصيل الفرقة والنزاع.

الرسالة الأولى القوية لكل الطاعنين هي مشهد العزاء الوطني المتلاحم للمرة الأولى ربما، أما الرسالة الثانية فهي الحسم العاجل فلا يبقى في الوطن إلا أبناؤه الصادقون.

المصدر | الحياة (النسخة الدولية)

  كلمات مفتاحية

إيران العلاقات السعودية الإيرانية الأحساء حادثة الأحساء

وقف التحريض مهم... لكن هناك ما هو أهم !

اعتداء الأحساء.. وسؤال «التحريض» الطائفي على العنف

حادثة الأحساء تثير تنديد واستنكار واسع بين مشايخ السعودية عبر «تويتر»

الأحساء.. نموذج التعايش الوطني