تفاعل واسع بين المغردين في الخليج، شهده وسمان أطلقا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» خلال اليومين الماضيين، يطالبان بإعادة الدعم للأدوية في السودان.

وكان شباب سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا قبل يومين وسما بعنوان «أعيدوا الدعم إلى الأدوية»، قبل أن يطلقوا اليوم وسما آخر بعنوان «أعيدوا الدعم إلى الأدوية 2»، بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة برفع الدعم عن الأدوية، ممّا تسبّب في زيادة أسعار الأدوية.

وظهر الوسمان من بين الأكثر تداولاً في السودان وعدة دول عربية بينها السعودية وقطر والإمارات، وتصدر الوسمين المواقع العربية، ، حيص ثحصد وسم أمس أكثر من 70 ألف تغريدة، بينما حصد الوسم الثاني قرابة 50 ألف تغريدة.

وأعرب المشاركون في الوسمين عن تضامنهم مع السودانيين، في مطالبتهم لحكومتهم بإعادة الدعم إلى الأدوية، مشيرين إلى أن الدواء ليس رفاهية، وأن الأمن الغذائي والصحي حق للإنسان لا يُمس.

ووصف المشاركون في الوسمين «تويتر» بـ«الخطير جداً»، ورأي العديد أن هذه الخطوة ستؤثر بشكل كبير على المُواطنين، خَاصّةً ذوي الدخل المحدود.

وشكا المغردون المشاركون في الوسمين، أن القرار يؤثر في شريحة كبيرة من المرضى السودانيين وأسرهم، بخاصة أن الزيادات تجاوزت الـ200%، فيما يضيف عبئاً ثقيلاً إلى الأعباء المعيشية التي يكابدها المواطنين في السودان.

الفنانة «بلقيس»، غرت في الحملة، وشاركت في الوسم، وكتبت: «إخواننا هناك يحتضرون ولا يملكون حق الدواء ما الذي يحدث في وطننا العربي؟! هزلت».

كما بادرت المطربة «أحلام» بالمشاركة في الحملة، بإعادة تغريد عدد من التغريدات والمنشورات عبر حسابها بموقع «تويتر» مبدية دعمها لإلغاء القرار، قبل أن تضع صورة من احتجاجات السودانيين وتكتب تحتها: «إلا الدواء.. حرام المساكين اللي ما يستطيعون يقدرون يصبرون عنه.. إلا العلاج».

كما أعلنت الإعلامية السعودية «لجين عمران» تضامنها مع الحملة، بالقول: «تتزايد شكاوى أخواننا المواطنين السودانيين من ارتفاع لا مثيل له طرأ على أسعار الأدوية لا سيما تلك المنقذة للحياة».

فيما علق المطرب «عاصي الحلاني»، قائلا: «من كل قلبي بدعم بلدنا العربي الغالي  السودان.. الله يبعد عنكم كل مكروه».

وأضافت المطربة «شمس»: «السودانيون عمود من أعمدة التنمية في منطقة العالم العربي والخليج خاصة.. موظفيهم من اكفأ الموظفين كما خدمونا نخدمهم».

فيما كتب الناشط «خالد العمري»: «الصلاة من أجل صحة إخواننا في السودان».

وتضامن الشاعر والملحن «عماد الدين الطيب»، مع الحملة قائلا: «أنا ضد زيادة الأسعار الدواء.. وأعلن عدم طرح أي أغنيات من كلماتي أو ألحاني تضامنا مع ظروف الوطن».

وأضافت المحامية «علا الفارس»: «كل الحب لإخوانا  في السودان .. تذكروا  ان الحقوق  في عالمنا العربي تنتزع ولا توهب!».

وفي مبادرة أخرى من المغتربين السودانيين، تم إطلاق وسما بعنوان «مغتربين من أجل أهلنا»، اقترح ما سماه النشطاء «الصيدلية الخيرية»، لتوفير الدواء بلا مقابل.

وشهدت المبادرة تفاعلا لافتا من قبل متبرعين بالمال والدواء ومن قبل آخرين دفعتهم الحاجة لطلب أدوية بعينها.

وحددت المبادرة أرقام حسابات وهواتف لتلقي التبرعات المالية والعينية وتحديد الفئات المحتاجة، بعد أن أبدى الكثيرين استعدادهم لتوفير الأدوية الغالية والحساسة.

ويعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة بعد انفصال جنوب السودان في يوليو/ تموز 2011، نتيجة لفقدانه 75% من موارده النفطية، أدت إلى انخفاض الإيرادات العامة، في ظل محدودية الصادرات غير البترولية.

وحرك بنك السودان المركزي هذا الشهر، سعر الدولار المخصص لاستيراد الأدوية من 6.8 جنيه إلى 15.8 جنيها، وسط مخاوف من لجوء الشركات إلى السوق الموازي للحصول على الدولار الذي بلغ حاليا نحو 17.5 جنيها.

وفي السابق كان البنك المركزي يخصص 10% من النقد الأجنبي المتحقق من الصادرات غير البترولية لدعم استيراد الأدوية.

وبررت وزيرة الدولة بالصحة «سمية إدريس»، القرار بالقول إن تحرير سعر الدولار المخصص للأدوية لا يعني تحرير أسعار الأدوية، وأشارت إلى أن تحرير سعر الصرف سيتزامن مع إلغاء كل الرسوم الحكومية المفروضة على الدواء، مبينة أن القرار يأتي للمحافظة على سوق الدواء بعد خروج شركات تصنع أدوية غير متوفرة بالداخل من البلاد لتذبذب سعر الصرف.

واتخذت الحكومة السودانية عدة خطوات لرفع الدعم تدريجيا عن المشتقات النفطية منذ انفصال الجنوب في 2011 حتى 2016.

وأعلنت وزارة المالية عن إجراءات طارئة في 2011، شملت رفعا تدريجيا من المشتقات النفطية، علاوة على تحرير سلعة السكر، وتخفيض الإنفاق الحكومي.

وشرع بنك السودان المركزي منذ يوم الأربعاء في تطبيق سياسة الحافز الجديدة، القاضية برفع سعر الدولار بالبنوك التجارية والصرافات بنسبة 131% ليقفز سعر الدولار في البنوك إلى 15.8 جنيها، مقارنة بـ 6.5 جنيهات سعر للبيع الرسمي سابقاً.